السعودية تعتزم إنتاج 50 % من الكهرباء بالطاقة المتجددة
تسعى السعودية إلى إنتاج 50 في المائة من الكهرباء عبر الطاقة المتجددة خلال المرحلة المقبلة بالتركيز على الطاقة الشمسية، ضمن مساعي تقليص الاعتماد على النفط في توليد الطاقة.
وقال الدكتور خالد السليمان، نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة: "هناك إمكانية أن نستهدف 50 في المائة من الكهرباء في المملكة من خلال المصادر الجديدة. فإذا كانت هذه النسبة فنستطيع أن نحسب حجم الاستثمارات".
ويتزامن الإعلان عن هذا التوجه مع إطلاق المدينة، اليوم، مشروعا لأطلس مصادر الطاقة المتجددة في السعودية، يُتوقع أن يستقطب العديد من الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة واستخداماتها في المملكة.
وأضاف السليمان "إن الطاقة الشمسية الحرارية، واحدة من أهم تقنيات الطاقة التي سنركز عليها هنا في السعودية. وتابع: "لن نكون محصورين فقط في ساعات الشمس، بل نستطيع أن نخزن الحرارة، بحيث أن تتولد الكهرباء 24 ساعة".
ويزيد النمو السكاني السريع في السعودية الضغط على موارد المملكة النفطية، وقالت السعودية في وقت سابق من العام الجاري، إن طاقتها الإنتاجية من النفط تبلغ 12.5 مليون برميل يوميا، لكن الاستهلاك المحلي، الذي يزيد بسرعة، ربما يقلل كمية الخام الموجهة للتصدير.
وخلصت الحكومة إلى ضرورة استغلال مصادر الطاقة البديلة المتجددة، لتوفير مزيد من ثروة المملكة النفطية للأجيال التالية.
وتسطع الشمس على معظم أنحاء السعودية، في أغلب أوقات السنة، ولذا فالاستفادة من أشعة الشمس في إنتاج الطاقة لها جدوى اقتصادية كبيرة.
وكان تجميع أشعة الشمس، للاستفادة منها في توليد الطاقة قبل خمس سنوات، غير اقتصادي، لكن أسعار ألواح تجميع الطاقة الشمسية، تراجعت أكثر من 80 في المائة في السنوات الماضية، مع زيادة المعروض منها عالميا، وقلة الطلب عليها في أوروبا.
وفي الوقت نفسه، ارتفع المتوسط السنوي لسعر مزيج "برنت" بمقدار الثلث، ما يجعل الشمس مصدرا مهما للطاقة الرخيصة، في بلد يتزايد استهلاكه للنفط، الذي يستطيع أن يصدره بسعر يزيد على 100 دولار للبرميل.
ويرى السليمان أن أهم المعايير تكمن في توطين هذه التقنية في المملكة. توطينها إلى أقصى حد ممكن. لذلك الاستراتيجية المقترحة، من مدينة الملك عبد الله، ركزت على هذا الشيء، ونعتقد أننا نستطيع أن نوطن ما لا يقل عن 80 في المائة من حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة".
ووضعت السعودية خطة مفصلة، للمستوى المستهدف لقدرة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة، حتى عام 2032م، ستضع المملكة في مصاف أكبر خمس دول منتجة للطاقة الشمسية في العالم.
وتنظم مدينة الملك عبد الله للطاقة، اليوم في الرياض، حفلا لإطلاق أطلس مصادر الطاقة المتجددة في السعودية، يشتمل على جلستي نقاش.
وتناقش الجلسة الأولى، كيفية استخدام بيانات موارد الطاقة الشمسية من قبل المطورين والممولين، فيما تناقش "الثانية" كيفية دعم بيانات موارد الطاقة الشمسية للأبحاث والتطوير.
ويهدف مشروع أطلس، لقياس وتقييم مصادر الطاقة المتجددة، وهي: الشمس، الرياح، تحويل النفايات، وطاقة باطن الأرض؛ في مختلف مناطق السعودية، حيث تم تنفيذ شبكة لقياس الإشعاع الشمسي، تتكون من 73 محطة، موزعة في أنحاء المملكة، لرصد الإشعاع بمختلف أنواعه.