مكة قبلة النجوم
حضور اللاعب النجم خارج الملعب أمر جد مهم، فهو قدوة، وهو كتيبة توجيه كاملة ترسل إشارات للجيل القادم بإيماءات معينة، ومتى كانت هذه في الطريق السليم وتعطي منهجاً وفكراً راقياً فستكون معيناً ورافداً مهماً جداً في التربية، في تقويم السلوك، في غرس قيم ومبادئ من خلال شخصية السوبر والنجم، تداعت هذه الشجون في مخيلتي من خلال "حدثين" الأول تمت تغطيته إعلاميا وحضره العديد من المسؤولين والشخصيات المؤثرة في الجانبين "الديني والرياضي"، والآخر تم بمبادرة "فردية" من أحد رواد النشاط المدرسي في تعليم القريات الذي وجه الدعوة لنجم فريق العروبة رافع الرويلي لزيارة مدرسته ومقابلة الطلاب بشكل مباشر، ولقد نقل مشرف النشاط العلمي "أثر هذه الزيارة الكبير" في نفسيات الطلاب وشدة تعلقهم بالحديث العفوي الجميل الذي أبداه نجمهم المحبوب، واستمر في حديثه مبيناً كيف "لاحظ تغيرا" في مفاهيم هؤلاء الطلاب لحقيقة التعصب بعد كلام الرويلي المباشر لهم بأن الصورة والود القائم بين اللاعبين بخلاف "ما يشاع إعلامياً" وأنهم أحباب تربطهم علاقات صداقة، فاجتماعاتهم لا تنقطع وحدود اللعبة تنتهي بعد مغادرة المسطح الأخضر.
كم هو جميل هذا الطرح، والأجمل منه مبادرة "المدرس النشط " الذي أوقد شمعة المحبة والصفاء بين مشجعي الأندية المختلفة داخل محيط المدرسة بشاهد من "الواقع" قدم محاضرة بأسلوب بسيط وقريب من أفكارهم، ويسجل له "حسن اختيار" من يدخل للمدرسة ويتحدث داخل أروقتها فليس كل من لعب الكرة ولا كل من انتمى للوسط الرياضي "يصلح للحديث" عن القيم والمبادئ.
حين أنتهي من سرد إعجابي بهذا المشهد وما نتج عنه يلزمني العودة للمشهد الأول الكبير فنجوم العالم المسلمون يشدون رحالهم لزيارة البيت العتيق الذي هو مثابة للناس وأمن، نجوم منحتهم المستديرة الشهرة والمال فلاشات الشهرة ودنيا الإعلانات والمال تتهافت عليهم من كل حدب وصوب فرغوا أنفسهم وحطوا رحالهم في أطهر بقعة يلبسون لباس الإحرام يؤدون مناسك شرعها لهم الله تقرباً وطلباً للرحمة والتوفيق في دنياهم وآخرتهم، صورة وعنوان معناهما حياتي ومماتي لله رب العالمين، الشهرة زائلة والمال يفنى وتبقى صورة القرب والبعد من الهدف الحقيقي لعمارة الأرض، فكرة لم أشارك بها ولم يكن لي شرف حضورها غير أن كمية الإعجاب والحبور التي تتملكني وأنا أرى عالمية هذا الدين من خلال هذا الجمع الذي ساوى بين الفقير والغني وأطياف الأرض جميعها في أرض مكة المكرمة، فلعل اتحاد كرة القدم أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتبنى ربط المسلمين الرياضيين من خلال هذه المناسبات وإقرارها حدثاً سنوياً يجتمع المسلمون حوله يكرس مكانة بلادنا في قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم.