التراجع العالمي للذهب ينعش مبيعات السوق السعودية

التراجع العالمي للذهب ينعش مبيعات السوق السعودية

سجلت مبيعات الذهب في السوق السعودية، تحسناً ملحوظاً قبل نهاية العام الجاري، بعد تراجع أسعار الذهب عالمياً، حيث هبطت أسعار الذهب أمس إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 1193.91 دولار للأوقية، بعد أن بلغت الأسعار نحو 1920 دولارا للأوقية مطلع العام الجاري.
وارتفع حجم الادخار والاستثمار في الذهب في السوق السعودية، بعد أن تراجعت الأسعار بأكثر من 33 في المائة خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، ووجد المستثمرون والأفراد في السعودية أسعار الذهب فرصة للادخار والاقتناء، بعد تراجع الإقبال عليه في الفترة الماضية.
وقال لـ"الاقتصادية" علي باطرفي نائب شيخ الصاغة في جدة: "مبيعات الذهب في السوق السعودية سجلت ارتفاعا ملحوظا في الفترة الحالية، نتيجة تراجع الأسعار عالميا، ووجدها المستثمرون والأفراد فرصة للادخار والاقتناء، فنجد الإقبال على السبائك الذهبية بالنسبة للمستثمرين، بينما نجد الإقبال من السيدات على المشغولات الذهبية".
وأضاف: "ازداد الإقبال على المشغولات الذهبية والسبائك في السوق السعودية بعد تراجع الأسعار، حيث توقفت مبيعات المشغولات الذهبية نوعا ما نتيجة ارتفاع الأسعار في الفترات السابقة، حيث سجل سعر الأونصة نحو 1920 دولارا في فترات سابقة، بينما انخفض الآن إلى نحو 1200 دولار للأونصة، ولذلك نجد الإقبال على المشغولات الذهبية والسبائك".
وأوضح أن العديد من البنوك المركزية والمستثمرين تحولوا إلى الاستثمار في قنوات أخرى، نتيجة تراجع أسعار الذهب، بسبب خطوات البنك المركزي الأمريكي نحو تغيير السياسة النقدية الميسرة، وتعافي البيانات الأمريكية، وعودة الدولار، وكلها عوامل ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب في فترات سابقة، في الوقت ذاته، ما زالت أوروبا لديها مشاكل في البطالة.
من جهته، أوضح أحمد الشريف عضو لجنة الذهب والمجوهرات في جدة أن تراجع أسعار الذهب في الفترة الماضية صحي، لكن العودة للأسعار السابقة بعيدة جداً، حيث كانت الأسعار تتراوح بين 400 إلى 450 دولارا للأونصة، بينما الآن بلغت نحو 1200 دولار للأونصة.
وتوقع الشريف أن تصل الأسعار إلى نحو 900 دولار للأونصة، وتتراوح بين 900 و1000 دولار للأونصة، مضيفا أن أسعار الذهب في الطريق إلى التصحيح وفي تراجع مستمر.
وحول الموجة الهابطة لأسعار الذهب، قال: "بسبب تراجع الطلب على الذهب من البنوك المركزية خاصة بعد تغطية بعض المراكز، وكذلك تراجع الطلب من كبار المضاربين في الأسواق العالمية، وبعد تحقيق المكاسب خلال الفترات الماضية، كما بدأت بعض الاقتصاديات في التعافي، وتحولت بذلك إلى بعض الاستثمارات، واكتفت بعض البنوك المركزية من الذهب وكذلك بعض المضاربين الكبار بعد تحقيق عوائد جيدة خاصة في ظل المخاوف من المزيد من التراجع في البورصات العالمية".
وأضاف: "الجميع يتحول إلى الذهب في حال عدم استقرار الأوضاع، ولكن في ظل الأوضاع الحالية بدأ التحول إلى الاستثمارات الأخرى بدلا من الذهب، أما بخصوص تراجع الطلب من الصين والهند في الفترة الماضية، فذلك بسبب توقف السوق الصينية عن البيع والشراء في الفترة الحالية، وبالتاكيد هذا له علاقة بتراجع الأسعار والطلب العالمي، مع الانكماش النسبي في الطلب على الذهب في السوق الصينية".
وأشار عضو لجنة الذهب والمجوهرات في جدة إلى أن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام خفضت من الطلب على الذهب، كما أن العديد من المستثمرين والبنوك المركزية تراجعت عن شراء الذهب بسبب تراجع الأسعار لتفادي الخسائر.
وتابع: "خلال ستة أشهر تقريبا وصلت الأسعار إلى 1950 دولارا للأونصة، بينما تراجعت الآن إلى نحو 1200 دولار بنسبة تراجع تقدر بنحو 40 في المائة". وأردف: "مبيعات السوق السعودية في العام الجاري أفضل من العام الماضي رغم تراجع أعداد حجاج الخارج خلال موسم الحج، مقارنة بالأعوام الماضية بسبب التوسعات الجارية في الحرمين، ولكن حققت المبيعات أرقاما أفضل من السابق نتيجة تراجع أسعار الذهب في الفترة الحالية". يذكر أن سعر الذهب هبط أمس بأكثر من 1 في المائة مسجلا أدنى مستوى منذ أواخر حزيران (يونيو) الماضي بعدما أخذ البنك المركزي الأمريكي أول خطوة لتغيير السياسة النقدية الميسرة التي ساعدت على رفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة.
وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أمس الأول، إن الاقتصاد الأمريكي أصبح قويا بدرجة تسمح له بالبدء في تقليص برنامج شراء السندات الضخم لينهي حقبة التيسير النقدي التي ارتفع خلالها الذهب إلى 1920.30 دولار للأوقية (الأونصة) عام 2011.
وهبط سعر الذهب في المعاملات الفورية أمس بنحو 1 في المائة إلى 1203.85 دولار للأوقية، وكان قد لامس في وقت سابق 1200.25 دولار.

الأكثر قراءة