ارتفاع عدد العقارات المعترضة لمسار قطار الحرمين 40.6 %
أبلغ «الاقتصادية» مسؤول في وزارة النقل أن عدد الأراضي البيضاء المعترضة لمسار قطار الحرمين الرابط بين المدينة المنورة وجدة والتي لم يراجع ملاكها من أجل نزع الملكية، ارتفع خلال الشهرين الماضيين بنحو 40.6 في المائة.
وأبان أن مخطط جوهرة ثول الواقع شمال جدة، وهو المخطط الجديد المضاف إلى قائمة عدم مراجعة ملاك العقارات فيه لإدارة الاستملاك في مشروع قطار الحرمين السريع، كان له النصيب الأكبر من عدد الأراضي البيضاء التي لم تنه بعد إجراءات نزع ملكيتها بعدد بلغ نحو 130 قطعة أرض، مبيناً أن العدد ما قبل شهرين كان محصوراً في 190 عقاراً موزعة على ثلاثة مخططات في مكة المكرمة ومخطط واحد في بحرة.
وقال المسؤول "فضل عدم ذكر اسمه": "أعمال التنفيذ للقطار لن تتوقف ولن تتأثر بسبب وجود ذلك العدد من العقارات التي لم يراجع ملاكها إدارة الاستملاك لإنهاء إجراءات نزع الملكية، فنحن سنستمر في أعمال التنفيذ وإنهاء الإجراءات ستتم لاحقاً عند مراجعة الملاك وفقاً لمحاضر التثمين المعدة من لجنة تقدير العقارات الحكومية المشكلة بهذا الخصوص".
وأفاد أن وزارته تتجه في الوقت الحالي إلى مخاطبة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، لتقوم بدورها بالإعلان عن دعوة ملاك أراضي ثول الذين لم يقوموا بالمراجعة حتى تاريخه، وهو الإعلان المتوقع ظهورة قريباً على صفحات الصحف المحلية.
وأبان أن الإعلان سيأتي متضمناً إخلاء وزارته لمسؤوليتها عن تعويض أصحاب العقارات المتعارضة مع مسار مشروع قطار الحرمين السريع بأسعار أعلى من تلك التي تم تقييمها بها في الوقت الحالي، وأنها أيضاً ستكون غير مسؤولة عن ارتفاع الأسعار للأراضي الناجمة عن تأخر الملاك عن المراجعة، مشيراً إلى أن تأخر المالك في المراجعة يحرمه بعد الإعلان الأخير، المطالبة في إعادة التقدير.
واستدرك: "نحن بإعلاننا عن العقارات التي لم يراجع ملاكها إدارة الاستملاك، نريد فقط مصلحة المواطن، مشروعنا لم يتأثر ونسبة التأثير بخصوص العقارات تصل إلى صفر في المائة، وجميع الأراضي البيضاء سلمت للمقاول عدا قطعة أرض واحدة في مخطط الهدى في مكة المكرمة، وذلك لوجود ورشة الصيانة لعربات القطار فيها".
وأشار إلى أن لديهم الصلاحيات التي تخولهم للقيام بأعمال التنفيذ حتى ولو لم يراجعهم مالكها، وذلك وفقاً للائحة نزع الملكيات العقارية لصالح المنفعة العامة، لافتاً إلى أن عدم مراجعة ملاك الأراضي يأتي لكون تلك الأراضي قد تكون خصصت للاستثمار طويل المدى أو أن ملاكها لا يقطنون المنطقة ولا يعلمون عن تلك الأراضي أي شيء بخصوص نزع ملكيتها.
وعن الكباري والتقاطعات الواقعة على خط الحرمين السريع، قال: "تبقى لدينا تقاطع الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو الذي تأخر نزع ملكيته لوجود مناقشات حوله ما زالت قائمة بين وزارة النقل ممثلة في إدارة المشروع وأمانة جدة، خاصة أن الأخيرة معترضة على المخطط المعد للتنفيذ في تلك المنطقة"، مبيناً أن تقاطع النزهة وتقاطع التحلية سيتم إزالتهما بشكل نهائي في وقت قريب، خاصة أن الأعمال جارية فيهما في الوقت الحالي، وأن جميع الأراضي الواقع عليها التقاطعين تم تملكها بشكل كامل.
وعن التأخر في الجدول الزمني لمحطة قطار الحرمين في جدة التي شهدت خلال الفترة الماضية عدة إضرابات من العمالة، قال: "هذه المحطة ستشهد نوعا من التأخير في جدولها الزمني المعد للتنفيذ، وذلك بالرغم من الانتهاء بشكل كلي تقريباً من تنفيذ الأعمال الإنشائية، ولكن التأخير الحاصل الآن والذي قد يتسع زمنه، يأتي بسبب تأخر في وصول مواد وتجهيزات مستوردة من الخارج تخص أعمال الأسقف للمحطة.
وحول إعادة التقدير للعقارات التي اعترض ملاكها على الأسعار التي أقرتها لجنة تقدير العقارات لنزع ملكيتها لصالح مشروع تنفيذ مسار قطار الحرمين، قال: "لقد قمنا بإعادة تثمين الكثير من العقارات التي صدر بحقها قرارات من ديوان المظالم، إذ لم يتبقَ إلا القليل من أصل 22 عقاراً لم تعتمد إعادة التقديرات لها حتى الآن، وذلك بانتظار موافقة مندوب وزارة المالية المشارك في لجنة التقدير".
وكانت جولة للدكتور جبارة الصريصري وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قد قام بها الشهر الماضي، كشفت عن تدني مستوى التنفيذ في محطتي مكة المكرمة وجدة بنسبة 50 في المائة مقارنة بمحطتي رابغ والمدينة المنورة، إذ فاقت نسب الإنجاز في كل من محطتي المدينة ورابغ على 60 في المائة، فيما بلغت نسب الإنجاز في محطة مكة المكرمة 35 في المائة، ووصلت نسب الأعمال المنجزة في محطة جدة 32 في المائة فقط.
يذكر أن المشروع يتضمن بناء أربع محطات للركاب في كل من المدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز برابغ وفي جدة ومكة المكرمة، حيث تحتوي كل محطة إضافة إلى المبنى الرئيس وصالات القدوم والمغادرة، على مسجد ومركز للدفاع المدني ومهبط للطائرات المروحية وأرصفة وقوف القطارات وانتظار الركاب ومواقف للسيارات قصيرة وطويلة الأمد وصالات لكبار الشخصيات ومحال تجارية ومطاعم ومقاهٍ، وقد تم ربط المحطات بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات، كما تم ربطها بممرات مشاة مع محطات القطارات الخفيفة المزمع تنفيذها في هذه المدن.