تكريم الأديبين البواردي وشباط في «الجنادرية 2014»

تكريم الأديبين البواردي وشباط في «الجنادرية 2014»
تكريم الأديبين البواردي وشباط في «الجنادرية 2014»

بينما تؤكد لـ "الاقتصادية" مصادر أن مهرجان "الجنادرية 2014" سيكرم الأديبين سعد البواردي وعبد الله شباط، تعود للواجهة مجددا حقبة ثقافية امتدت نحو 50 عاما.
ويعود هذا التكريم إلى مجمل أعمالهما خلال فترة نصف قرن نشطا فيها في الساحة الثقافية السعودية، وكانا من أوائل من اقتحما غمار العمل الصحافي والثقافي بشكل عام في بلاد كانت تخطو خطواتها التعليمية الأولى.
ينحدر الرجلان من بيئتين مختلفتين يوحدهما النسيج السعودي، أحدهما من خبوت نجد والآخر من واحات الأحساء، إلا أن العطاء للأدب وللشعر كان ديدن الرجلين اللذين وحّدهما يوم التكريم ليجتمعا في موسم الجنادرية 2014، وحينها يكون الأول في منتصف عقده الثامن والثاني في منتصف السابع، وبعد مشوار تجاوز النصف قرن عند كليهما، ذاقا فيه صنوف التعب من مهنة تنسى الباذلين فيها وتذكرهم غالبا حين يرحلون.

#2#

هذه المرة كان التكريم مبكرا، هكذا يكاد الرجلان أن يقولا و"الاقتصادية" تزف لهما نبأ التكريم، الذي استبق إليه الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، وهو من بادر بالاتصال بهما، غير أن الاثنين أشارا إلى أهمية التكريم في كونه دافعا لمزيد من العطاء.
يشير الأديب والشاعر سعد البواردي المولود عام 1349 (1931) في شقراء (الوشم) إلى أهمية أن يكون التكريم "بمثابة التقييم والتقويم لأي عمل وعطاء، والأهم في ذلك هو الشعور بكونه يبدو كلمسة وفاء يجدر بصاحب العطاء أن يستشعرها خصوصا في مرحلة متقدمة من عمره، شريطة أن يكون التكريم عملية تقويم وتقييم لا دخل فيها للمحسوبيات، وهو ما تحاول الدولة من خلاله أن تعطي تقديرا لمن ترى فيهم أنهم أعطوا الذين هم جديرون بالتقدير لبعث روح من العطاء الفكري".
وحول الجنادرية يقول الأديب السعودي "إن هذا المهرجان التراثي والتاريخي هو في تصوري واحد من روافد التنشيط الفكري والفني وتلاقي الثقافات العربية على صعيد واحد، مما يعطي تلاقحا إيجابيا بين مثقفي عالمنا العربي".
من جانبه، يشير عبد الله شباط المولود في الأحساء عام 1358 (1941)، الذي لم يتحدث كثيرا، إلى صعوبة سرد الذكريات عن واقع الصعوبات التي عاشوها في حقبة الستينيات والسبعينيات الميلادية في ظل واقع مختلف حاليا سهلت فيه التقنية كل شيء، واستصعب الشاب فيها القيام بشيء، مشيرا إلى فرق الأجيال الكبير الذي عايشه الكاتب السعودي الذي اضطر لتكبير عمره خمسة أعوام في مراحل الشباب الأولى للاضطلاع بأدوار المسؤولية التي حولته وهو في سن صغيرة إلى رجل كبير.
وعلى الرغم من واقع المسؤوليات الصعبة، إلا أن ابن الأحساء الذي شهدت مدينة الخبر أفضل أيام توهجه؛ إذ عمل مساعدا لرئيس البلدية في المحافظة الجميلة الواقعة على شاطئ الخليج العربي، ومن تلك الأجواء المفعمة بالثقافة وتلك الحقبة الثرية بالتجربة انطلق المثقف عبد الله شباط في مجلة الخليج العربي ليطلق العنان لكتاباته لتتحول المجلة إلى جريدة، والتجربة الصغيرة إلى تجربة استدعت تفرغه التام للصحافة والأدب بشكل عام، حيث كان محور اهتمامه الخليج العربي لتصدر له مؤلفات أدبية عنونها بـ "أدباء في الخليج العربي"، "هجر واحة الشعر والنخيل".
وبالعودة إلى سعد البواردي، الذي جرب العمل في صحف اليمامة، الجزيرة، اليوم، المسائية، قريش، الأضواء، الرائد، الفيصل، المعرفة الجديدة، والمجلة العربية، والمنهل ككاتب مهتم بالثقافة والتاريخ، فقد أنتج خلال مسيرته الشعرية دواوين عدة (12 ديوانا حتى الآن)، أبرزها ديوان "قصائد تتوكأ على عكاز"، وديوان "قصائد تخاطب الإنسان"، فيما ارتقى ابن شقراء في سلم الوظائف الإدارية وصولا إلى سكرتارية المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب في وزارة المعارف، ثم ملحق ثقافي للشؤون الإعلامية في كل من بيروت والقاهرة.

الأكثر قراءة