سلطان بن سلمان يعلن اعتماد الهيئة 10 ملايين ريال إضافية لتسريع العمل بمشروع بلدة العلا التراثية
أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ، عن اعتماد الهيئة مبلغ (10) ملايين ريال إضافية لتسريع تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من القرية التراثية بالعلا وذلك بعد التفاعل الكبير الذي لقيه سموه من قبل المجتمع المحلي في المحافظة المتمثل في إعادة تهيئة البلدة بأسرع وقت ممكن من خلال ما لمسوه من فوائد اقتصادية واجتماعية من تأهيل قريتهم .
جاء ذلك خلال تدشين سموه يوم أمس فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث ببلدة العلا التراثية التي تستمر طوال أيام إقامة الملتقى وسط حضور ومشاركة نخبة من العلماء والمسئولين والأدباء والمهتمين بالتراث العمراني وتفاعل كبير لأفراد المجتمع المحلي بشرائحه المختلفة .
وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن هيئة السياحة تعمل في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ، كما تعمل الهيئة بالتضامن مع منطقة المدينة المنورة بقيادة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية ومحافظ العلا ومسئوليها وأهاليها الذين أبدوا حماساً لإعادة تأهيل بلدتهم التراثية .
وقال سموه إن محافظة العلا تمتلك مخزونا تراثيا وثقافيا وسياحيا قل ما يجتمع في مكان واحد معبرا عن ثقته الكبيرة في قدرة أهالي المحافظة على حماية هذه المكتسبات الوطنية كما أعرب عن أمله أن تصبح العلا يوماً وجهة سياحية يفدها السياح من كل مكان .
وأشاد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال رعايته أمس الأول إطلاق الفعاليات التراثية المصاحبة لملتقى التراث العمراني الثالث في المدينة المنورة بحضور الشعر النبطي في البلدة القديمة بالعلا مشيراً إلى أن القصيدة الشعبية جزء لا يتجزأ في الثقافة السعودية ، معربا عن شكره لجميع لوسائل الإعلام المشاركة في تغطية فعاليات لملتقى التراث العمراني الثالث في المدينة المنورة ، مؤكداً سموه على أهمية التراث العمراني في تاريخ الدولة السعودية وضرورة توعية النشء بتراث وتاريخ بلاده .
وثمّن سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ما توليه القيادة من اهتمام كبير بقضايا التراث العمراني الوطني من خلال حزمة الأنظمة والقرارات السامية التي أحدثت نقلة نوعية في الاهتمام بالتراث العمراني وتنميته والمحافظة عليه وتحويله إلى مساهم في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل للمواطنين مؤكدًا أن التراث العمراني أصبح مصدراً مهماً ومجالاً واعداً لتطوير الإقتصادات المحلية .
وقال سموه :" إنه تم إقرار خطة تطوير العلا التراثية وهي خطة موسعة تشمل على منتجعات ومن ضمن الخطة إنشاء المطار وهو موجود بحمد الله حاليا بالإضافة إلى تطوير موقع مدائن صالح بالكامل وهذا حصل أيضا مبينا أننا نعمل مع الخطوط السعودية والخطوط الأخرى لتزايد ترددات الرحلات مع تزايد الزوار وأيضا سيكون قريبا إضافة (300) غرفة فندقية ونتوقع أيضا دعم المنتجعات في العلا لتكون مقصد يبقى فيه المواطن لأيام ".
وتابع الأمير سلطان بن سلمان قائلاً : " أهل العلا مكسب كبير يجب أن نتضامن معهم لنجعل العلا جوهرة كما هي اليوم ولله الحمد والقصد أن الشخص يستطيع أن يكون ذكريات في وطنه الجميل والمميز ونحن نستعجل الخطوات لتطوير القرى التراثية في جميع مناطق المملكة لكي تكون الحاضنة لجميع الفعاليات التي تجمع شمل المواطنين " .
وأشار سمو رئيس الهيئة إلى أن هذه المواقع في جميع المناطق عبارة عن كتب تاريخ معاش وجميع الناس يملكون هذا التاريخ ولابد أن يعودون إلى تاريخهم حتى يعرفوا أن هذا البلد عبارة عن ملحمة شارك فيها الجميع واليوم نشاهد هذا الحراك التاريخي وهو في بداياته وسيشهد هذا العام كثير من التحركات لدعم هذا المنتج الوطني .
وقام سموه بجولة داخل بلدة العلا التراثية وقف خلالها على مشاهد الحياة اليومية ومدلولاتها التراثية الحضارية حيث زار بيت العلاوي التراثي وانتقل بعد ذلك إلى ساحة الفعاليات الخارجية بالبلدة ليطلع على عدد من العروض التراثية التي تجسد ثقافة وحضارة الأجداد وعبقريتهم في تطويع عناصر البيئة المحيطة وتوظيفها في أوجه الحياة المختلفة ، واطلع على عروض الأسواق التراثية ومنتجات الحرف والصناعات اليدوية وعروض الأسر المنتجة والألعاب والمنتجات الشعبية وعروض طرق البناء وأنماط الزراعة والملاهي والجلسات التراثية ببلدة العلا قديما بالإضافة إلى عروض بيت البادية وتفاصيله ومكوناته .
بعد ذلك توجه سمو رئيس الهيئة وضيوف الحفل والمشاركون إلى المسرح المفتوح حيث أقيمت عدد من الفعاليات الشعبية وفي مقدمتها الأمسية الشعرية التي تم تنظيمها لأول مرة في ملتقى التراث العمراني في نسخته الثالثة والتي عبر خلالها الشعراء عن ذكرياتهم ومشاعرهم تجاه التراث العمراني وارتباط مواقعه بالذكريات الشخصية أو الأحداث التاريخية .
واستمتع الحضور بما جادت به قريحة الشعراء من إبداع شعري يجسد قيمة تراثنا وما تختزنه ذاكرة الأمكنة من إرث ثقافي وحضاري وتاريخي يدعو إلى الفخر والاعتزاز ويرسخ الهوية الوطنية ، لاسيما وأن الأمسية الشعرية تهدف إلى تعزيز الثقافة المجتمعية في مجال الاهتمام بالتراث العمراني والمحافظة عليه والاعتزاز به حيث إنها تخاطب شريحة كبيرة من المجتمع السعودي لاسيما الفئات التي تُعنى بالشعر الفصيح والنبطي وتسعى إلى إيصال رسائل مهمة لهذه الفئات من خلال شعراء مؤثرين في المشهد الشعري والساحة الأدبية وقد تم نقل هذه الفعالية التراثية عبر القنوات التلفزيونية الجماهيرية التي تهتم بالأدب الشعبي وفي مقدمتها قناتي الصحراء والساحة .
وشارك في الأمسية الشعرية الشاعر لافي الغيداني والشاعر خلف المشعان بقصائد معبرة عن التراث العمراني بوصفه منجزاً حضارياً يشكل هويتنا وتاريخنا في الماضي والحاضر والمستقبل ، كما شارك الشاعران شاهر العنزي ومنيف منقرة بشعر المحاورة في أمسية الاحتفاء بالتراث .
كما شملت برامج أمسية الاحتفاء بالتراث في بلدة العلا عروضاً لفرق الأطفال الشعبية وألوان من الفنون الشعبية إلى جانب عروض قوافل الإبل والخيول ومسيرة الفرق المشاركة والعرضة السعودية وفعالية الألعاب النارية .
وعقب الأمسية الشعرية قام سمو الأمير سلطان بن سلمان بافتتاح مشروع موقع الطنطورة التراثي ووضع حجر الأساس للفندق التراثي ببلدة العلا في مرحلته الأولى .
وأوضح المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور مشاري النعيم أن المشروعات التي قام سمو الأمير سلطان بن سلمان بتدشينها ووضع حجر أساسها تمثل جزءاً من منظومة مشروعات تراثية تسعى الهيئة لتأهيلها وتوظيفها في المستقبل المنظور ومنها مشروع مقر مركز الحرف والصناعات اليدوية "بارع" والذي استكملت الهيئة المواصفات الفنية له ليتم توظيفه من قبل مركز "بارع" بالإضافة إلى عدد من المباني التراثية بالحافظة تشمل مبنى مركز التراث العمراني ومبنى جمعية المحافظة على التراث الذي تم طرحه للتنفيذ تمهيداً لتأهيله وتطويره والاستفادة منه .
وقال :" إنه تم الانتهاء من كراسة المواصفات لمشروع تأهيل عين تدعل وتسليم وثائق طرحه للأمانة تمهيداً لتنفيذه كما تم إنهاء إعداد كراسة المواصفات لمشروع تأهيل عدد من الممرات ببلدة العلا التراثية وتطوير التصورات الخاصة بمشروع المدخل الشرقي لبلدة العلا، ليتم تأهيله وتوظيفه في ربط منطقة المدخل بالمنطقة المحيطة بالبلدة ليتحقق بذلك التجانس والتناغم المعماري لهذا الموقع التاريخي إلى جانب استكمال نسبة كبيرة من مشروع تأهيل البوابتين الشمالية والجنوبية " .