ضعف السياحة الشتوية والعراقيل الاستثمارية يقلصان إشغال دور الإيواء بالطائف
انخفض إشغال دور الإيواء في محافظة الطائف، خلال شتاء هذا العام، إلى نسبة قدّرها مسؤول حكومي بـ 40 في المائة، بسبب ضعف جوانب السياحة الشتوية في المحافظة، والعراقيل الاستثمارية التي تواجه عددا كبيرا من رجال الأعمال بسبب بيروقراطية الجهات ذات العلاقة.
وقال لـ "الاقتصادية" عبد الله الغامدي عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية بمحافظة الطائف، إن فنادق محافظة الطائف في الشتاء لا يوجد بها سياحة شتوية تستحق الإقبال، مشيراً إلى أن إشغالها انخفض إلى 40 في المائة، مبيناً أن ذلك جاء بسبب عدم الاهتمام بالجانب السياحي في الطائف، من كافة القطاعات، منوهاً إلى أن الاهتمام سيرفع من نسبة إشغال تلك المرافق.
وأضاف الغامدي: "رجال الأعمال إذا وجدوا عائداً مجزياً سيتجهون للعمل والاستثمار في الطائف، لكن مشكلة التعقيدات الحكومية، على مستوى الموظفين تعيق تنفيذ مشاريع الطائف، والسياحة الشتوية في الطائف متعثرة بسبب بيروقراطية الجهات الحكومية ذات العلاقة، وبيروقراطية الأشخاص الذين يقومون بتعقيد مرونة النظام بتعاميم وقرارات داخلية ليس لها علاقة بالنظام فتصبح هي النظام، وبالتالي تعيق العمل والاستثمار داخل الطائف".
وأشار إلى أن مقومات السياحة الشتوية غير مخدومة، خاصة أن الطائف بيئة مهيأة، بوجودها قرب مكة المكرمة، وجدة، ووجود منطقتي الهدا والشفا، لافتاً إلى أن هذه المقومات كفيلة باستقطاب سواح كثر، مسلمين وعرب، مبيناً أهمية وضرورة كسر البيروقراطية الموجودة عند بعض الموظفين الحكوميين، وتخفيف بيروقراطية الأنظمة عموماً، والتي للأسف كانت سبباً في هروب رؤوس الأموال من الطائف.
وفي الوقت الذي لم يتمكن فيه مسؤولون في الجهاز السياحي في محافظة الطائف من الرد على تساؤلات "الاقتصادية" في جانب السياحة الشتوية، ذكر لـ "الاقتصادية" أحمد الجعيد، المرشد السياحي في محافظة الطائف، أن السياحة الشتوية تكاد تكون معدومة، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى برودة الجو، والتضاريس، وعدم وجود فعاليات ومؤتمرات أو برامج أو مهرجانات، خلال هذه الفترة من العام.
وأضاف الجعيد "السياحة الشتوية تحتاج تخطيطا، فإدارة المتنزهات لا بد أن تضع صالات ألعاب ترفيهية مغلقة، ومنطقة قرية الكر يجب أن تُحفز، على اعتبار فوارق درجات الحرارة بين سفح الهدا والكر أسفل الجبل، بالإضافة إلى تفعيل مهرجان البهيتة في شهر ربيع الأول من كل عام، بحيث يتم تقديم موعده المتعارف عليه كل عام، والذي يكون متزامناً مع مهرجان الورد في آخر أيام الشتاء".
بدوره، قال الدكتور سليمان الريمي، مدير قطاع العمليات في شركة الطائف للاستثمار والسياحة، المسؤولة عن المشاريع السياحية في منطقة الكر، إن السياحة الشتوية موضوع كبير جداً، مشيراً إلى أنها تحتاج وسائل جذب أكبر، ومناسبتها للجو والبيئة، بالإضافة إلى وجود مرافق خدمية كالمطاعم العائلية في بعض المواقع السياحية بالمحافظة، منوهاً إلى منطقة سياحية كالشفا تفتقد للخدمات، وبالتالي الزوار في فصل الشتاء لن يقيموا في هذه المنطقة، لافتاً إلى أن مثل هذه الأمور ينبغي أن يتم وضعها في الاعتبار.