ترسية مشروع مجمع كليات «ينبع» بتكلفة 226 مليون ريال
أعلن الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة عن ترسية مشروع إنشاء مجمع كليات لطلاب وطالبات في ينبع بتكلفة تبلغ 226 مليون ريال، إضافة إلى طرح مناقصة مجمع كليات الطب.
وأكد أمير منطقة المدينة المنورة، خلال افتتاحه صباح أمس في محافظة ينبع ندوة "ينبع عبر التاريخ" التي ينظمها كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ المدينة المنورة في الجامعة الإسلامية، أن ذلك يأتي بعدما أثبتت جامعة طيبة نجاحات عدة من الجانب الأكاديمي إضافة إلى قوة الخريجين، وأضاف: أتمنى أن نجتمع بعد سنوات معدودة لتدشين جامعة ينبع في المستقبل القريب.
#2#
وأوضح الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند مدير الجامعة الإسلامية في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن الكرسي الذي ينظم هذه الندوة يحمل اسمين عظيمين، اسم مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، واسم الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي نذر نفسه لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وتشرف الجامعة باحتضانها هذا الكرسي الذي يهتم بدراسات تاريخ المدينة المنورة.
#3#
ومن جهته، قال الدكتور فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز: إن هذا الاجتماع يمد ذراع الجامعة الإسلامية من خلال هذا الكرسي، لكي يعمّق الدراسة للتاريخ بفضل رجل وعى التاريخ وأهميته في الوحدة الوطنية، واهتم بتاريخ الإنسان السعودي وهو الأمير سلمان بن عبد العزيز وفق رسالة ورؤية ثاقبة، ولهذا فعلينا جميعاً مسؤولية كبيرة لتحقيق رؤية سلمان بن عبد العزيز على أرض الواقع، وتقدم السماري بالشكر والتقدير لأمير منطقة المدينة المنورة ولمدير الجامعة الإسلامية.
وقال الدكتور محمد الحبيب الهيلة في كلمته نيابة عن المشاركين في الندوة، إن كرسي الأمير سلمان لدراسات تاريخ المدينة المنورة في الجامعة الإسلامية أنجز في فترة وجيزة بحوثاً تاريخية حول مصادر تاريخ المدينة المنورة وسجّل عقود دراسات علمية مختصة في المجال، وها هو اليوم يوسع دائرة النظر للاهتمام بتاريخ منطقة المدينة المنورة ومحافظاتها انطلاقاً من موضوع ينبع عبر التاريخ، لما لها من قيمة تاريخية قديما وحديثا.
وأضاف: لقد اجتهد الباحثون في هذه الندوة لإظهار أهم جوانب هذا التاريخ وأبعاده وقيمته آملين أن تكون هذه الأبحاث لبنة أخرى في صرح التاريخ السعودي، وأن تحقق إضافة ينشد الكرسي تحقيقها باستمرار.
واشتمل حفل الافتتاح على عرض مرئي يسلط الضوء على تاريخ ينبع في الماضي والحاضر، وفي ختام الحفل تم تكريم أمير منطقة المدينة المنورة من قبل الجامعة الإسلامية بهذه المناسبة.
وبدأت جلسات الندوة بجلسة ترأسها مدير الجامعة الإسلامية الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند، تحت محور "ينبع حتى نهاية العصر العباسي"، تضمنت دراسة بعنوان "تاريخ ينبع النخل حتى نهاية العصر الراشدي" للدكتور تنيضب بن عوادة الفايدي قال فيها إن ينبع النخل اشتهرت في مصادر السيرة النبوية، كما ذكر اسمها قبل ذلك، واكتسبت أهمية كبرى لكونها طريقاً تجارياً قديماً ثم لقربها من المدينة المنورة، وكانت محضناً آمناً لآل البيت عند المعضلات التي تحدث في مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو العواصم الإسلامية الأخرى مثل بغداد ودمشق.
كما تضمنت الجلسة الأولى دراسة بعنوان "ينبع في المصادر الكلاسيكية - دراسة لغوية تحليلية" للدكتورة تحية محمد محمود شهاب الدين أستاذ التاريخ القديم في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طيبة، وأوضحت الباحثة أن هناك عدة مسميات وردت في المصادر الكلاسيكية، أي كتابات الرحالة اليونان والرومان، اعتبرها البعض أنها تحقق الموقع الجغرافي لمدينة ينبع الحالية.
وقدم الدكتور حسن بن عبد الوهاب سليم، في الجلسة الأولى، دراسة بعنوان "الأحوال الاقتصادية لينبع في العصر المملوكي" قال فيها إن ينبع احتلت المكانة الثالثة في بلاد الحجاز بعد مكة المكرمة والمدينة النبوية الشريفة في العصر المملوكي.
كما قدمت الدكتورة ليلى أمين عبد المجيد الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبد العزيز، دراسة بعنوان "ينبع في السياق التاريخ السياسي للمنطقة".
وقدم الدكتور عطا أبو رية من جامعة الطائف دراسة بعنوان "النشاط الاقتصادي في ينبع خلال العصر المملوكي" بين فيها أن ينبع من الموانئ الحجازية التي ازدهرت منذ بداية القرن السابع الهجري الـ 13 الميلادي، إذ حلت محل ميناء الجار وأصبحت ميناء المدينة المنورة، وعُدت الميناء الثاني من حيث الأهمية في الحجاز بعد ميناء جدة.
وفي الجلسة الثانية التي دارت حول محور "ينبع العصر المملوكي" وترأسها الدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز، تناول الدكتور سهيل صابان من جامعة الملك سعود ينبع في الوثائق العثمانية، خصوصا في حملات والي مصر محمد علي باشا في أوائل القرن الـ 13 الهجري/ الـ 19 الميلادي، فيما قدم الباحث عدنان عيسى العمري دراسة بعنوان "النشاط الاقتصادي بينبع في العصر العثماني" عرف فيها بينبع عبر التاريخ ووصفها في كتب الرحالة ودورها في النشاط الاقتصادي في منطقة المدينة المنورة، ثم تحدثت الدكتورة آمال رمضان عبد الحميد حول ينبع في كتب الرحالة الذين دونوا كل ما شاهدوه فيها، وسطروا كل ما سمعوه عنها، فغدت رحلاتهم مصدرا من مصادر تاريخ ينبع، وسجلا علميا لتراث هذه المدينة العريقة.
وتحدثت الدكتورة مها اليزيدي عن الاضطرابات السياسية واختلال الأمن وتأثيرهما على الحياة العامة في ينبع في القرنين الـ 12 والـ 13 الهجري وأواخر حكم الدولة العثمانية.
وتستكمل غداً فعاليات الندوة بعقد جلستين تشهد عدة أوراق عمل يتناول في ثناياها الباحثون عدة مواضيع من بينها (ينبع في عيون الرحالة المغاربة)، و(ينبع من خلال رحلة اللواء إبراهيم رفعت باشا)، (شح المياه في ينبع البحر والإجراءات العثمانية حيال ذلك مطلع القرن الـ 14 الهجري)، و(النشاط الاقتصادي في ينبع في العهد العثماني)، و(ينبع من خلال الوثائق الفرنسية)، و(ينبع في ذاكرة حمد الجاسر)، و(التقدم الحضاري لينبع في عهد الملك خالد)، و(ينبع تحت حكم الدولة السعودية الأولى).