أستاذ المعماريين يتقصى «الحاضرة العربية» منذ نصف قرن
منذ نحو 50 عاماً والدكتور عادل إسماعيل أستاذ التصميم والتخطيط العمراني يبحث عن مستقبل المدينة العربية، قضى منها 12 عاماً في السعودية، وهو يرى أن حواضر ومدن السعودية واجهت نمواً عمرانياً متضاعفا خلال الخمسة عقود الماضية مسايرة للنمو السكاني والاجتماعي والاقتصادي المتضاعف. وقال إن الأمير سلمان بن عبد العزيز استطاع أن يحول العاصمة الرياض من واحة إلى حاضرة.
وأتيحــت للدكتور إسماعيل المشاركة في تأصيل مستقــبل التراث العمراني، خلال التحكم الموجه للنمو العمراني المعاصر في مجالات التعليم للأجيال الرائدة، والبحث في أصل ومنشأ ومستقـبل المدينة العربية، وفي الممارسة المهنية كمستشار، أو استشاري في تنمية المدن العربية في السعودية خلال مراحل نموها المتضاعف.
ويحمل إسماعيل في سجله عديدا من الإنجازات "صاحب هذه الفترة الزمنية تأسيس وتشغيل مدرسة عليشة للعمارة والعمران وتلاها الانتشار للمعاهد والكليات والجامعات خـلال إنشاء المدن التعليمية والبحثية الجامعية، التي أتيحت لي إمكانـية المشاركة في برامجها التعليمية والبحثية، أو مخططاتها العمرانية، أو تصميماتها المعمارية في دور المستشار أو الاستشاري".
شارك في تكوين مكتب مـشروع حي السفارات الذي تحول فيما بعد إلى الهيئة العليا لتطوير الرياض، "بما يوفر الاحتياجات المستقبلية لبيئة عمرانية متطورة داخل النسيج العمراني لحاضرة الرياض، وبما يتلاءم مع التراث العمراني التقليدي لمدينة الرياض، وهنا أسجـل بالتقدير مجهودات الأمير سلمان بن عبد العزيز ومن عاونوه من مديرين واستشاريين وفنيين محليين ودوليين طوال فترة إمارته لمنطقــة الرياض وحاضرتها لما يناهز نصف قرن".
كما أسهم في وضع مخطط هيكلي لمنطقة أبها الحضرية "أبها، خميس مشيط، أحد رفيدة". وأوصى إسماعيل في 1417 هـ وخلال وضع مخطط التنمية السياحية للشريط السياحي على جبال السروات "بإنشاء هيئة عليا للسياحة في السعودية ترعى قطاع السياحة وتعتني بتطويره وتقوم بالتنسيق بين الجهات كافة بما يخدم تنمية السياحة الداخلية". في عام 1970 عين إسماعيل في قسم العمارة كلية الهندسة في جامعة الرياض أو "مدرسة عليشة للعمارة والعمران" كما يطلق عليها إسماعيل، ويقول: "الكلية ابتدأت بقبول الدارسين وتأهيلهم في العمارة والعمران في مقر كلية الهندسة – في عليشة – الرياض، بدءاً من 1389هـ، التي امتدت وتطورت برامجها التعليمية حتى عام 1402هـ، وحتى تكوين كلية العمارة والتخطيط وانتقالها إلى المدينة الجامعية لجامعة الملك سعود بطريق الدرعية". ويبين أن البرنامج أعد وأدير واستخدم خلال أعوامه الأولى كحاضنة للدارسين المحليين والوافدين في التعرف على التوجهات التقنية المعاصرة في العمارة والعمران ـ مع التركيز على التعرف على خصائص البيئة العمرانية المحلية ذات الخلفية التراثية وإمكانات التعامل معها.
ويذكر إسماعيل أن من طلابه في الدفعات الأولى الدكتور أحمد السيف نائب وزير التعليم العالي الحالي، والدكتور صالح الهذلول أستاذ العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود.
، والدكتور علي الشعبي، والدكتور أسامة الجوهري، والدكتور محمد الحصين. وتابع: "كنا نذهب في جولات ميدانية للتعرف على فنون العمارة في بعض مدن السعودية، وقد وقفت جولاتنا ببعض المواقع في مكة والرياض وأبها والمدينة".
ويرى أن "مدرسة عليشة أفرزت في العمارة والعمران الرعيل الرائد من المؤهلين الذين أسهموا بدور فعال في نشر التعليم المعماري والعمراني خلال ما يزيد على عشر أقسام وكليات للعمارة والعمران منتشرة في أنحاء المملكة العربية السعودية، وفي إدارة العمران خـلال المؤسسات والأجهزة البلدية وخلال الممارسة المهنية مستوعباً لتراثها العمراني المميز والحفاظ عليه وإعادة استخدامه".
ويتساءل أستاذ التصميم والتخطيط العمراني خلال مشاركته في ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث الذي تحتضنه جامعة طيبة في المدينة المنورة، "هل يعتبر التراث العمراني تراثاً متجمداً أم تراثاً متطوراً تبعاً لتطور النمو العمراني خلال مرور الأزمنة؟".
وتولى د.عادل إسماعيل تسجيل وتوثيق وترميم وتطوير محطة سكة حديد الحجاز - المدينة المنورة "1411- 1415هـ"، وقد فازت دراسات محطة سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة بجائزة الأمير سلطان بن سلمان لبحوث التراث العمراني في دورتها الثالثة - السنة الثانية - 1431 هـ.
ويرى الدكتور عادل إسماعيل أن هناك حاجة إلى توثيق الدراسات والمشاريع العمرانية التي تسجل تطور الفكر التنموي العمراني في السعودية، لتصبح سجلا وذاكرة للتراث العمراني وتقييم نتائجه".