سوق مضطربة .. ترفع أسعار الخضراوات في القصيم وتخفضها في الشرقية
في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الخضراوات في منطقة القصيم بشكل كبير، أكد مسؤول في بلدية المنطقة الشرقية انخفاضها بنسبة عالية عن الأشهر الماضية، ليطرح التناقض تساؤلات عن فوضى الأسعار وعشوائية الحركة التجارية في أسواق الخضراوات.
في منطقة القصيم، عادت أسعار الطماطم للارتفاع من جديد، بفعل موجة البرد الشديدة والمصحوبة بالثلوج على بعض مناطق ومحافظات السعودية، وكذا عزوف الشركات الكبرى عن الاستثمار في المجال.
وفي جولة ميدانية لـ "الاقتصادية" على بيع الجملة في سوق بريدة المركزية للخضراوات، وصل سعر الكيلو الواحد للطماطم إلى رقم قياسي بـ 50 ريالاً، في ظروف أرجعها الباعة إلى موجة الصقيع التي ضربت منطقة القصيم.
ولا تخضع المنتجات لأسعار ثابتة، حيث تتم وفق مزايدات صباحية قبل أن يتم تقسيم البضائع ووضع السعر عليها حسب كل مبسط في السوق، فيما تغيب عن السوق منتجات الشركات العملاقة للخضراوات والورقيات، حيث تخلت العديد من الجهات الزراعية عن المهنة ليقوم بها عمالة مخالفة في وقت سابق.
وتعاني سوق الخضار شحا في المعروض في الوقت الحالي، حيث تسببت موجة البرد في نقص المعروض، إضافة إلى حملة تصحيح العمالة المخالفة التي تقوم في الفترة السابقة بإنتاج أكثر من 30 في المائة من احتياج السوق بحسب متعاملين في سوق الخضار.
وطالب عبد الله العياف عضو اللجنة الزراعية، الجهات الحكومية بإلزام الجهات الزراعية والشركات المرخصة لممارسة النشاط الزراعي بسد حاجة السوق وعدم العمل في مجالات مخالفة لتراخيصها.
وقال العياف: سيكون هناك فجوة كبيرة في المعروض خصوصا بعد تقلص المساحات المزروعة نتيجة نقص اليد العاملة، وكذلك انقطاع كثير من خطوط الاستيراد التي كانت ترد من بعض الدول المجاورة.
وأكد أن موجة الثلج التي ضربت الأردن ومصر وكذلك البرودة الشديد التي ضربت مناطق زراعية في المملكة مثل الجوف وتبوك وحائل ستضعف الإنتاج، وسيكون هناك ارتفاع في السعر للطماطم والبطاطس والخيار والورقيات بأنواعها وكذلك منتجات زراعية متعددة من بينها الكوسة والباذنجان والبصل.
واعترف العياف أن السوق يتم تجفيفها في الوقت الحالي، وهناك تقلص في المزروع والعديد من المزارعين لم يعودوا للعمل في السابق بمثل هذه المنتجات؛ لوجود العديد من الصعوبات كالنقل والقطف اليومي واحتياج يد عاملة كبيرة، وهذا لا يمكن أن يتم في ظل القرارات الأخيرة.
#2#
وقال العياف: لا يرغب العديد من المزارعين في ممارسة هذا النشاط بأنفسهم، بينما تبرز هناك فرص جيدة لو تم استغلالها من قبل المتخرجين من أقسام الزراعة في ممارسة العمل الزراعي في مشاريع صغيرة ومنتجة، فنحن نحتاج إلى تأهيل الخريجين الجدد ليكونوا مزارعين حقيقيين في هذا المجال.
وفي المنطقة الشرقية، أكد لـ "الاقتصادية" الدكتور حسين الحداد رئيس مراقبة الأسواق والأغذية في بلدية القطيف انخفاض سعر الخضراوات والفواكه بنسبة 30 في المائة، خاصة الطماطم، حيث يبلغ سعر الفلين خمسة ريالات بعد أن كانت من قبل شهر تبلغ 20 ريالا.
وأرجع ذلك إلى أن فصل الصيف تتعرض الخضراوات والفواكه إلى التلف بسبب ارتفاع درجة الحرارة؛ فالتاجر يخسر في الـ 100 صندوق 30 صندوقا، وذلك بخلاف فصل الشتاء الذي تحتفظ المنتجات فيه بجودتها.
وأوضح أن الخضراوات والفواكه المستوردة غالباً مرتفعة أسعارها، وذلك لتوافرها طوال العام، والناس تقبل على شرائها، إلى جانب الأوضاع غير المستقرة في سورية أدت إلى قلة كمية الفواكه على وجه الخصوص وبعضها اندثر من السوق مثل التين السوري، وإذا توافرت فهي بكميات قليلة جداً وبأسعار باهظة.
من جهته، قال طاهر الحسن مدير الخدمات في بلدية القطيف إن أسواق الخضراوات تشهد استقرارا نسبياً في أسعارها مقارنة بالفترة الماضية، حيث كانت الأسعار مرتفعة.
وأشار إلى أن بلدية القطيف كثفت رقابتها في الفترة الحالية لأسواق الخضراوات والفواكه بسبب تنفيذ أمانة المنطقة الشرقية حملات رش "ضبابي" مكثفة للقضاء على الذباب وبؤر تكاثر الحشرات وأماكن انتشارها نتيجة التغيرات المناخية التي أدت إلى تزايد تكاثرها بشكل واضح الفترة الحالية، حيث يرفع عينات تؤخذ من السوق، ويتم تحويلها إلى مختبر الأمانة والتأكد من مدى تأثرها بالمبيدات الكيميائية، ويتم إتلاف ما ثبت تأثره بالمبيدات الحشرية، وذلك حفاظاً على الصحة العامة.
وبين عبد الرحمن الملحم رئيس اللجنة الزراعية والثروة السمكية في غرفة الشرقية سابقا أن كميات الخضراوات والفواكه قلت في الأسواق بنسبة كبيرة جداً بسبب الربيع العربي، خاصة الأوضاع الأمنية غير المستقرة لدولة سورية التي تعتبر الدولة الأولى التي تستورد المملكة منها الفواكه بنسبة 50 في المائة، وكذلك دول الخليج العربي إضافة إلى دولة مصر التي تعتبر إحدى الدول المصدرة للفواكه للسعودية، وأكد أن هناك بعض المنتجات اختفت من السوق وقل توافرها في السوق مثل التين السوري والتوت الشامي والدراق.
وشدد الدكتور خليفة السعد مدير عام صحة البيئة في أمانة المنطقة الشرقية على الجميع بضرورة غسل الخضراوات والفواكه جيداً بالماء والصابون وعدم تناولها من الأسواق مباشرة أو من المزارع إلا بعد نقعها بالصابون للتخلص من بقايا المبيدات الحشرية المتعلقة بها خاصة في الموسم الحالي وازدياد تكاثر الحشرات خاصة الذباب.
وأكد بدء صحة البيئة بتنفيذ خطة عمل للقضاء على الذباب الذي تكاثر بسبب تغير الموسم، ونصح خليفة المواطنين والمقيمين اختيار أنسب أنواع المبيدات الحشرية ذات التأثير الأقل على البيئة والأكثر على الحشرات، ويمكن استخدام المبيدات الحشرية بشكل مقنن، وفي الحدود التي لا تؤثر على الإنسان والبيئة، خاصة للمحاصيل الزراعية من فواكه وخضار وتكون مكشوفة، فتتعرض إلى هذه المبيدات الكيميائية بكميات كبيرة.