الهلال .. بيع العقود بالخسارة
بدأت الأندية السعودية في المواسم الأخيرة الاعتماد على شراء عقود اللاعبين الأجانب، والتحكم في بطاقتهم من حيث البيع أو الإعارة بعد الوصول إلى القناعة بعدم الحاجة الفنية إلى استمرارهم، وهو خيار يهدف إلى إنعاش الجانب الاستثماري في عقودهم خاصة الذين يحملون اسماً كبيراً.
#2#
وبرز في هذا الجانب نادي الهلال الذي استفاد وبمبالغ عالية من بيع عقود بعض اللاعبين، على رأسهم اللاعب البرازيلي تياجو نيفيز الذي تم بيعه قبل موسمين بنحو ضعف السعر الذي حضر به، وهو الأمر الذي تكرر مع اللاعب الروماني رادوي بعد بيع عقده للعين الإماراتي.
الأمر تغير في الفترة الأخيرة وبدأ الهلال يبيع لاعبيه بخسائر كبيرة، وهو الأمر الذي عزاه البعض إلى ضعف الأسماء التي جلبها أخيرا، إضافة إلى أن الضائقة المالية للأندية السعودية كانت سبباً في ذلك، خصوصاً أن نظام لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم يجبر الأندية على المخالصات المالية، من أجل تسجيل اللاعبين المحليين والأجانب الجدد في كل فترة احترافية.
من جانبه، شدد طارق الضويحي الباحث الاقتصادي على أن نجاح الهلال في استثمار عقود اللاعبين كان خطوة كبيرة في عالم الاحتراف، وقال: "كان الهلال يعتمد على التعاقد مع لاعبين على مستوى عال وبأسعار خيالية، لأنه يعلم يقيناً أن في لحظة سيتم بيع عقد اللاعب بمبلغ أعلى أو بنفس المبلغ في أسوأ تقدير، وكان الأمر إيجابياً للغاية في العديد من الحالات لأن هذه الخطوة تقوم بها أندية مختلفة على مستوى العالم، ومن الممكن استخدام هذا الجانب في دعم خزينة النادي بمبالغ كبيرة تسير العديد من الأمور".
وزاد: "في الفترة الأخيرة جاءت تعاقدات الهلال دون الطموح ولم تنجح مع الفريق حتى يتم بيع العقد بمبلغ يدر دخلاً كبيراً على النادي، أبرزهم السنغالي عبد القادر مانجان والكولمبي بوليفار الذين كانوا عبئاً على الفريق، لكن الأمر مختلف مع المغربي يوسف العربي والكوري بيونج سو والمغربي عادل هرماش والكاميروني آيمانا، لأن هؤلاء اللاعبين كانوا يملكون أسماء قادرة على جلب العروض حتى لو لم يظهروا بمستواهم المعروف مع الفريق، أما في قضية البرازيلي ويسلي وغيره من اللاعبين في الأندية الأخرى فإنها بسبب النظام الذي يتبعه الاتحاد السعودي لكرة القدم".
وحول تحميله نظام اتحاد كرة القدم السبب وراء ذلك، قال: "المشكلة في نظام لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين في الاتحاد السعودي للعبة، لأنها تجبر الأندية على توقيع المخالصات المالية مع اللاعبين الأجانب في حال عدم الرغبة في استمرارهم، وهو قرار جيد من باب عدم تحميل النادي أعباء مالية متراكمة، لكنها تضع اللاعب الأجنبي أقوى من النادي لأنه مجبر على توقيع مخالصة مالية أو لن يتم تسجيل أي لاعب جديد".
وأضاف: "مشكلة اللاعب البرازيلي ويسلي أنه اتفق مع أحد الأندية الرومانية على توقيع العقد بعد الحصول على المخالصة من الهلال، رغم بقاء موسم كامل في عقد اللاعب، وذلك وفقاً لما تم تداوله إعلامياً في الصحف المحلية والرومانية، وهذا إجراء غير احترافي من اللاعب لأنه يريد استغلال نظام الاتحاد السعودي لصالحه، والهلال يريد أن يبيع عقده، خصوصاً أنه يملك عددا من العروض الخليجية التي رفضها اللاعب، ما أجبر الطرفان على الترافع للاتحاد الدولي لكرة القدم".
وختم بقوله: "ما تقوم به إدارة الهلال من الاستثمار في عقود اللاعبين الأجانب خطوة مميزة وجريئة، لكنها تحتاج إلى أمرين رئيسين يجب وضعهما في الاعتبار لكل ناد يريد العمل على هذا الجانب، وهو اختيار اللاعب المميز الذي يملك اسماً كبيراً ومسيرة حافلة مع أندية معروفة، والأمر الآخر أن يتم إيجاد حل بديل عن المخالصات المالية التي تشكل تهديداً مباشراً للأندية".