المرشحون يعتمدون تكتيك «الحسم المبكر» في غرفة جدة
فاجأ مرشحو انتخابات مجلس إدارة غرفة جدة في دورتها الحادية والعشرين الجميع بتغيير استراتيجيتهم وقلب الموازين من خلال اعتمادهم على نظرية "الحسم منذ اليوم الأول" وعدم الانتظار حتى اليوم الأخير، كما جرت العادة في الدورة الأخيرة، التي شهدت أول تطبيق للنظام الصوت الواحد.
وشهدت عملية الاقتراع في اليوم الأول للرجال إقبالاً كبيراً تجاوز 4 آلاف ناخب اكتظت بهم ردهات مركز المعارض والمنتديات شمالي جدة، وحرص العديد من الناخبين على الحضور منذ وقت مبكر والإدلاء بأصواتهم لمرشحيهم وسط إجراءات تنظيمية وصفت بالجيدة.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الله بن محفوظ، أعصاب المرشحين هادئة بما أن الكل يعرف من لمن، على حد تعبيره، مضيفا "يلاحظ أن الجميع دفع بكافة الأصوات التي لديهم منذ الصباح الباكر، ويظهر أن هناك تغييراً في الاستراتيجية والحسم مبكراً".
#2#
وأضاف، في الانتخابات الجارية تم تجنب الأسلوب السابق ورمي الأوراق في الشوارع، وأصبح جميع المرشحين داخل القاعة، على مرأى ومسمع من زملائه المرشحين، مستبعدا فوز إحدى المرشحات في ظل التنافس الكبير بين المرشحين.
وفي الجهة المقابلة له مباشرة، يعتقد المهندس مازن بترجي عضو نائب رئيس الغرفة الحالي والمرشح للدورة المقبلة، أن الوعي الانتخابي باتت حاضرا في الانتخابات، وأن الممارسات الخاطئة السابقة أصبحت شيئا من الماضي.
وعن سر الإقبال الكبير من قبل الناخبين خلافاً للمعهود، أكد بترجي أن العديد من المرشحين يريدون أن يكسبوا من اليوم الأول خوفاً من تغيير بعض الناخبين آراءهم وربما استمالتهم من قبل آخرين، فيما تمنى بترجي حظوظاً طيبة للمرأة في ظل التنافس الشديد الذي ظهر في اليوم الأول.
وعلى بعد أمتار بسيطة توجهنا إلى الشاب سعيد بن زقر أحد المرشحين عن فئة التجار، الذي شدد على أهمية أن يحظى الشباب بفرصة للتمثيل في الغرف التجارية، وقال "لا شك أن التغيير وإفساح المجال أمام الشباب أمر مهم.
وأضاف "عندما يكون رؤساء الغرف فوق 65 عاماً لن يستطيعوا التخاطب أو فهم الشباب ولذلك لن ينجحوا، لا بد أن يكون من يدير مجالس الغرف قادرا على التفاهم مع الشباب لذلك نتمنى تقليص فارق السن".
وبشأن ما يشاع عن عمليات لشراء أصوات، ذكر أنه لم ير شخصيا ذلك، لكنه سرد واقعة حصلت مع سيدة جاءت للتصويت له أمس الأول، حيث عرضت عليه إحدى السيدات بشكل علني مبلغ ثلاثة آلاف ريال لقاء صوتها.
أما المرشح فهد السلمي الذي بدا مقره الانتخابي مكتظا بالناخبين، فقد أكد أن النتائج هي الفيصل والعبرة بالخواتيم وفقاً لتعبيره، وأردف "الأمور التنظيمية جيدة، ونتمنى أن تستمر عملية التصويت بنفس الوتيرة والهدوء والتنظيم".
بدورها المرشحة منى شرفو، ورغم عدم وجود ناخبين بجانب مقرها الانتخابي، تبدي تفاؤلاً حذراً بإمكانية فوزها، وتقول: "التجارة في الأصل للرجال حتى النساء صاحبات السجلات التجارية ما هن سوى واجهة لرجال، تلقيت وعودا، لكنني أرى أن معظم الناخبين يتجهون إلى أشخاص محددين سلفاً ولا أحد يسأل عن البرنامج الانتخابي".
من جانبه، ينتقد المرشح الدكتور مطلق الحازمي، عزوف المشتركين عن الاقتراع – رغم الإقبال المفاجئ – في اليوم الأول، ويبرر ذلك بقوله "مقارنة بعدد المشتركين الذين زاد عددهم للضعفين يجب أن يكون العدد أكبر من هذا، وللأسف نرى أشياء لا علاقة لها بالبرامج الانتخابية فالبعض يصوت دون قراءة البرنامج.
في السياق ذاته، انتقد مصطفى صبري أمين غرفة جدة السابق ومرشح حالي، جهل بعض الناخبين بالثقافة الانتخابية على حد قوله، لافتا إلى أن منظر المندوبين غير حضاري كما بدا خارج مقر الاقتراع.
إلى ذلك، أبدت رانيا سلامة أبرز الأسماء النسائية المرشحة لدخول مجلس الإدارة رضاها عن سير عملية الانتخابات حتى الآن، مشيرة إلى أنها لم تلحظ أياً مما يشاع عن شراء أصوات أو طرق غير مشروعة في عملية الاقتراع.