4 جهات تستنفر جهودها وآلياتها لدرء مخاطر الأمطار في جدة
بات من المؤكد أن مدن ومحافظات السعودية ستشهد خلال شهر كانون الثاني (يناير) من هذا العام حالة من عدم الاستقرار المناخي مصحوبة بأمطار متفرقة ما بين متوسطة إلى غزيرة, وفي ظل ذلك تستنفر أربع جهات ذات علاقة إمكاناتها لأداء مهامها على أكمل وجه, لضمان سلامة المواطنين والمقيمين بشكل عام.
أولى هذه الجهات مركز التميز لأبحاث التغير المناخي وقسم الأرصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، حيث قال لـ"الاقتصادية" الدكتور منصور بن عطية المزروعي مدير المركز التميز، إن توقعات الأمطار على محافظة جدة التي وُصفت بأنها الأقوى منذ ثلاث سنوات لم تقع، وهذا أمر طبيعي جدا في عالم التغيير المناخي, وأشار إلى أن توقعات المناخ التي ستشهدها السعودية خلال هذا الأسبوع ستكون أجواء ماطرة مميزة، حيث يعتبر هذا الموسم موسما ماطرا على العديد من مناطق المملكة، مبينا أن نماذج توقعات الطقس التي يتم تشغيلها في المركز تشير إلى أن الحالات الجوية الماطرة متعاقبة خلال شهر كانون الثاني (يناير) الجاري، مضيفا أن أولى هذه الحالات هي ما نشهده اعتبارا من أمس الأول السبت إلى اليوم الإثنين، التي بدأت بتشكل حزام سحابي ممطر امتد من وسط البحر الأحمر حتى شمال شرق المملكة، وشمل بشكل عام مناطق غرب المملكة وجنوب وشرق المدينة المنورة حتى الشمالية الشرقية وبتأثير على مناطق القصيم وحائل والشرقية، وهذه الأمطار تعتبر من خفيفة إلى متوسطة رعدية، وقد تكون غزيرة أحيانا في بعض المناطق المتفرقة.
وأشار إلى أن سواحل منطقة مكة المكرمة تتأثر بهذه الحالة التي تشمل سواحل محافظة جدة إلى رابغ، كما أن الحالة الممطرة ستشهد أيضا تطورا بتحركها تدريجيا للجنوب، وللعاصمة الرياض، وشمال منطقة الرياض، والقصيم، وأيضا المنطقة الشرقية، وقد توصف أمطارها بالمتوسطة إلى الغزيرة خاصة على بعض المناطق في الشرقية وتشمل أيضا الأمطار الأجزاء الجنوبية من المنطقة الشرقية وجنوب شرق الرياض ودول الخليج العربي قطر والبحرين والإمارات.
ولفت إلى أن السعودية مقبلة أيضا على حالة مشابهة لهذه الحالة تبدأ اعتبارا من يوم الخميس إلى السبت المقبل ولها نفس التأثير على مناطق متفرقة من المملكة، حيث يبدأ التأثير أولا من يوم الأربعاء مساء على الأجزاء الشمالية الغربية من المملكة لتشمل سواحل منطقة تبوك والأطراف الشمالية ثم بعد ذلك تتأثر مناطق وسط وشرق المملكة إضافة إلى أجزاء متفرقة من منطقة مكة المكرمة وتشمل السواحل ومنها جدة، ولكن بتأثير أكبر على السواحل الجنوبية ومنها الليث والقنفذة. وفي الجانب الأهم فيما يخص الأمطار، قال الدكتور عبدالله الجازع رئيس فرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في منطقة مكة المكرمة لـ"الاقتصادية" إن استعدادات الأرصاد هي طوال العام وليست محصورة في وقت معين, "ونحن مستعدون لمواجهة أي ظاهرة طبيعية خاصة بالأمطار والأحوال الجوية".
وأوضح حسين القحطاني المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة أن الرئاسة تتعامل مع الجهات ذات العلاقة وفق آلية معينة وتزودها بالمعلومات بشكل لحظي فور توافرها, وذلك وفق خطة مصادق عليها من وزارة الداخلية السعودية في التعاطي مع الطقس وتمرير المعلومات.
من جهته، استنفر الدفاع المدني آلياته منذ عدة أيام, ونشر جميع أفراده ومعداته في منطقة مكة المكرمة التي تشمل 15 محافظة, وقال اللواء جميل أبو أربعين مدير الدفاع المدني في منطقة مكة لـ"الاقتصادية" إن متابعة الأمطار قائمة ومحدثة مع الجهات المعنية بالأحوال المناخية, وتبدأ المعلومات من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ويتم توزيعها بشكل لحظي في حال توافرها على الإدارات المعنية , وأضاف: "اتبعنا خطة جديدة هذا العام وهي نشر الآليات والمعدات قبل هطول الأمطار في المناطق التي سبق تحديدها كمنطقة خطر والمناطق التي تشهد ارتفاعا لمستوى المياه فيها, نتيجة عدم وجود شبكات التصريف أو وقوعها في ممرات أو بطون أودية, ولمسنا إيجابيات هذه الخطة كثيرا في انخفاض نسبة الحوادث الناتجة عن الأمطار.
وأوضح العقيد سعيد سرحان الغامدي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالدفاع المدني في منطقة مكة في بيان بشأن هطول الأمطار يوم أمس أنها بدأت عند الساعة 5:40 مساء, وتراوحت نسبت هطولها بين خفيفة ومتوسطة وغزيرة استمرت على فترات متقطعة , ونتيجة لذلك تلقت عمليات الدفاع المدني في جدة 15 بلاغا تتعلق بحوادث احتجاز وانقطاع للتيار الكهربائي وارتفاع في منسوب المياه خاصة في طريق جدة مكة القديم من كيلو 10 إلى كيلو 16 .
إضافة إلى حي القوزين والخمرة جنوب المحافظة.
حيث جرى التنسيق الفوري مع جميع الجهات ذات العلاقة وتشغيل غرفة عمليات التنسيق لمندوبي الجهات المنوط بها تنفيذ خطة الأمطار وجرى توزيع فرق الإنقاذ ودوريات السلامة ووحدات الرصد والمتابعة في عدد من الميادين الرئيسة والمواقع المرصودة مسبقا, ورفع حالة التأهب لمواجهة أي طارئ.
من جهتها، أفادت أمانة محافظة جدة عبر بيانها بأنها باشرت أمس الأول وصباح أمس 159 موقعا لتجمع مياه الأمطار عقب هطولها على أنحاء متفرقة من المحافظة, ورفعت نحو 7904002 متر مكعب من المياه استخدم لها 78 وايت شفط و56 مضخة و71 مكنسة آلية وثلاثة شيولات، فيما بلغ عدد العمالة الميدانية 290 عاملاً و152 سائقا.
وبحسب البيان فإن تجمعات المياه قد توزعت في نطاق بلديات ثول وذهبان وطيبة وجدة الجديدة وأبحر والمطار والعزيزية والشرفية والجامعة والبلد والمنطقة التاريخية وبريمان وأم السلم والجنوب، وشملت عددا من الشوارع الرئيسة والداخلية والبرحات, ولم يحدث أي أضرار على الممتلكات العامة أو الخاصة.