النصر والهلال .. «الملح عاد»
في خضم منافسات الموسم الحالي التي تعتبر هي الأقوى منذ سنوات طويلة من ناحية الإثارة وشدة التنافس، بسبب الصراع المستمر على صدارة دوري عبد اللطيف جميل بين قطبي العاصمة الهلال والنصر، والذي انتهى الدور الأول منه بتصدر النصر بفارق أربع نقاط عن مطارده الهلال، هذه المنافسة التي أضفت طابعاً خاصاً ومختلفاً عن المواسم الماضية، لأن التنافس بين قطبي العاصمة له طابع ورونق خاص مما زاد من حجم الإثارة والمتابعة على الصعيدين الخليجي والعربي.
#2#
ولم يكتفيا الفريقان بالمنافسة على صدارة النقاط فحسب، وإنما تصدر كل ما هو مميز في الدوري، النصر هو أكثر الفرق فوزاً بعدد عشر مباريات خلال الدور الأول، بالإضافة إلى أنه لم يتلقَ أي خسارة، فيما الهلال هو أكثر الفرق تحقيقاً للانتصارات خارج أرضه بواقع ست مباريات استطاع من خلالها كسب نقاطها كاملة، وفي نفس الوقت الهلال يتصدر قائمة أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف، حيث وصل للهدف رقم 30 في مباراته الأخيرة أمام الفتح وهو أيضاً أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف في الشوط الثاني بواقع 21 هدفا، ولاعبو خط الوسط هم الأكثر تسجيلاً للأهداف بوصولهم للرقم 17، فيما النصر أقل الأندية قبولاً للأهداف، لأنه لم يلج مرماه سوى ثمانية أهداف، إضافة إلى أنه حافظ على شباكه 479 دقيقة ليسجل الرقم الأفضل والأقوى وهو أيضاً أكثر الأندية تسجيلاً للأهداف بواسطة الرأس بواقع ثمانية أهداف، وعلى الصعيد الجماهيري يتصدر الهلال القائمة برصيد 161848 متفرجا ومتوسط بلغ 12450 تقريباً للمباراة الواحدة.
فنيا، شدد المدرب الوطني عبدالعزيز العودة أن القوة الهجومية للهلال هذا الموسم بسبب التكتيك الهجومي البحت، إضافة لتواجد لاعبين مميزين في الشق الهجومي، وقال: "الهلال في الموسم الحالي يضم لاعبين مميزين على الصعيد الهجومي وهم الأفضل على مستوى دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، سواء في خط الهجوم أو الوسط الذي يملك النزعة الهجومية مثل البرازيلي تياقو نيفيز وسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري ونواف العابد ومحمد الشلهوب والمغربي عادل هرماش، وهذه قوة كبيرة لأنه لو ظهر لاعب بمستوى ضعيف فإن هناك آخرين قادرين على تقديم الإضافة الهجومية، إضافة إلى تواجد الثلاثي ناصر الشمراني وياسر القحطاني ويوسف السالم في خط الهجوم وهم الأفضل حالياً".
#4#
وحول تسجيل لاعبي خط الوسط في الهلال العدد الأكبر من مجموع أهداف الفريق، قال: "هذا أمر طبيعي لأن الهلال يعتمد على تكثيف لاعبي خط الوسط في حال الهجوم، وهنا تطبيق لطريقة القادمين من الخلف وهي الطريقة الحديثة في عالم التدريب، لذلك يجب أن يشار إلى تميز المدرب سامي الجابر في صنع توليفة هجومية للفريق في الموسم الحالي، وهذا يحسب له أولاً، لأنه استطاع إيجاد طرق عديدة في كيفية الهجوم وتسجيل الأهداف".
وعن تصدر الفريق لقائمة الحضور الجماهيري بعد نهاية مباريات الدور الأول من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، قال: "يتميز الهلال بأن جماهيره تعرف أن دورها في النادي ليس مجرد التشجيع فقط، وإنما التأثير على كل ما يتعلق بالنادي، لذلك فإن جمهور الهلال دائماً ما يتصدر كل الإحصائيات المتعلقة بالجماهير لأنه يقوم بدوره على أكمل وجه، والدليل على ذلك أن الهلال وحسب الأرقام هو أكثر نادٍ حقق انتصارات خارج أرضه هذا الموسم لأن جماهيره تدعمه في كل مكان".
وختم بقوله: "الهلال قادر على تحقيق لقب دوري عبداللطيف جميل شريطة أن يتم دعم الفريق في فترة الانتقالات الشتوية خصوصاً في الدفاع ومنطقة المحور الدفاعي التي تحتاج إلى تدعيم بعناصر خبرة قادرة على تقديم الإضافة الفنية، لأن الهلال خسر العديد من النقاط بسبب الأخطاء الدفاعية التي تعتبر نقطة الضعف الوحيدة للفريق".
#3#
من جانب آخر، شدد المدرب الوطني خالد الفرحان على أن عدم خسارة النصر لأي مباراة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين تعود لقوة الدفاع والحراسة، وقال: "في منافسات الدوري فإن الفريق الأقوى دفاعياً هو من يستطيع المنافسة وتحقيق اللقب في هذا الموسم، لذلك فإن النصر يسير في الطريق الصحيح رغم أنه تلقى أهدافاً عديدة في المباريات الأخيرة، وهو أمر طبيعي للغاية لكن يجب على الجهاز الفني تصحيح الأخطاء ومعرفة الأسباب وراء ذلك، ورغم ذلك فإن النصر هو أفضل الأندية وبفارق كبير بالنسبة لولوج الأهداف وقوة الدفاع".
وحول اعتماد الفريق على تسجيل الأهداف بالرأس والسبب في ذلك، قال: "تواجد لاعب كبير بحجم حسين عبدالغني يجعل الفريق يستفيد من إمكانياته، لأنه يتميز بالكرات العرضية المتحركة بشكل كبير بل هو الأفضل في هذا الجانب على الإطلاق، مما أوجد العديد من الفرص لزملائه اللاعبين في تسجيل الأهداف بالكرات الرأسية وهي ميزة للفريق الذي ينافس على اللقب، لأنه إذا واجه أندية تعتمد على الدفاع فإن الكرات العرضية تكون حلاً لذلك".
وزاد "النصر في الموسم الحالي قوي جداً من الناحية الدفاعية، ومن الصعوبة الوصول إلى شباكه، وهذا لم يأتِ من فراغ وإنما من العمل الذي يقدمه المدرب الأورجوياني كارينو، لأنه استطاع صنع دفاع حديدي بنفس العناصر التي كانت متواجدة مع الفريق في المواسم الماضية بالإضافة إلى أن الحارس عبدالله العنزي في الموسم الحالي يعتبر علامة فارقة في أداء الفريق، لأنه نقطة قوة وثقة للفريق".
وختم الحديث بقوله: "النصر يسير بشكل صحيح في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين لكنه بحاجة لتغيير اللاعبين الأجانب عدا البحريني محمد حسين، لأنهم لا يقدمون أي إضافة للفريق خصوصاً أن الدور الثاني سيكون قوياً وبالتالي يجب تواجد عناصر أجنبية تساعد الفريق في الأوقات الصعبة".