«إطعام» تتحدى صدود الفنادق بالممارسات الراقية

«إطعام» تتحدى صدود الفنادق بالممارسات الراقية

على غرار بنوك الطعام المنتشرة في عدد من دول العالم، انبثقت مبادرة رجال أعمال شباب سعوديين، لتأسيس جمعية خيرية بأسلوب احترافي وبطريقة راقية تتمثل في حفظ "النعم"، التي تهدر بسبب العادات الاجتماعية السائدة والمبالغ في بعضها في المناسبات الاجتماعية.
الفكر الجديد الذي تبناه رجال أعمال سعوديون من جيل الشباب، أثمر ولادة تجربة عالمية بفكر محلي كان الأول من نوعه على مستوى دول الخليج بإنشاء "جمعية إطعام"، التي واجهت في بداياتها كأي تجربة بعض الصعوبات على الرغم من دعم رجال الأعمال لمشروعهم الوليد، في بداية مشوارها في الأطر القانونية المتمثلة في حصولها على التراخيص لمثل هذا النوع من المشاريع.
وقال لـ "الاقتصادية" حمد الضويلع، إن من ضمن الصعوبات التي واجهت المشروع في بداية نشاطه صعوبة دخول بعض الفنادق ورفضها إعطاء الأكل، ولكن بعد رؤيتهم الممارسة الراقية والجودة العالية للعمل وافقوا على ذلك".
وأضاف "حالياً وبعد مرور عامين على عملنا لا توجد صعوبات، ولكن نحمل مسؤولية على عواتقنا، وهي مسؤولية السعي وراء التميز وتقديم العمل الخيري بصورة احترافية، ولم تعد توجد مخاوف على استمرارية ونمو المشروع، بل بالعكس حصلت "إطعام" أخيرا على ترخيص بمزاولة نشاطها في جميع أنحاء السعودية، بعد أن كان نشاطها مقتصرا على المنطقة الشرقية".
وبين أن فكرة إنشاء هذا المشروع جاءت بعد أن اطلع عدد من رجال الأعمال في المنطقة الشرقية على فكرة "بنوك الطعام" المنتشرة في عدد من دول العالم، لافتا إلى أنهم رغبوا في نقل الفكرة إلى السعودية، فكان مشروع إطعام أول بنك طعام في السعودية، بل في دول الخليج قاطبة.
وأردف "بذل أعضاء مجلس الإدارة المؤسسون جهوداً كبيرة، وبالتعاون نجحوا في تحقيق أهم أهداف المشروع؛ حفظ النعمة والاستفادة من البواقي الإضافية للأكل بطريقة مؤسسية مهنية عالية، وتوزيع الزائد من الطعام وإيصاله إلى المستفيدين بأفضل معايير الجودة والسلامة العالمية، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة أمام هذا الجيل الطموح ومنها تأهيل وتدريب عدد من أبناء الأسر المستفيدة حتى تتمكن من الاعتماد على نفسها مستقبلاً، والأهم الارتقاء بالعمل الخيري إلى الاحترافية".
وأشار إلى أن نجاح "إطعام" مكنها من صنع شراكات وجذب شركات داعمة لأعمالها وأنشطتها، فكان من إنجازتها عقد عدة اتفاقيات أبرزها مع مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير لتدريب وتوظيف فتيات المركز، اتفاقية مع بنك إطعام المصري كنوع من التعاون المتبادل، وقائمة طويلة من الاتفاقيات مع غرفة الشرقية والهيئة الملكية في الجبيل وغيرها.
وقال "لأن المشروع وطني صنع ببصمة رجال الوسط التجاري، كان لا بد أن يكون لأبناء المنطقة نصيب من هذا العمل ليتحولوا إلى شركاء في تطويره، خلافا لما يقدمه المشروع للمستهدفين منه، وأن يستقطب عددا كبيرا من الشباب للانخراط في العمل داخل هذه المؤسسة الخيرية، فتم توظيف 60 شابا وفتاة حتى الآن والعدد مرشح للزيادة مستقبلا، مع فرص العمل المفتوحة خلال خطة التوسع للمشروع في كافة المجالات، خاصة في مجالي التشغيل والعلاقات العامة.
يقول الضويلع الجمعية وفرت أمام شباب فرصا في شتى المجالات وتفويض الصلاحيات وإعطائهم الثقة بما يزيد من إبداعاتهم، وأيضاً جميع الشركات الخارجية التي نتعاقد معها لتنفيذ مشاريعنا، نحرص على أن يديرها أحد الشباب، وزاد "شاركنا في معرض شباب وشابات أعمال الشرقية الثالث، وحرصنا على إبراز دورنا في تقديم مشاريعنا لرواد الأعمال الشباب وقمنا في المعرض بتوقيع أربع اتفاقيات مع أربع شركات ومؤسسات شبابية مختلفة وبارزة في المنطقة".
وإن نشاطا مجتمعيا بهذا الحجم والتوجه كان لا بد من إشراك المرأة فيه، ويتجلى ذلك في أن أكثر من نصف العاملين في "إطعام" من الفتيات، ويتوزعن في عدة إدارات كالعلاقات العامة، التشغيل، الجودة، والمكتب التنفيذي، إضافة إلى المالية والتطوع.
وتمت تعبئة وتوزيع ما يزيد على 200 ألف وجبة حى نهاية ديسمبر 2012، توزيع أكثر من 40 ألف وجبة إفطار صائم على المستفيدين في شهر رمضان المبارك لعام 1433 هـ وتوزيع أكثر من 75 ألف وجبة في رمضان الماضي، وإطلاق حملة توعوية بالمجمعات التجارية بعنوان "حفظ النعمة.. مسؤوليتنا جميعاً" في عدد من المواقع، إضافة إلى تقديم محاضرات توعوية للشركات لنشر ثقافة حفظ النعمة.

الأكثر قراءة