«إيسوزو» تزيد إنتاج الشاحنات السعودية في 2014 إلى 1800
منذ إعلان وزير التجارة والصناعة، في كانون الأول (ديسمبر) 2012، تدشين أول شاحنة تصنعها شركة “إيسوزو” محليا، بشراكة استثمارية سعودية ـ يابانية؛ تجاوز إنتاج الشركة في السنة التشغيلية الأولى 700 شاحنة، فيما تخطط لرفع إنتاجها إلى 1800 شاحنة في العام الجاري 2014، وذلك باستخدام كوادر فنية سعودية.
وفي حوار أجرته “الاقتصادية” مع إبراهيم الرشودي، نائب الرئيس لشركة “إيسوزو موتورز” السعودية العربية المحدودة، قال: إن إنتاج المصنع من الشاحنات، تم بيعه بالكامل لوكلاء “إيسوزو” المحليين، ويُتوقع أن تبلغ مبيعاتها في السعودية، نحو 18 ألف شاحنة في العام المقبل.
وأضاف، وصلت نسبة السعودة في مصنع “ إيسوزو” في الدمام، إلى 40 في المائة من إجمالي العاملين، فيما تنتظر الشركة استقبال أول دفعة من خريجي المعهد السعودي الياباني للسيارات في الصيف المقبل.
إلى تفاصيل الحوار:
#2#
#3#
#4#
#5#
#6#
#7#
حدثنا عن طبيعة العمل والإنتاج في مصنع "إيسوزو"، في المدينة الصناعية الثانية في الدمام؟
يقوم مصنع "إيسوزو" في الدمام، الذي يقع على مساحة 120 ألف متر مربع، بتصنيع أربعة موديلات رئيسة، وستة موديلات فرعية، من الشاحنات التي تتفاوت حمولتها بين 7.5 و12 طنا.
وسيشهد العام الجاري 2014م بدء تصنيع شاحنات بحمولة أربعة أطنان، وهي أكبر شريحة من الشاحنات التي تلقى رواجا في السوق المحلية، وتحظى بإقبال من العملاء، كما سيتضاعف إنتاج الشاحنات ثلاث مرات، ليصل إلى 1800 شاحنة.
وبعد أن كان المستهدف هو إنتاج 600 شاحنة في السنة التشغيلية الأولى، فإن الإنتاج في نهاية 2013 تجاوز 700 شاحنة، وذلك بفضل جهود المهندسين والعاملين في المصنع، والدعم اللامحدود من المسؤولين في وزارة التجارة والصناعة، وهيئة المدن الصناعية، ومصلحة الجمارك.
هل تم تسويق هذا العدد من الشاحنات، وهل سيرفع هذا مبيعاتكم هذا العام؟
إنتاج المصنع من الشاحنات تم بيعه بالكامل لوكلاء شركة "إيسوزو" المحليين، ويُتوقع أن تبلغ مبيعاتنا من الشاحنات في السعودية، في 2014م، نحو 18 ألف شاحنة، بنمو قد يتجاوز 10 في المائة، مقارنة بمبيعات 2013م، ونحن الآن نسيطر على 70 في المائة من مبيعات السوق المحلية من الشاحنات بمختلف أوزانها.
الشاحنات التي تم إنتاجها محليا، هل هي قادرة على تحمّل الأجواء والظروف الطبيعة في السعودية؟
أجرينا في مصنع "إيسوزو" "اختبار تحمّل"، قبل ثلاثة أشهر، لإحدى الشاحنات المُصنّعة محليا، على مختلف الطرق الداخلية في السعودية، خاصة في منطقة الطائف الجبلية، وكان هذا تحديدا في أيلول (سبتمبر) الماضي، في ذروة الأجواء الحارة في السعودية.
وتم إجراء الاختبار، بعد تحميل الشاحنة نحو 12 طنا، وانطلقت في رحلة عبر طرق المملكة المختلفة، وصولا إلى المناطق الجبلية، وكانت النتيجة أن الشاحنة أثبتت جودتها وقدرتها على تحمل الظروف الطبيعة في السعودية، وجاءت النتائج مطابقة تماما لمواصفات الشاحنات التي تصنع في اليابان.
هل لديكم نية لتصدير شاحنات "إيسوزو"؟
بعد أن أجرينا اختبار تحمل للشاحنات المصنعة محليا، وأثبت مطابقة الإنتاج مواصفات الشاحنات المصنعة في اليابان، تم تقديم هذه النتائج لهيئة التقييس الخليجية، حيث تم اعتمادها بهدف تصدير الشاحنات إلى دول الخليج، ونتوقع أن تبدأ عملية التصدير قريبا.
هل تعتزمون الاعتماد على مُورِّدين محليين، لتزويد مصنعكم بمنتجات وقطع تدخل في صناعة السيارات؟
تعلمون أن صناعة السيارات بحاجة إلى صناعات داعمة ومساندة وتكميلية، وهذا لا يزال في مراحل مبتدئة جدا في السعودية، حيث إنه، وحسب علمنا، لا يوجد إلا مصانع للزجاج والبطاريات، وأجزاء من أنظمة العوادم، ومعظم هذه المصانع المحلية ليس لديها شهادات اعتماد، كمُورِّدين محليين لمصانع السيارات.
كما أن المنتجات التي تدخل في صناعة الشاحنات لدينا، يتم اعتمادها من قبل الإدارة الهندسية في اليابان، التي تحرص كثيرا على تطبيق أعلى معاير الجودة والسلامة، والمحافظة على سلامة البيئة.
ودعني أشير هنا، إلى أن مسألة اعتماد هذه المنتجات، تخضع لمعايير دقيقة وصارمة من قبل الإدارة الهندسية، خاصة فيما يتعلق بالجودة والسلامة.
لكن مع الأسف لا يوجد عدد كافٍ من المُورِّدين المحليين، في الوقت الحالي، لدعم صناعة السيارات. وحتى العدد القليل الموجود منهم، لم تصل منتجاتهم إلى درجة الجودة المعتمدة، حتى يتم استخدمها في صناعة السيارات محليا؛ لذا يجب على المُورِّدين تطوير منتجاتهم، واعتمادها من قبل الإدارات الهندسية في اليابان، حتى تدخل منتجاتهم في المكونات المطلوبة في صناعة السيارات في المصنع.
ولعل من المهم، الإشارة هنا إلى أن هذه الخطوة، يجب أن تمر بمراحل وتجارب واختبارات وتعديلات، وهذا الأمر يأخذ وقتا، لكنه في نهاية الأمر إجراء نحرص عليه في صناعة السيارات.
وأؤكد أن بعض المُورِّدين والمُصنِّعين المحليين، يتواصلون الآن مع الشركة الأم في اليابان، لاعتماد منتجاتها المُصنّعة محليا، لتدخل ضمن مكونات سيارات "إيسوزو" في الداخل، وهذه خطوة جيدة نقوم بدعمها.
هل اعتمدتم أي منتج محلي يدخل في صناعة السيارات لديكم؟
هناك مصنع محلي للبطاريات، في المدينة الصناعية الثانية في الدمام، تم اعتماد منتجاته، وهذه البطاريات تستخدم الآن في شاحنات مصنع "إيسوزو"، وهذه خطوة مهمة لدخول مصانع أخرى، تمتلك القدرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المصنع، في المرحلة المقبلة.
لكننا نركز في هذه المرحلة على أمرين أساسيين، أولهما الجودة والسلامة التي تتوافق مع ظروف القيادة داخل السعودية، والآخر توطين ونقل تكنولوجيا صناعة السيارات.
وفي الوقت ذاته، سنعمل على دعم المُورِّدين المحليين، في حال حصلوا على اعتماد الإدارة الهندسية، لتوريد منتجاتهم لمصنعنا في الدمام.
إذاً، لماذا لا يتم استقطاب مُورِّدين عالميين لتصنيع منتجاتهم داخليا، لدعم صناعة السيارات محليا؟
استقطاب المُورِّدين العالميين لنقل تجاربهم إلى داخل السعودية، عبر تصنيع القطع والأجزاء التي تدخل في صناعة السيارات؛ أمر في غاية الأهمية، وقد أعلنت شركات عالمية رغبتها في تطبيق هذه التجربة محليا.
لكن، حتى يتم ذلك، لا بد من وجود مصانع سيارات أخرى، تعتمد على تلك المنتجات، فمن غير المعقول، أن يتم توفير منتجات وقطع وأجزاء معينة، تدخل في صناعة السيارات محليا، ولا توجد مصانع تستفيد من هذه المنتجات.
ونتوقع في السنوات المقبلة، أن تبدأ مجموعة من الشركات العالمية، بتأسيس خطوط إنتاج للسيارات محليا، وأن تبدأ مجموعة من المستثمرين الصناعيين، المحليين والعالميين، بالتفكير جديا في الدخول في مجال صناعة السيارات في السعودية، نظرا لما تحققه من عوائد جيدة للناتج المحلي، وتوفر فرص عمل للشباب السعودي، وتسهم أيضا في نقل التقنية وتوطينها.
وأود أن أشير، إلى أن شركات السيارات العالمية، تبدي اهتماما بالسوق السعودية، من خلال دراسة واقع هذا السوق، لبناء مصانع متكاملة لصناعة السيارات. وبعض هذه الشركات السيارات لديها توجه لاستقطاب مُورِّدين عالميين، لتصنيع منتجاتهم المساندة، التي تدخل في هذه الصناعة محليا.
ماذا عن توافر المواد الخام محليا؟
هناك مواد خام متوافرة في السعودية، لكن هذه المواد بحاجة إلى تحويلها إلى قطع وأجزاء تدخل في صناعة السيارات؛ لذا لا بد من وجود وسطاء تصنيع، يستفيدون من هذه المواد، سواء كانت من البلاستيك أو الألمنيوم أو غيرهما، وتحويلها إلى قطع وأجزاء تدخل في صناعة السيارات.
فمثلا، مقاعد السيارات لا تصنعها أغلب شركات السيارات العالمية بنفسها، لكن يتم توريدها من خلال مصانع مختصة بالمقاعد؛ لذا نحن في السعودية، نحتاج إلى صناعات تكميلية تدخل في هذه الصناعة.
كيف وجدتم دعم الجهات الرسمية لتوطين صناعة السيارات محليا؟
المسؤولون في هيئة المدن الصناعية، ووزارة التجارة والصناعة، ومصلحة الجمارك، قدّموا دعما وتسهيلات كبيرة لإنجاح هذه الصناعة.
لكن الأمر بحاجة إلى توعية بعض موظفي القطاع العام، الذين لهم ارتباط مباشر بهذه الصناعة، بأهمية ترجمة هذا الدعم على أرض الواقع، لأن بعض الموظفين لا يدركون أهمية الوقت بالنسبة لهذه المشاريع الاستراتيجية، وهذا الأمر يتطلب تثقيف هؤلاء الموظفين بأهمية توفير الحلول المناسبة، في حال اعترضت المستثمر أي عوائق بيروقراطية، أثناء مراجعة الدوائر الحكومية.
وهناك حاجة ماسة إلى تطوير آلية العمل، في مجال النقل من جميع الموانئ، حتى تصل المنتجات والقطع المستوردة في الوقت المناسب، خاصة أن هذا الأمر يعتمد عليه كثير من خطوط الإنتاج.
أين هم المهندسون السعودييون في مصنع "إيسوزو"؟
أولت شركة "إيسوزو" اهتماما كبيرا برعاية وتدريب الفنيين السعوديين، فهناك اتفاقية بين المعهد السعودي الياباني للسيارات، وصندوق تنمية الموارد البشرية؛ لتدريب الفنيين السعوديين لمدة سنتين، بحيث تكون وظائفهم مضمونة بعد تخرجهم من المعهد. وستلتحق أول دفعة من خريجي المعهد بالمصنع ابتداءً من الصيف المقبل. نحن نستثمر في الأيدي العاملة بشكل جيد، من خلال برامج التدريب والتطوير والدعم، سواء على رأس العمل، أو من خلال الدورات التدريبية.
معظم الموظفين اليابانيين في مصانع الشركة في اليابان، يبدأون عملهم بعد التخرج، ولا يتركونه إلا حين التقاعد، ونحن نعمل على تطبيق هذه التجربة محليا، حيث الاستثمار في العنصر البشري الوطني استراتيجية تتبعها الشركة، وتعمل على نقل التجربة اليابانية في هذا المجال.
نحن نحرص على توفير بيئة العمل المناسبة والجاذبة للموظف السعودي، ليكون أحد أعمدة الاستثمار في الشركة، ويتم الاعتماد عليه في جميع مراحل الإنتاج والتصنيع.
كم وصلت نسبة السعودة في مصنع "إيسوزو"؟
حتى الآن، وصلت نسبة السعودة في الشركة إلى 40 في المائة، متجاوزة المُعدّل المطلوب منها، حسب أنظمة وزارة العمل.
وتعمل الشركة على استقطاب مجموعة من الخريجين سنويا، حيث هناك تواصل مع نادي المهندسين الميكانيكيين في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ونظمنا قبل فترة وجيزة زيارة لنحو 25 مهندسا للمصنع، للتعرف على خطوات التصنيع فيه، وأبدى هؤلاء الشباب سعادتهم وفخرهم بوجود هذه المصانع في السعودية.