«رجال الحسبة» .. زيارات المدارس لتحسين الصورة
تستهدف برامج حديثة أعدها قيادات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للأعضاء الميدانيين، فئة الشباب والمراهقين لتغيير الصورة الانطباعية السابقة المرسومة عنهم، من ضمنها زيارات المدارس المتوسطة والثانوية للاقتراب أكثر من الطلاب.
وأصبح المتتبع لبرامج وأنشطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرى توجها جديدا تنتهجه قيادات "الحسبة" مع أعضائها، قائماً على التدريب، في خطوة لتطوير وتقويم العمل الميداني، واكتساب الخبرات والمعارف، مشددة على أهمية الإصغاء مع المخالفين ومحاورتهم وتدريبهم على أساليب وطرق الإرشاد النفسي والخصائص النفسية بطبيعة مراحل نمو الصغار والطريقة المثلى للتعامل معهم.
ولعل حرص مسؤولي الهيئة على التحاق منسوبيها بدورات تدريبية هو ما جعلهم يوقعون عقودا تدريبية مع مراكز مختصة، وذلك لتوعيتهم وإعطائهم العديد من المهارات المختلفة.
ويقول عاملون في "الحسبة" إن هيئتهم خطت خطوات متقدمة في تطوير هذا الجانب الرئيس من عملها، لافتين إلى أن أعضاء الهيئات كافة يتلقون الخدمات التدريبية في الجامعات وبيوت الخبرة ومراكز التدريب المتخصصة، من خلال تنفيذ اتفاقات الشراكة مع عدد من الجهات التدريبية، لتقديم الخدمات التدريبية والاستشارية والبحثية كافة التي تصب في مصلحة العمل الميداني.
ويتطلع المراقبون إلى تحقيق الرؤى التكاملية والتطويرية والاستثمار الأمثل في هذه الشركات لتفعيل التوعية التي ستحقق الأهداف، وتخفف من الضغط على العمل الميداني، مشيرين إلى أن إقامة الدورات النوعية في "مهارات الاحتساب في الأسواق" و"مهارات التعامل مع قضايا العرض والأخلاق" حققت مرادها.
ويؤكد المراقبون أن الخطوات التي خطتها "الحسبة" في التدريب واللقاء المتكرر مع أعضائها، بدأ يلمسها المواطنوان في الأسواق والطرقات، من خلال التعامل الجيد من قبل رجال الهيئة، فالقول اللين والابتسامة هما السمة التي بدأت تظهر على محيا الأعضاء خلال جوالتهم الميدانية، رغم بعض التصرفات الاستفزازية والخاطئة التي يقوم بها البعض، ومع ذلك نرى ردة الفعل أكثر رزانة وهدوء وحكمة.
وقال سالم الشهري مدرب مختص في المهارات الإنسانية، إن بيئات العمل الناجحة هي التي تسعى من وراء تدريب وتطوير العاملين لديها لتحقيق أهدافها في النمو والتطور، فالأفراد العاملون هم الوسيلة لبلوغ المنظمة لأهدافها، لذلك لابد من تنمية وتطوير مهارات وقدرات العاملين على نحو مستمر، طالما استمروا على الإبقاء عليه محدوداً في معلوماته المهنية وفي مستوى أدائه. وأضاف الشهري لـ"الاقتصادية" أن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحسنت صنعاً في التركيز على تدريب منسوبيها، فكل منشأة تحتاج إلى التدريب المتواصل، وذلك لتطوير الأداء واكتساب مهارات جديدة، خاصة الجهات التي يرتبط عملها بالجمهور كرجال "الحسبة" والمعلمين.
وأشار مختص التدريب في المهارات الإنسانية إلى أن تنوع الدورات التدريبية لأعضاء الهيئة، سيمنح الأعضاء تطوراً في أدائهم في الميدان، داعياً رجال الحسبة لإنشاء علاقة إرشادية قوية بينهم وبين المخالفين، خصوصا فئة المراهقين من خلال الإصغاء لهم، واستخدام المهارات الإرشادية المناسبة في الأوقات المناسبة، ومعاملة كل شخص وفقا لحاجاته الفردية وإدراك مشاعره وجوانب قصوره.
يأتي ذلك في الوقت الذي وقعت الهيئة عقد مشروع تنفيذ دورات تدريبية لأعضاء الهيئة في مناطق الشرقية وعسير وجازان ونجران والباحة، بمبلغ يقدر بـ 3.250 مليون ريال.
ويشمل توقيع العقد تنفيذ 134 دورة تدريبة, و15 ورشة عمل, تستهدف كل دورة 25 متدرباً، بحيث تستوعب ما مجموعه 3350 موظفًا ميدانيًا وإداريًا من منسوبي فروع الرئاسة العامة في مناطق الشرقية وعسير وجازان ونجران والباحة.
وتلبي هذه الدورات الاحتياجات التدريبية لمنسوبي فروع الرئاسة العامة في المناطق المذكورة، حيث تشمل برامج ميدانية، وتخصصية، ونظامية، وبرامج في تطوير الذات، إضافة إلى برامج وورش عمل في الجوانب الإدارية والإعلامية.