«حسِّن» يعيد «هلع الاختبارات» بثمن باهظ

«حسِّن» يعيد «هلع الاختبارات» بثمن باهظ

عاد "هلع الاختبارات" مُجدداً لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية في مدارس التعليم العام في السعودية، عبر برنامج "حسِّن التعليمي"، بعد أن كانت تلك الامتحانات تشكل حالة من القلق والارتباك لدى طلبة المدارس وأسرهم، قبل أكثر من عشرة أعوام، حينما كان تقييم الطلبة عبر اختبارات تحريرية.
وشكلت عودة مفهوم وتطبيق الاختبارات في الوقت الراهن ضغوطاً نفسية على طلاب وطالبات تلك المرحلة، إضافة إلى أن البرنامج جاء بثمن يراه عدد من أولياء الأمور أنه "باهظ"، حيث يصل سعر نماذج اختبارات المواد الدراسية لأكثر من 400 ريال.
ويهدف برنامج "حسِّن" إلى إعداد برامج علاجية للرفع من مستوى أداء الطلاب في اكتساب العلوم والمعارف والمهارات، وإمداد القائمين على العملية التعليمية بالمعلومات اللازمة لرفع كفاية المعلمين في توظيف استراتيجيات التدريس لتحسين مستوى التعلم، واكتشاف مواطن الضعف العامة عند المعلمين في التدريس لرسم البرامج التدريبية المناسبة لاحتياجاتهم على ضوء ذلك.
وحددت وزارة التربية والتعليم عدة مهام لمدير المدرسة منها عقد اجتماع لشرح آليات العمل في البرنامج، ومدى أهمية قياس الناتج التعليمي للطلاب، وتشكيل عدد من اللجان في البرنامج، وأوضحت الوزارة أنه على جميع المدارس تنزيل برنامج المدرسة الحاسوبي من الموقع الإلكتروني للبرنامج.
ويتضمن الآلية أن يتم توزيع الطلاب إلى مجموعتين عشوائياً لتقييم الأولى في مادتي القرآن الكريم ولغتي، والثانية في مادتي الرياضيات والعلوم.
وعلى الرغم من الفارق الكبير بين أهداف الاختبارات التي كانت تُقام لطلبة المرحلة الابتدائية، قبل أكثر من عشرة أعوام، واختبارات برنامج "حسِّن" الاستشرافية للميدان التربوي، التي تُجرى في الوقت الراهن، إلا أن نماذج اختبارات مادة كالرياضيات، أو مادة كالعلوم على سبيل المثال، يصل لـ 30 نموذجاً، وفقاً لموقع حسِّن الإلكتروني.
ويحتوي كل نموذج من نماذج تلك الاختبارات على نحو صفحتين، حيث يكون الاختبار في نموذج واحد فقط، الأمر الذي أعلنت معه الأسر حالة الطوارئ على مدى الأسبوعين الماضيين، على اعتبار أن تقييم أبنائهم وبناتهم، سيكون بشكل تحريري، لأكثر من أربع مواد دراسية، ولا سيما أن الصفوف المُستهدفة تبدأ من الصفوف الأولية، التي تعتمد اعتماداً كلياً في تقييمها حالياً على برنامج التقويم المستمر الذي انطلق بشكل تدريجي منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً.
وأنعش البرنامج مبيعات المكتبات لنماذج اختبار برنامج "حسِّن" لمواد كالعلوم، والرياضيات، ولغتي، حيث وصل سعر نماذج اختبارات المواد الدراسية المستهدفة لـ 412 ريالاً تقريباً، جاء ذلك عقب أن طالب عدد من المعلمين والمعلمات الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية بشراء تلك النماذج من المكتبات، إذا لم يتوافر لديهم في منازلهم أجهزة حاسب آلي، من أجل طباعة نماذج اختبار المواد الدراسية.
ووفقاً لما رصدته "الاقتصادية"، فإن عدداً من المكتبات تحتكر بيع تلك النماذج في إحدى أكبر أسواق محافظة الطائف، ما شكل إحراجاً للعديد من الأسر، حيث لا تتوافر النماذج لمن يريد شراءها إلا بعد 24 ساعة من طلبها، بسبب الإقبال الشديد على الشراء، في ظل احتكار بيعها على محال معينة.
ومعلوم أن برنامج "حسِّن" يطبق على الطلاب والطالبات هذا العام، لتحسين المستوى العام في المرحلة الابتدائية، وللإشراف ومتابعة عمليات تقييم الطلاب فى مواد العلوم والرياضيات والقرآن الكريم والإملاء، وتم تطبيق مشروع حسِّن على جميع مناطق السعودية.
ولي أمر طالبة تدرس في الصف الثاني الابتدائي، في إحدى مدارس الطائف، قال لـ "الاقتصادية"، إن مُعلمات ابنته طلبن منها، أن تبحث في "الإنترنت" عن برنامج "حسِّن"، وطباعته، وإذا لم تتمكن من طباعته، عليها أن تشتري نماذج الاختبار من إحدى المكتبات.
ولفت إلى أنه لجأ لشراء تلك النماذج، لعدم تمكنه من طباعتها، ووجدها تُباع في ثلاث مكتبات فقط، منوهاً إلى أن كل مادة تصل صفحاتها لـ 100 صفحة تقريباً، مبيناً في الوقت نفسه، أن توافرها مباشرة يصعب في ظل عدم انتشار المحال التي تقوم ببيعها، لا سيما عند عدم توافر حاسب آلي لدى بعض الطلاب والطالبات، حيث تقوم تلك المكتبات بتجهيزها بعد 24 ساعة من طلبها، مضيفاً أن الكم الكبير من النماذج شكّل عبئاً نفسياً على الطلبة المستهدفين.
من جهته، قال لـ "الاقتصادية" سلمان المقاطي، معلم الصفوف الأولية في إحدى المدارس الابتدائية شمال محافظة الطائف، إن اختبارات برنامج "حسِّن" بهذه الطريقة تشكل عبئاً ذهنياً كبيراً على الطلاب وأسرهم، إضافة إلى العبء الاقتصادي الذي تتكبده أسر الطلاب، والطالبات، لا سيما وأن الطالب ليس المُستهدف من عملية التقويم التي يهدف لها البرنامج.

الأكثر قراءة