توصية بتوثيق تاريخ المدينة المنورة ومحافظاتها وإنشاء مركز بحثي لتراث الساحل

توصية بتوثيق تاريخ المدينة المنورة ومحافظاتها وإنشاء مركز بحثي لتراث الساحل

أوصت ندوة "ينبع عبر التاريخ" التي اختتمت أعمالها أمس بتوثيق تاريخ المدينة المنورة ومحافظاتها توثيقاً علمياً، والتأكيد على العناية بالمخطوطات والوثائق المتعلقة بها، والتوصية بطباعة مصادر تاريخ ينبع، وإعداد الدراسات العلمية حولها، والتأكيد على إثراء التواصل مع مصادر التاريخ الشفوي للفترات المتأخرة التي لا يزال مَن عاصرها على قيد الحياة، وتضمنت التوصية إنشاء مركز بحثي يعنى بالساحل وتراثه.
وذكر الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند مدير الجامعة الإسلامية أن الندوة ستتكرر في مختلف محافظات منطقة المدينة المنورة لرصد تاريخها وسوف تكون الندوة القادمة في محافظات أخرى كمحافظة مهد الذهب والعلا.
وكان الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة قد افتتح صباح أمس الأول ندوة "ينبع عبر التاريخ" التي استمرت جلساتها على مدى يومين، وخرجت الندوة بتوصيات أبرزها تعميق التواصل بين الباحثين والمؤسسات العلمية في مجال تاريخ منطقة المدينة المنورة والأبحاث المتعلقة بها، والتوصية بتوثيق تاريخ المدينة والمحافظات توثيقاً علمياً، والتأكيد على العناية بالمخطوطات والوثائق المتعلقة بها، وتشجيع الباحثين المحليين في المحافظات التابعة لمنطقة المدينة المنورة والبحث عن المهتمين بالتاريخ لمحافظاتهم وإبراز عطاءاتهم.
وأوصى المجتمعون في الندوة الأولى من نوعها بتفعيل تواصل كرسي الأمير سلمان لدراسات تاريخ المدينة مع أقسام التاريخ في الجامعات السعودية لطرح موضوعات علمية ذات صلة بمصادر تاريخ محافظات المدينة المنورة، والعمل على ضرورة ضبط الأسماء والأماكن المتعلقة بتاريخ منطقة المدينة المنورة ضبطاً علمياً والتعريف بها، إلى جانب التوصية بطباعة مصادر تاريخ ينبع، وإعداد الدراسات العلمية حولها، والتأكيد على إثراء التواصل مع مصادر التاريخ الشفوي للفترات المتأخرة التي لا يزال من عاصرها على قيد الحياة، كما أوصى المشاركون بإنشاء مركز بحثي يعنى بالساحل وتراثه.
وقال الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة في الجلسة الرابعة والأخيرة لندوة ينبع عبر التاريخ، عن موضوع ينبع في الوثائق الفرنسية "جمعت أكثر من 500 وثيقة فرنسية تتحدث عن ينبع فقط وهذه الوثائق قدمت لنا أهمية كبرى في التاريخ الحضاري للمنطقة لأن الفرنسيين دخلوها قبل الحرب العالمية الأولى كون البحر الأحمر شهد في تلك الفترة صراعاً بين الغربيين أنفسهم خاصة دول فرنسا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا لبسط سيطرتهم عليه، وهناك سبب آخر لاهتمام الفرنسيين بينبع كونها مركزا لوصول العديد من الحجاج من بلاد المغرب العربي وهؤلاء تعتبرهم فرنسا فرنسيين لا بد من وضعهم تحت العين الاستخبارية لمراقبة أي نشاطات للتمرد.
وفي الجلسة ذاتها التي رأسها الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي وكيل جامعة الملك عبد العزيز للشؤون التعليمية، ألقيت ورقة حول ينبع في ذاكرة حمد الجاسر قال فيها الدكتور عبد الرزاق بن حبيب الحمامي: إن كتاب "بلاد ينبع" للأديب والمؤرخ حمد الجاسر يعد مرجعاً موسوعياً متكاملاً، لا يمكن لأي دارس لتاريخ ينبع تجاوزه، ففيه سطّر قصّة ينبع ومكونات شخصية هذه البلاد من خلال نسيج يتداخل فيه السياسي بالاقتصادي والاجتماعي.
وبعنوان النشاط الاقتصادي في ينبع في الفترة من عام 1342هـ إلى 1347هـ من خلال الوثائق المحفوظة في مكتبة الملك فهد الوطنية: دراسة وثائقية للدكتورة هدى بنت عبد الله العبد العالي بينت الدراسة أن حركة التجارة الدولية اعتمدت على الموانئ البحرية، خاصة موانئ البحر الأحمر لفترة طويلة من الزمن بسبب الأحوال غير المستقرة للطرق البرية، وقد ازدهرت حركة الملاحة التجارية في موانئ البحر الأحمر خلال العصور الإسلامية وحتى عصرنا الحاضر، وظل البحر الأحمر شريان التجارة الدولية لفترة طويلة، وقد كان من أهمية موانئ البحر الأحمر أن أدى ذلك إلى تنافس الدول الأوروبية في السيطرة على المنطقة، وتأثر اقتصاديات دول المنطقة نتيجة الاحتكار في النشاط التجاري البحري.

الأكثر قراءة