بريطانيا تسعى لاجتذاب المستثمرين السعوديين لتسريع وتيرة النمو
في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد البريطاني تحسناً تدريجياً في وتيرة النمو، تلعب القنصليات والملحقيات التجارية الممثلة للمملكة المتحدة في جميع أنحاء العالم دوراً بارزاً في جذب المزيد من الاستثمارات إلى أرضها، وذلك في خطوة نحو تحقيق الخطة الاستراتيجية الموجهة لانتشال اقتصادها من حالة التباطؤ، وتسريع تعافيه.
وتعمل لندن في الوقت الحالي على خطة ترتكز على محورين أساسين ترى أنهما السبب في تعجيل تعافيها الاقتصادي الذي عانى خلال الفترة الماضية من مشكلات، وتسعى في الوقت الحالي بقوة لتنمية صادراتها جنباً إلى جنب مع جذب المزيد من الاستثمارت إلى أرضها.
ويأتي التحرك من لندن متفقاً مع حديث لاتحاد الصناعات البريطانية (سي بي آي) بعد النتائج الإيجابية في الأداء في الربع الثالث من العام الجاري، الذي أشار إلى أن اقتصاد المملكة المتحدة يتعافى بمعدل "بطيء وثابت"، متوقعاً أن يبلغ النمو هذا العام 1.4 في المائة، ارتفاعا من التوقعات في آب "أغسطس" بأن يبلغ النمو 1.2 في المائة.
وفي حديث خاص لـ"الاقتصادية" أكد محمد شوكت القنصل البريطاني العام أنهم يعملون الآن على تعزيز نمو اقتصاد بلادهم الذي يشهد تعافياً ثابتاً، وأن هناك جهوداً كبيرة مبذولة في الوقت الحالي من قبل السفارات والقنصليات في وزارة الخارجية البريطانية لجذب الاستثمارات، لكنه ألمح إلى أن التركيز ينصب على تنمية الصادرات االبريطانية إلى الدول الخارجية.
وأشار إلى أن سياسة الحكومة البريطانيه خلال السنوات الثلاث الماضية فرضت العديد من القرارات والسياسات الصعبة، من أجل تسريع وتيرة النمو الاقتصادي، مضيفاً أنهم يشهدون اليوم نمواً تدريجياً في الاقتصاد، يتوقع له أن يشهد المزيد من التحسن خلال السنوات المقبلة.
ويرى شوكت أن على المسؤولين في بريطانيا وحكومتها ومواطنيها أن يتحلوا بالصبر خلال الفترة القادمة، وقال: "نعم هناك تحسن في اقتصادنا، ولكن ما زلنا بحاجة لمزيد من الخطوات الأخرى المساعدة في تعزيز نمو هذا الاقتصاد، الذي يعد حاليا من أفضل الاقتصاديات على مستوى الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن هناك انخفاضا في نسب البطالة بنسب جيدة".
وأشار إلى أن نظام بلاده في الاستثمار واضح جداً ومتوافر أمام الجميع، وهناك حديث دبلوماسي مستمر ومفتوح مع وزارة الخارجية السعودية عن كيفية تسهيل منح التأشيرات لكل من رجال الأعمال في البلدين الصديقين، لافتاً إلى أن العام الماضي شهد زيارة 15 وفدا بريطانيا إلى السعودية إلا أن بعض رجال الأعمال من تلك الوفود لم يتمكنوا من الحصول على التأشيرة لأسباب مختلفة.
ووصف نظام بلاده في منح التأشيرات الذي يتميز بتقديم مدد مختلفة تتفق مع رغبة الزائر لبلاده، بالأفضل بالنسبة للسعوديين، وذلك وفقاً لما استشفه من أحاديث دبلوماسيين التقاهم أخيراً، وقال: "نظامنا واضح جداً، وفي العام الماضي كان هناك أكثر من 90 ألف سعودي من رجال أعمال وطلاب وسائحين وغيرهم حصلوا على تأشيرات لزيارة بريطانيا".
وعن معرض كتالوج الشركات البريطانية الذي انطلقت فعالياته الأسبوع الماضي في غرفة مكة التجارية الصناعية، أوضح أن المشاركين في المعرض يعملون في المجال الطبي وفي قطاع البناء وقطاع التجميل والتعليم والكثير من المجالات الأخرى المتخصصة.
وأضاف، أن هذا المعرض سينتقل هذا الأسبوع إلى غرفة جدة، ومن ثم إلى غرفة المدينة المنورة، وقد قمنا في القنصلية التي سيعين فيها خلال الشهور الثلاثة المقبلة مسؤول متخصص في جذب الاستثمارات، بدعوة تلك الجهات المشاركة لعرض شراكاتها التجارية على المستثمرين السعوديين. وأكد أنهم يهدفون وبشكل جاد وحثيث لتعزيز العلاقات التجارية والصناعية بين رجال الأعمال البريطانيين والسعوديين، مبيناً أن في بريطانيا أكثر من مليوني نسمة يعتنقون الديانة الإسلامية، ومنهم من يعملون في شركات إسلامية ودولية ممن يرغبون بجدية في إقامة شراكات مع الشركات السعودية.
واستشهد بالشركة البريطانية التى تتولى إدارة مشروع مترو مكة، وموظفيها المسلمين في مكة المكرمة التي هي في واقع الأمر شركة دولية غير إسلامية، مبيناً أنه وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، قاما أخيراً بزيارة لبريطانيا للاطلاع على بعض أعمال الشركات المتخصصة في البنى التحتية لمشاريع المترو والقطارات.