السعودية وباكستان تتفقان على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية

السعودية وباكستان تتفقان على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية
السعودية وباكستان تتفقان على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية

اتفقت السعودية وباكستان على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية القائمة بينهما في مختلف المجالات، وذلك خلال المباحثات التي جرت، أمس، بين وفدي البلدين في مقر وزارة الخارجية الباكستانية في إسلام أباد بقيادة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وسرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن القومي.
وأكد الأمير سعود الفيصل أن المباحثات التي أجراها، أمس، في باكستان عكست العلاقات التاريخية والوطيدة بين البلدين، وحجم التعاون المشترك في العديد من المجالات، بهدف تعزيز وتطوير التعاملات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية بينهما، منوها بالحرص على دعم نشاط اللجنة المشتركة وتفعيل مجلس الأعمال المشترك والعمل على عقد اجتماعهم بصورة منتظمة، وإقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية المشتركة في شتى المجالات، سواءً تلك المتصلة بالزراعة أو الصناعة وغيرها من المشروعات ومن بينها بحث التعاون في مشروعات الطاقة في ظل ما يتوافر لدى الباكستان من إمكانات كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية التي لا يستثمر منها سوى 16 في المائة، وهذا الأمر يمكن بحثه بين البلدين في إطار اللجنة المشتركة التي نأمل انعقادها خلال الشهرين المقبلين، ومن المهم أيضاً التأكيد على حرص البلدين على تذليل أي عقبات قد تعترض مسيرة العلاقات الاقتصادية، وسيظل الصندوق السعودي للتنمية داعماً أساسياً لمختلف المشاريع التنموية في الباكستان.

#2#

وذكر أنه تم الاتفاق على دعم التشاور والتنسيق المستمر حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها التعاون الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الثنائي والدولي، حتى يتم القضاء عليه واقتلاعه من جذوره.
وفيما يتعلق بأفغانستان، ترى المملكة أنها تمر في مرحلة مفترق طرق، مع الانسحاب المرتقب للقوات الأمريكية والدولية منها، وهذا الأمر يتطلب من الأفغانيين بجميع مكوناتهم نبذ المصالح الفئوية الضيقة وتغليب مصلحة البلاد، ووحدتها الوطنية وسلامته الإقليمية، والتصدي لأي محاولات تهدف إلى استغلال أي طرف خارجي للفراغ الأمني في أفغانستان، ومحاولة التغلغل بين أبنائها لإثارة النزعات الطائفية والمذهبية التي من شأنها تعميق جراح الأفغانيين.
وهنأ وزير الخارجية الائتلاف الوطني السوري بإعادة انتخاب أحمد الجربا رئيساً له، مشيرا إلى بعض التصريحات غير الموفقة لبعض الأطراف الدولية، التي لا تصب في خدمة الجهود الرامية لإنجاح "جنيف2" المزمع لحل الأزمة السورية، لافتا إلى خشيته من أن يكون هدف هذه التصريحات إخراج المؤتمر عن مساره الهادف إلى تطبيق توصيات "جنيف1"، مؤكدا على العناصر التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر أصدقاء سورية الأخير في لندن، ومن أبرزها أن يفضي المؤتمر إلى عملية سياسية قوامها تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وألا يكون للأسد أو أي من رموز النظام ممن تلطخت يدهم بالدماء أي دور فيها، والعنصر الثاني والمهم: أن يكون الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي والوحيد لجميع أطياف المعارضة السورية.
وحول مسار المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، أبان أن المملكة ترى أن نجاح المفاوضات مرهون باستجابة إسرائيل لمبادئ السلام والتزاماته واستحقاقاته، علاوة على أهمية تركيز المفاوضات على قضايا الحل النهائي التي تشكل لب النزاع. كما أننا نرى في استمرار إسرائيل في سياساتها الأحادية الجانب، والاستفزازات المتواصلة في القدس الشريف والمستعمرات ما يمكن أن يقوض مفاوضات السلام الجارية، ويلقي بالشكوك حول إمكانية إنجازها في فترة الأشهر التسعة المقررة لها.
وختم بقوله: "أود أن أشير إلى أن مواقفنا إن لم تكن متطابقة تماماً، فهي متشابهة فيما يخص القضايا الإقليمية والسعي لتحقيق السلام في المنطقة".
فيما قال سرتاج عزيز إن البلدين اتفقا على تعزيز وتوسيع علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما في ذلك الاستثمار والتجارة والطاقة، مشيرا إلى أن نواز شريف رئيس الوزراء أطلع وزير الخارجية على خطط حكومته لتعزيز النمو الاقتصادي في باكستان، لافتا إلى أن البلدين لديهما توافق في الرؤى إزاء معظم القضايا الإقليمية والدولية، وأن البلدين الشقيقين يقفان دائماً جنباً إلى جنب لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
ونفى أن تكون قضية برويز مشرف الرئيس الباكستاني السابق قد نوقشت مع وزير الخارجية، موضحاً أن قضية مشرف شأن داخلي لباكستان، وأن المملكة لا تتدخل في شؤون باكستان الداخلية بصفتها صديقاً وثيقاً لباكستان.
من جهة ثانية، استقبل الرئيس ممنون حسين رئيس باكستان، أمس، في القصر الرئاسي في إسلام أباد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، حيث استعرضا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب الرئيس الباكستاني عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الدعم المتواصل الذي تقدمه المملكة لباكستان وشبعها في كل الأوقات وبخاصة الصعبة، مشيرا إلى وجود مجالات واسعة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، موضحاً أن باكستان لديها فرص استثمار هائلة في مجالات البنية التحتية والطاقة وبناء السدود والزراعة والثروة الحيوانية وترحب بالمستثمرين السعوديين.
كما استقبل نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني، أمس، الأمير سعود الفيصل، حيث جرى استعراض تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد شريف على ضرورة تعزيز الروابط التجارية بين البلدين لترقى إلى مستوى العلاقات الأخوية القائمة بينهما، مبيناً أن حكومته مستعدة لمنح رجال الأعمال السعوديين امتيازات استثنائية للاستثمار في باكستان في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والثروة الحيوانية.
وقدم شكره لحكومة المملكة على ما تلقاه العمالة الباكستانية في المملكة من معاملة طيبة، مشيراً إلى أن الجالية الباكستانية في المملكة جسر إنساني بين البلدين الشقيقين.
حضر اللقاءين الدكتور خالد بن إبراهيم الجندان وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية، والدكتور يوسف بن طراد السعدون وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية والثقافية، والسفير أسامة نقلي مدير الإدارة الإعلامية، والدكتور عبد العزيز الغدير سفير المملكة لدى باكستان.
ومن الجانب الباكستاني إسحاق دار وزير المالية، وشودري ثنار علي خان وزير الداخلية، وسرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي، وطارق فاطمي وزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني لشؤون وزارة الخارجية.
إلى ذلك، غادر الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مساء أمس، إسلام أباد منهياً الزيارة الرسمية التي قام بها إلى باكستان.
وكان في وداعه في قاعدة نور خان الجوية عبد العزيز بن إبراهيم الغدير سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان.
وقبيل توجه وزير الخارجية إلى قاعدة نور خان الجوية ودّعه سرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن القومي.
وقام سعود الفيصل بجولة سريعة لمسجد الملك فيصل الذي يعد أهم معالم العاصمة الباكستانية.

الأكثر قراءة