ابن معمر لـ"الاقتصادية" : ربط «صناعية الطائف» بقطار الرياض – مكة

ابن معمر لـ"الاقتصادية" : ربط «صناعية الطائف» بقطار الرياض – مكة

اعتبر فهد بن عبد العزيز بن معمر مُحافظ الطائف، الوثائق القديمة والحُجج المتعلقة بالأراضي أبرز العقبات التي تقف أمام تنفيذ المشاريع التنموية في المُحافظة، وأسهمت في تأخر تنفيذها، مبيناً أن المشاريع الكبيرة في المحافظة واجهت عقبات كبيرة في نزع الملكيات والبنى التحتية القديمة للمشاريع الخدمية.
وأكد أن المدينة الصناعية التي تقع شمال شرق المحافظة تم اعتماد ربطها بقطار الرياض – مكة المُكرمة، مشيراً إلى أنها تقع على مساحة تُقدر بـ 24 مليون متر مربع، لافتاً إلى أن ربطها بالقطار جاء وفقاً لآخر أعمال وتصاميم المشروع مع شبكات الطرق ومسار القطار، وتنفيذ البنى التحتية.
وأفصح ابن معمر في الحوار التالي مع “الاقتصادية” عن العديد مما يشغل سكان المحافظة، خاصة حول المشاريع السياحية والتنموية..

كيف تقرأ التغير الذي عاشته الطائف خلال السنوات الماضية، وصولاً إلى الآن؟
- شهدت الطائف منذ تولي الأمير ماجد بن عبد العزيز- يرحمه الله - إمارة منطقة مكة المكرمة، تشكيل لجنة للتنشيط السياحي، كما أمر بضم لجنة تجميل الطائف، حيث انبثق من اللجنة العامة عدة لجان أسهمت بشكل عام في بناء البنى التحتية للسياحة، مع كل قطاعات الإدارات الحكومية، ورجال الأعمال، فتم تشييد المتنزهات في كل المواقع السياحية الشهيرة، كالهدا، والشفا، ووادي وج، والمثناة، والوهط والوهيط، وجبرة، والمتنزه الوطني بحمى سيسد، والحوية شمالاً، وليا جنوباً، وعدد من المواقع الأخرى في المُحافظة، وشهدت السياحة في الطائف ازدهاراً، فازداد عدد المصطافين، ما انعكس على تنشيط إقامة المنتجعات السياحية، والفنادق ومراكز التسوق، والمطاعم، والخدمات الأخرى.

هل ترى أن التوقيت مناسبٌ الآن لتغيير مسمى الطائف من "محافظة" إلى (منطقة)، عطفاً على ما تحظى به من امتداد كبير في المساحة، وموقع سياحي جذاب؟
- مدينتا الطائف، وجدة، أسماهما الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز- يرحمه الله - جناحي مكة المكرمة، حيث تعتبر جدة البوابة البحرية لقدوم الحجاج من المدينة المنورة والقادمين من الدول العربية والإسلامية، في حين الطائف بوابة للحجاج القادمين من دول الخليج، وشرق آسيا، وبعد توحيد السعودية كانت الحجاز تمثل، مكة المكرمة العاصمة، ومُحافظتي جدة، والطائف، وتحظى هاتان المحافظتان بالدعم اللا محدود من أمراء منطقة مكة المكرمة، وهم من أوصلوها إلى المكانة المرموقة، لخدمة الأهالي، والحجاج والمعتمرين، وأصبحت الطائف مقصداً للمصطافين من داخل المملكة وخارجها، وتوجت شهرتها، بأن أقرتها المنظمة العربية للسياحة "عاصمة المصائف العربية".

أعلنت هيئة المدن الصناعية في 30 من آب (أغسطس) عام 2010، توقيعها أول مشاريع تنفيذ البنية التحتية لمدينة صناعية في الطائف بمساحة إجمالية جاوزت 20 مليون متر مربع، وعلى اعتبار أن المدينة الصناعية في الطائف تعد أول مدينة صناعية في المحافظة، من المتوقع أن تستوعب المرحلة الأولى لها ما يقارب من 150 مصنعاً.. ما آخر مُستجدات مشروع هذه المدينة؟
- المدينة الصناعية في محافظة الطائف، تم اعتماد ربطها بقطار الرياض - مكة المكرمة، ضمن تصاميم المشروع، مع شبكات الطرق، ومسار القطار، وتنفيذ البنى التحتية، كما أنها اعتمدت على مساحة تُقدر بـ 24 مليون متر مربع.

في رأيك.. هل ستنقل المدينة الصناعية في محافظة الطائف- التي تعد مُكملة للمدن الصناعية الأخرى في منطقة مكة المكرمة- المملكة إلى مصاف الدول الصناعية خلال الـ 20 عاماً المقبلة؟
- ستكون هذه المدينة من أكبر المُدن الصناعية، ولا شك أن وجودها مهم في موقعها الحالي إضافة إلى مطار الطائف الدولي الجديد، وسوق عكاظ، والمدينة السياحية، على مساحة عشرة ملايين متر مربع، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تقع على مساحة قدرها 33 مليون متر مربع.

التوسع السكاني في محافظة الطائف يشهد تزايداً كبيراً، وإذا تمت مقارنته بالمشاريع الخدمية أو العقارية نجد أن تلك المشاريع تمر ببطء شديد في التنفيذ لا يتناسب مع ذلك التوسع، إما لأسباب إجرائية من قبل بعض الجهات الحكومية أو بسبب تسلّم تلك المشاريع لشركات غير قادرة على التنفيذ بالشكل الملائم.. هل من حلول لمثل هذه الإشكاليات؟
- محافظة الطائف تكثر بها الأوقاف، سواءً داخل المحافظة، أو في القرى، والمزارع المحيطة بها، وأكثر الملكيات بوثائق قديمة قبل حكم الدولة السعودية، كما أن تنفيذ المشاريع تعرض إلى إثبات ملكيات سواء في مشاريع القطاع الخاص، أو الجهات الخدمية، وبعد رفع بلدية الطائف إلى أمانة زادت اعتمادات المبالغ للمشاريع ونزع الملكيات.

سُكان محافظة الطائف يقرأون عن اعتماد مشاريع سياحية واقتصادية ضخمة، في المحافظة، لكنهم لا يرون لبعضها أي حراك يُذكر.. في حين أن بعضها الآخر يخضع لاحتكار شركات معينة، ذات كفاءة محدودة، ما يجعل تلك المشاريع تسير بخطى متثاقلة نحو الإنجاز، والتنفيذ، والجودة، وفي المقابل تم سحب مشاريع من شركات عطلت تنفيذها لسنوات.. ما تعليقكم على ذلك؟
- المشاريع التنموية الكبيرة واجهت عقبات كبيرة في نزع الملكيات، والبنى التحتية القديمة للخدمات، واستبدالها بشبكات حديثة، شملت مياه الشرب، والصرف الصحي، والكهرباء، والهاتف، وعلى الرغم من ذلك تم إنجازها، كما تم إنجاز كثير منها كـ"المدينة الطبية لمستشفى الملك فيصل"، وكذلك تم افتتاح مستشفى الملك فيصل بسعة سريرية تصل لـ600 سرير، وخلال الأشهر الأربعة المقبلة سُيفتتح مستشفى النساء والولادة بسعة 400 سرير، والعمل جار حالياً لعمل تصاميم مستشفى الأطفال بسعة 300 سرير، وأيضاً هناك مشاريع إنشاء المتنزهات الجديدة، وحديقة الملك عبد الله، والردف، وست حدائق تحت التنفيذ داخل محافظة الطائف، وعلى مداخلها، وكان العمل متواصلاً في هذه المشاريع لصرف الاعتمادات المالية المخصصة لتنفيذها، لكشف الاعتمادات المالية للمشاريع الجديدة، والمقدمة لوزارة المالية، وقد تم إنجازها.

يجد المستثمرون في المناطق السياحية في الطائف، خاصة في الشفا، عوائق في الاستثمار السياحي، كـ "ارتفاع أسعار الأراضي بشكل كبير، ومبالغ فيه، والحد من نسبة بناء الوحدات السكنية، وعدم وجود بعض الخدمات الفندقية فيها، وغير ذلك"، الأمر الذي أدى إلى عزوف بعضهم عن الاستثمار هناك، في الوقت الذي تشهد فيه تلك المنطقة توافد عدد كبير من السياح السعوديين، والخليجيين، في كل عام، إلا أنهم يفاجأون بقصور في بعض الخدمات الضرورية..
- صدرت أوامر الأمير خالد الفيصل عندما كان أميرا لمكة المكرمة، بتكليف شركات سياحية عالمية لإعداد دراسات للمحافظة على إبقاء الطبيعة الخلابة التي تتميز بها منطقتا الهدا، والشفا، وهذا أحد أسباب تأخير تنفيذ تراخيص البناء سواءً الاستثماري، أو الخاص، وتم عرض الدراسات الأولية، وفي القريب ستعرض على الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، علماً أن السياحة في الطائف منتعشة في وضعها الحالي، وتشهد وفرة كل الخدمات، كالسكن، والمطاعم، وتلفريك الهدا، وفندق رمادا الهدا.

مناطق جنوب الطائف تحظى بطبيعة خلابة ومناظر رائعة، خاصة عند هطول الأمطار.. هل سنرى البوصلة السياحية التنموية تتحرك باتجاهها؟
- لا شك، وتم اعتماد توسعة الطرق، وتوسعة طريق الجنوب المزدوج بطول 30 كيلو متراً، من أجل اتساع المسارين، كما قامت أمانة محافظة الطائف بإعادة تأهيل المنتزهات الواقعة جنوب المحافظة، كمتنزهات، "سمنان وسمينين، والبحيرات في ليا السفلى، والحدب وثقيف، وبني مالك"، وهي من أجمل القرى السياحية، حيث تمتاز بالمناظر الخلابة، والغابات، والطبيعة، إضافة إلى سفلتة الطرق الزراعية في القرى السياحية في وادي ليا، وثمالة، وبني سعد، وميسان، كما تتم حالياً توسعة طريق عشيرة بمسافة 20 كيلو متراً، كي يتحول إلى مسارين في كل اتجاه، وربط المناطق التاريخية مثل طريق زبيدة، والبرك التي تزيد على تسع برك تاريخية منذ عهد هارون الرشيد، وهي تعد مناطق سياحية.

هل أسهمت الحجج والوثائق القديمة، المُتعلقة بالأراضي في محافظة الطائف، والنزاعات على تلك الأراضي، في تعثر تنفيذ المشروعات التنموية والإسكانية؟ ولا سيما إذا ما علمنا أن هناك عددا كبيرا من المخططات السكنية في المحافظة لا تزال موقوفة حتى الآن بسبب تلك النزاعات.

- لا شك أن الحجج القديمة والوثائق أعاقت المشاريع التنموية وأخّرت تنفيذها، وقد أفرغ عن عدد من المخططات، وتم البدء في تنفيذ المشاريع المخصصة لها.

تشهد محافظة الطائف العديد من المهرجانات السياحية، أبرزها "صيف الطائف، وسوق عكاظ التاريخي، والورد الطائفي" .. هل ترى أن تنظيم تلك المهرجانات من قبل الشركات المُنظمة كان جيداً، وقوياً؟ وكيف ترى إسناده لشركات مُتخصصة؟ وما الأثر الذي تراه عند تجديد المُنظمين كل عام، دون احتكار التنظيم على مؤسسات بعينها؟
- من واقع تجربتنا، فإن الشركات المنظمة لمهرجانات الطائف، ترفع تكاليف تنظيمها لتلك المهرجانات إلى مبالغ طائلة، والإخراج ليس على المستوى، ويظهر في التنفيذ ضعف الجودة، أما بالنسبة للتجديد في المؤسسات والشركات المُنظمة، فأرى وأؤيد أن التجديد في المنظمين له الدور الأهم في خلق التنافس وظهور الشركات المتخصصة الأخرى.

الأكثر قراءة