أمانة حائل تخلي مسؤوليتها من تلوث «الأديرع» .. وتلقي بالكرة في ملعب «المياه»
أَخْلَتْ أمانة منطقة حائل مسؤوليتها عن تلوث وادي الأديرع بمياه الصرف الصحي، وألقت باللائمة على وزارة المياه.
وقال سعد الثويني مدير إدارة الإعلام في أمانة منطقة حائل في بريد إلكتروني أرسله لـ"الاقتصادية" ردا على ما نشرته الجريدة أمس الأول "إن التلوث الحاصل في وادي الأديرع ناتج عن ضخ مياه الصرف الصحي في الوادي، وهذا مسؤولية الصرف الصحي وليس للأمانة أي علاقة أو مسؤولية تجاه ذلك".
وأضاف الثويني أن "الأمانة بدورها تقوم برش الوادي والبرك الناتجة عن ينابيع الصرف الصحي بمواد الرش والمبيدات المخصصة لمثل هذه المستنقعات للقضاء على الحشرات الضارة التي تتكاثر في مثل هذه الأماكن الملوثة، لكن استمرارية ضخ هذه المياه تبطل جهود الرش التي تقوم بها الأمانة"، مؤكدا أن "الحلول النهائية لدى المديرية العامة للمياه والصرف الصحي في حائل".
وكانت "الاقتصادية" قد نشرت أمس الأول تقريرا تحت عنوان "أديرع حائل .. خطر بيئي ينتظر المعالجة"، تناولت فيه المخاطر التي تتعرض لها المنطقة جراء تلويث الوادي بمياه الصرف الصحي، وجعله ممرا مكشوفا لمياه الصرف الصحي الآسنة والملوثة".
وأشارت "الاقتصادية" في التقرير الذي وجد رواجا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، أن تأخر إنجاز شبكات الصرف الصحي في حائل وإدخالها للخدمة فعليا سيسهم في انعكاسات بيئية خطيرة على وادي الأديرع جنوب منطقة حائل بـ 65 كيلو مترا، تتمثل في تحويل مياه الصرف الصحي الآسنة والملوثة إليه، ما تسبب في تلوثه بالكامل والإضرار بالأحياء السكنية الواقعة قريبا منه.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' عبد العزيز المشهور عضو المجلس البلدي في حائل، أن وادي الأديرع أو ما يسمى وادي الديعجان واد فحل يمتد بطول نحو ١٦٠ كيلومترا، ومن الأخطاء الشنيعة التي ارتكبت في حقه أن أوجدت قناة لتصريف مياه المجاري تصب وسطه، وأصبحت المناهيل الخرسانية وغرف التفتيش التي تقبع في وسط الوادي عائقا لجريانه.
وأضاف حينما يجري الوادي يشكل خطرا على السكان، ويجب درء أخطاره بمشاريع جبارة تحافظ على مساره، حيث إن العمران والتعديات آخذة في الدخول عليه وتضييق مساره، ما جعله يضيق في كثير من المواقع فيجب ألا يقل عرضه عن 100 متر، كما يجب تعويض ملكية من لديه صكوك عليه ليصبح آمنا.
#2#
وذكر المشهور أن المجلس البلدي قرر العام الماضي تأهيل وادي الأديرع بالطلب من الأمانة لإزالة الحشائش، وردم المستنقعات، وإزالة الأتربة، والعمل على تكثيف الرش بالمبيدات على تلك التجمعات المائية والحشائش، إضافة لإعادة تأهيل وادي الأديرع بيئيا.
وأشار إلى أنه تقرر عمل دراسة عاجلة لردم بحيرة الخماشية في الوادي للأضرار الناجمة عنها بيئيا وصحيا، حيث أصبحت داخل النطاق الحضري للمدينة، مما استوجب التخلص منها فورا، حيث خلفت الوفيات المتلاحقة والأخطار الناجمة عنها على مجاوريها بسبب كونها عائقا للمجرى، وسببت الكثير من التلفيات المادية.
وأكد أن هذه الأسباب جعلت مجلس بلدي حائل والأمانة يتفقان على ردمها للمصلحة العامة ودرء مضارها وأخطارها، حيث إنه من الضرورات الملحة التسريع في إنهاء مشروع تصريف مجاري الصرف الحي من قبل الأمانة؛ لأنه من المؤسف أن أغلب المياه التي تصب فيه من مشروع الصرف الصحي غير المكتمل عبر قنوات تصريف السيول من أثر التسريبات إليها عبر هذه القنوات من خزانات المجاري، حيث أصبحت السمراء والزبارة والسويفلة مشبعة بالمياه الآسنة والضارة.
كما أنه يجب التنسيق بين المياه والأمانة للإسراع في تشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي المنشأة في السويفلة للاستفادة من هذه المياه لإقامة الغابات ولسقيا الأشجار والمسطحات الخضراء التي تفتقر إليها.
بدوره، أكد المواطن صالح العديلي أن تسريب مياه الصرف الصحي واختلاطها بالمياه المتسربة من الشبكة القديمة في الأحياء القديمة تعد اعتداء على حق المواطن، وما زالت الأمانة والمياه ترفضان أي حلول جادة لتخليص المدينة من تبعاتها وأخطارها المستقبلية على الأحياء والحارات المجاورة.
وأشار إلى أن ضخ مياه الصرف الصحي عبر مجرى الوادي أصبح يهدد منابع ومصادر مياه الشرب ووقوع كارثة بيئية وأمراض وأوبئة''.
وزاد ''قبل سبعة أعوام كان هناك مشروع فاشل يقضي بتسريب مياه الصرف الصحي في الوادي والحد من خطرها وإخفائها من ظاهر الأرض، وذلك بتجميعها عبر أنابيب وإبعاد مصباتها عن المناطق المأهولة بالسكان''.
وأبان أن ''تلويث الوادي حرم أهالي حائل من الاستمتاع برمال الوادي، ومن الاستظلال بظلال أشجاره، ومن الزراعة خاصة الورقيات والحشائش والبرسيم لتسرب مياه الصرف الصحي إلى الآبار بغزارة، وذلك يتضح من لون الأرض والتربة بألوان منتنة ورائحة كريهة لا يمكن تحملها''.
وناشد العديلي المسؤولين سرعة التحرك لاحتواء وضع الوادي وإيجاد خطة زمنية عاجلة لمعالجة الأخطاء التي وقعت بها الإدارات الخدمية بتدمير الوادي.
وبات وادي الأديرع في حائل يشكل خطرا بيئيا داهما في المنطقة، من خلال نشر الأمراض جراء لجوء الجهات المختصة لتصريف مياه الصرف الصحي في مجرى الوادي الذي يقسم المدينة إلى جزأين غربي وشرقي، وتنتشر الأحياء السكنية على ضفافه.
وتعاني أحياء الخماشية والسمراء والزبارة والسويفلة الحدريين والسويفلة والمملكة وجزء من مخطط الضمادي خاصة من الخطر جراء وقوعها بشكل مباشر على مجرى الوادي الذي أصبح حاليا مجرى مفتوحا لمياه الصرف الصحي جراء ضخ المياه الآسنة للوادي.
وكان وادي الأديرع الذي يبدأ من هضبة الديرع جنوب مدينة حائل 65 كيلومترا، ويصب في قاع الملح في محافظة بقعاء شمال شرقي مدينة حائل، من أشهر أودية المنطقة وأحد فحول أوديتها، وهو الذي تقع عليه مدينة حائل التي سميت باسمه القديم مقرا لجلسات السمر للحائليين خلال ليالي الصيف في أعوام قريبة، إلا أن أهالي المنطقة هجروه بعد أن تم تدميره بيئيا.