كأس العالم للأندية تكشف عن الفوارق الضخمة بين الأندية
بالنسبة لنحو عشرة الآف مشجع رافقوا اتليتيكو مينيرو في رحلته الشاقة من بيلو هوريزونتي الى مراكش كانت كأس العالم للاندية أكبر مسابقة لكرة القدم ينافس فيها فريقهم على مدار تاريخه.
ومنذ فوزه بكأس ليبرتادوريس للأندية في أمريكا الجنوبية في يوليو تموز كان الفريق البرازيلي وأنصاره يحلمون باختبار مدى قوتهم ضد بايرن ميونيخ بطل أوروبا في النهائي.
لكنهم تجرعوا هزيمة مفاجئة في الدور قبل النهائي أمام الرجاء المغربي الذي واجه العملاق البافاري بدلا منهم يوم السبت.
وتوقفت الحياة بشكل شبه كامل في المغرب استعدادا لهذه المباراة وسافر الالوف من عشاق الرجاء جنوبا لمؤازرة فريقهم في مباراة حضرها الملك محمد السادس.
وفي أوروبا ينظر كثيرون الى هذه البطولة على انها مجرد رحلة في منتصف الموسم لمواجهة فرق مجهولة تحمل اسماء غريبة وهو شعور أكده يورجن كلوب مدرب بروسيا دورتموند حينما اشار الى الفيلم الحائز على جائزة الاوسكار "كازابلانكا" الذي يحمل اسم مدينة الدار البيضاء.
وتندر كلوب قائلا "آخر مرة سمعت فيها عن الدار البيضاء حينما كان همفري بوجارت يمثل"
وتابع "ربما تصبح البطولة يوما ما أكثر قيمة."
وفي جوانب كثيرة تعيد البطولة التذكير بالهوة الكبيرة التي تفصل بين اندية كرة القدم في اوروبا التي تجتذب افضل اللاعبين ومثيلاتها في باقي انحاء العالم والتي تعد مجرد مزود للاندية الكبيرة باللاعبين.
وتحفل أندية أوروبية مثل بايرن ميونيخ بافضل المواهب من جميع انحاء العالم كما تعج مقاعد البدلاء في النادي الالماني بمجموعة من اللاعبين الاساسيين في تشكيلات منتخبات بلادهم.
وتتألف فرق امريكا الجنوبية وافريقيا في غالبيتها من لاعبين اخفقوا في الحصول على موطيء قدم لهم في اوروبا اضافة الى لاعبين اخرين نجحوا في بعض الفترات خلال مسيرتهم في اللعب خارج البلاد لكنهم عادوا لينهوا مسيرتهم في بلدانهم مثل رونالدينيو لاعب اتليتيكو مينيرو.
ولا يشذ نادي الرجاء المغربي عن هذه القاعدة حيث يضم العديد من اللاعبين المحليين الذين خاضوا القليل من المباريات الدولية فيما بينهم. ويعتمد المنتخب المغربي في الاساس على لاعبين يحترفون خارج البلاد.
وكشف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) عن شعوره بخيبة امل ازاء التجاهل الاوروبي لكأس العالم للأندية خاصة بعد ان اصبحت البطولة تقام على مقربة من اوروبا بعدما كانت تقام في مناطق بعيدة في اليابان والامارات.
وقال "أعرف أننا عندما اقمنا هذه البطولة في السنوات الماضية في اليابان أو الامارات كان الاهتمام أقل."
وأضاف "لكن الان هي على مشارف اوروبا ولا يوجد اهتمام كبير.. نحن محبطون."
وقال بلاتر إنه يأمل أن تدخل البطولة التي اقيمت في المغرب هذا العام لأول مرة في جدول المباريات الدولية لتفادي التضارب مع بطولات الدوري الاوروبية.
ومضى قائلا "أعتقد أنه يجب أن يوجد المزيد من الاهتمام بالبطولات الأخرى.. لكن في وجود بطولات الدوري الكبيرة في اوروبا يجب أن نتساءل عن جدول المباريات."
وتابع "جودة المباريات التي رأيناها هي أفضل دعاية وأفضل طريقة لجذب اهتمام بطولات الدوري الخمس الكبرى."
واستطرد "انها مسألة تتعلق بالتضامن والوحدة. يتعين عليهم اظهار الاهتمام بمسابقات الدوري الاخرى ومتابعة ما يحدث في مناطق اخرى من العالم."
لكن لخيبة أمل بلاتر لم تحظ المباراة النهائية يوم السبت والتي فاز فيها بايرن بهدفين دون رد بدعاية كبيرة. وكان قد سبقها فوز الفريق البافاري بثلاثية على جوانجتشو الصيني في قبل النهائي.
وفي الحقيقة لم تقدم البطولة مباراة نهائية مثيرة تعلق بالذاكرة منذ انطلاقها 2005.
وفازت فرق امريكا الجنوبية باللقب ثلاث مرات من تسع نسخ اقيمت حتى الان لكنها لم تحقق ذلك الا عبر تقديم عروض دفاعية بحتة وخطف اهداف الفوز في اللحظات الاخيرة.
وفاز ساو باولو باللقب في 2005 وتبعه انترناسيونالي في العام التالي وفعلها كورنثيانز العام الماضي وكلهم حسموا اللقب بهدف وحيد.
وقبل البطولة أثار بايرن جلبة حول اهمية الفوز وكرر لاعبوه عبارات من نوعية "اهمية مواجهة منافسين من قارات اخرى"
لكن مارشيلو ليبي مدرب جوانجتشو أقر بوجود هوة كبيرة جدا بين فريقه ومنافسه البافاري.
وقال المدرب الايطالي "تستطيعون مشاهدة الفارق الحقيقي بين افضل فريق في العالم وباقي المنافسين."
وتابع "ربما كانت هذه المسابقة اكثر قوة حينما كانت تقام من مباراة واحدة بين بطلي اوروبا وامريكا الجنوبية."
لكنه اشار ايضا الى تحقيق بايرن لانتصارات مماثلة سهلة في الدوري الالماني ودوري ابطال اوروبا.
وتابع "لم نكن نحن الضحية فقط. انهم يتفوقون بمراحل على الفرق الاخرى. مشاركتنا في مسابقات دولية طورت اداء الفريق الى الافضل. تحتاج الى خوض مثل هذه التجربة في عالم كرة القدم من اجل النمو والتطور."