نساء أسر محتاجة يتحوّلن إلى «حرفيات» ويروّجن لمنتجاتهن

نساء أسر محتاجة يتحوّلن إلى «حرفيات» ويروّجن لمنتجاتهن

حوّلت جمعية خيرية، نساء أسر من ذوات الدخل المحدود من البحث عن الإعانة المالية إلى صاحبات مهن وحرفيات حققن نجاحا غيّر مجرى حياتهن من حياة العوز إلى عالم التجارة وتسجيل أنشطتهن كصناعة محلية.
فعن الوجهة البحرية في مدينة الخبر ضم مهرجان سياحي ما يزيد على ثماني أسر عرضن منتجاتهن ونجاحاتهن في نشاطهن التجاري البسيط الذي انتشل بعضهن من دائرة الديون والحاجة أمام جمهور الزوار الذين باتوا ضمن قائمة زبائنهن.
وتتباهى فاطمة حجاب أو كما ينادونها "أم باسم" بمنتجاتها وتروج لها، ضمن المشاريع المشاركة تحت مظلة جمعية جود الخيرية النسائية.
وأم باسم لم تتجاوز المرحلة المتوسطة واستطاعت أن تنقل عائلتها من ضائقة مالية مر بها زوجها وأبناؤها الذين كانوا فيما مضى من أصحاب الأعمال وتحولوا - كما تروي - إلى مفلسين ومديونين بعد تعرضهم لعملية سرقة.
وتروي لـ "الاقتصادية" قصة نجاحها التي حققتها من موهبة امتلكتها في فن الخياطة والتصميم، لتحول أسرتها في سنوات قصيرة من أسرة تعولها الجمعية إلى أسرة ذات دخل جيد ولا تزال تحت مظلة الجمعية إلا أنها استطاعت أن تحقق تطورا في مهنتها وتحصل على جائزة أفضل مشروع الأسر المنتجة في مهرجان الجنادرية.
وتمتلك أم باسم أدوات بسيطة داخل منزلها الذي تنتج منه كميات كبيرة من المنتجات المحيكة بيديها ومساعدة ابنتيها، وكلما تضاعفت الطلبيات على إنتاجها شغلت فتيات من أسر محتاجة ليستفدن من فرصة العمل والتدريب.
وتسعى "فاطمة حجاب" إلى إنشاء مشروع تجاري خارج منزلها لانشغالها بتربية أبنائها ولأنه لا يوجد ترخيص للعمل من المنزل تبقى تحت مظلة جمعية "جود" الخيرية، التي ترعى جميع أنشطة أسرها المحتاجة وتحولها من أسر محتاجة إلى أسر منتجة.
وفي زاوية أخرى من الساحة المخصصة لمنتجات الأسر المنتجة تقف صاحبة مشروع يتركز نشاطه في صناعة "الأكفان".
ومالكة المشروع التي تملك ترخيصا رسميا منذ تسعة أشهر لممارسة نشاطها في صناعة الأكفان تعتبر مشروعها من أنجح وأميز المشاريع التي تمارسها بقية الأسر.
تذكر مالكة المشروع التي ما زالت تتحفظ في ذكر اسمها أنها تمكنت من نيل فتح نشاطها رسميا من وزارة العمل كأول محل تديره وتعمل به امرأة، إنها نجحت في تطوير نفسها حتى تمكنت من حصولها على البورد الأمريكي للتدريب حيث تقدم دورات اجتماعية، وبعد أن رشحت أكثر من فكرة لبناء مشروعها الخاص, اختارت أن تصنع "الكفن" وتنتجه لتحقق أرباحا تفوق تكلفة إنشاء مشروعها. وتشير إلى أن مشروعها رأى النور بمساعدة الضمان الاجتماعي عبر ترخيص أول مشروع نسائي مرخص في هذا المجال من الأسر المنتجة المشاركة بجمعية جود الخيرية، لافته إلى أن الدعم والتسويق ينقص مشاريعهن الصغيرة التي يحاولن التوسع فيها مستقبلا، فهي تسعى إلى إنشاء مصنعها الصغير لإنتاج الأكفان بأيدٍ نسائية محلية.
ويعمل في مشروع الأكفان الذي اختارت له مالكته اسم "الكفن البار"، خمس فتيات من الأسر المنتجة يعملن داخل مقر أقرب ورشة تصنيع لإنتاج الأكفان، حيث شددن انتباه زوار المهرجان الربيعي الذي تطلقه أمانة المنطقة الشرقية.
وتخشى صاحبات هذه المشاريع الصغيرة التي تديرها وتعمل عليها الأسر المنتجة أن تنقل مشروعها من مظلة الجمعيات الخيرية إلى النطاق الرسمي تحت مظلة التجارة أو العمل حتى لا يفقدن التسهيلات التي تقدمها الجمعيات والمؤسسات الخيرية الاجتماعية التي توفر لهن قاعدة مجانية لترويج أنشطتهن وأعمالهن، نظرا لعجزهن عن دفع تكاليف المقار التي ستضم تجارتهن أو يعجزن عن دفع إيجار المواقع في المعارض والمهرجانات السياحية والتنشيطية.

الأكثر قراءة