الحياة تعود من جديد لمحطة سكة حديد الحجاز
بعد نحو قرن من آخر أيام نشاطها، ها هي الحياة تعود مجددا لمحطة سكة حديد الحجاز التي أنشئت قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى وصارت منذ أعوام قلائل في المدينة المنورة إحدى العلامات البارزة لحركة سياحية تتطلع للتاريخ. وفي ظهر الأمس، كان الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبرفقة الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، في المحطة التاريخية التي صارت اليوم إطلالا إلا من مشاريع جديدة تستهدف إعادة الوهج لهذا المكان ليجتذب محبي التاريخ وعشاق القراءة لصفحات الحضارات المتعاقبة.
وفي حفل افتتاح متحف المدينة المنورة الذي اتخذ من المحطة التاريخية لسكة حديد الحجاز حضنا له، كانت شخصيات أخرى حاضرة، هم الأمير سلمان بن سلطان بن سلمان وخالد طاهر أمين منطقة المدينة المنورة والدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز إلى جانب عدد من المسؤولين.
هنالك في ذلك المكان الذي كان محطة تربط إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية بالجوار الشريف عبر خط حديدي يمتد لأكثر من ألفي كيلو متر، وضع المتحف المدني الأول الذي تتبناه جهات حكومية لا خاصة، حيث استمع الأمير سلطان بن سلمان ومرافقوه إلى شرح عن تاريخ المحطة وأهمية المتحف، قدمه الدكتور على الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذي أكد أهمية متحف المدينة المنورة بعد انتهاء الهيئة من التنفيذ لمرحلته الأولى، مشيرا إلى أنه يمثل واجهة حضارية لمنطقة المدينة المنورة، التي تتميز بكثرة المواقع الأثرية ومواقع التاريخ الإسلامي فيها.
وأشار الغبان أيضا إلى أن متحف المدينة المنورة في محطة سكة حديد الحجاز يضم في مرحلته الأولى متحف المدينة المنورة في مبنى المحطة الرئيسة، ومتحف سكة الحديد في المدينة المنورة الذي يقع في ورشة إصلاح القاطرات، وقاعة المعارض الزائرة والمؤقتة، وقاعة المحاضرات والعرض المرئي، وسوق الحرفيين، إضافة إلى متجر المتحف والمقهى الشعبي، ومطعم القطار، حيث سيتم ترميم (12) عربة قطار ترتبط بمطبخ المحطة، لتحويلها إلى مطعم للعائلات.
ويأتي تأهيل متحف المدينة المنورة في إطار جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار، لتأهيل المتاحف في كل مناطق المملكة، وإنشاء متاحف جديدة، حيث تدرك الهيئة أهمية المتاحف في الحفاظ على تاريخ المملكة وحضارتها. وتنفذ الهيئة برامج مهمة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع تجاه التراث الوطني، وتعزيز الوعي بقيمته، وتطوير الثقافة المتحفية، علاوة على تنفيذ برامج لتطوير المتاحف والعروض المتحفية، بهدف أن تكون تلك المتاحف معالم حضارية شاهدة على حضارة المملكة.