«صنع في المدينة» أبرز نقاشات منتدى «الاستثمار»

«صنع في المدينة» أبرز نقاشات منتدى «الاستثمار»

سيكون النقاش حول شعار "صنع في المدينة المنورة" هو أساس المنتدى الاستثماري المرتقب الأول من نوعه في المدينة المنورة، وسيتحرر المتحاورون من عقدة اللغة "الخشبية" التي ما انفكت تؤكد على أهمية الشعارات دون الخوض حقيقة في أسباب ودوافع تحقيق هذا الشعار ليكون واقعاً ملموساً يلقي بظلاله على اقتصاد المدينة النبوية ويفتح الأبواب لمئات الوظائف الدائمة لشبانها.
جولة صغيرة في أسواق المدينة وأبرز مناطقها السياحية الجاذبة قبل يوم أو يومين من انعقاد الملتقى، ستكشف حجم الهوة بين هذا الشعار "صنع في المدينة" وبين الواقع على الأرض، حيث آلاف المنتجات التي يقبل عليها الزوار والسياح لا تعرف من المدينة التي تهوي إليها قلوب الملايين سوى الصناديق التي جلبت بها من دول المصدر، خصوصا دول شرق آسيا.
وضمن فعاليات أعمال منتدى المدينة للاستثمار لليوم الأول يتم مجدداً طرح فكرة (صنع المدينة) من خلال حلقة نقاش يتحدث فيها نخبة من المهتمين من داخل وخارج المملكة على رأسهم نبيل ملا أمين عام هيئة التقييس لدول مجلس التعاون الخليجي وكل من الدكتور حسن الملا المستشار القانوني والدكتور مساعد الأحمد سفير جامعة هارفرد بالشرق الأوسط ورئيس وحدة تنفيذ السياسات بإمارة منطقة المدينة المنورة أحمد المحايري، بالإضافة إلى رئيس لجنة الصناعة وتقنيات المعرفة بغرفة المدينة المهندس فريد الميمني.
ويشير علي عواري أمين عام غرفة المدينة، والمنسق العام لمنتدى المدينة الاستثماري 1435هـ إلى أن فكرة حلقة النقاش التي يديرها رئيس مجلس إدارة غرفة المدينة المنورة الدكتور محمد الخطراوي ترتكز على بناء مفهوم تجاري وصياغة بصمة خاصة بالمدينة المنورة تؤطر المنتجات المصنوعة والمنتجة كافة في المدينة المنورة، استناداً إلى ثقة الناس وأشواقهم لهذه المنطقة المباركة وبناء أسس قانونية وإطار للجودة والمصداقية بهذه العلامة (صنع المدينة) انطلاقا من المكانة المميزة للمدينة المنورة في قلوب المسلمين في أرجاء المعمورة كافة، وهذه المكانة تجعلها محط قبول وترحيب واسع ومصداقية عالية، ومن المثمر تحويلها إلى قيمة مادية ملموسة، ومن هنا انبثقت فكرة إنتاج منتجات تحمل اسم المدينة المنورة تتمتع بمواصفات ومعايير عالية معززة بالقيمة المعنوية لمدينة المصطفى الكريم عليه الصلاة والتسليم.
ويرى مختصون في هذا المجال أن هناك عددا من الخطوات الإستراتيجية لا بد من القيام بها مثل ضرورة تطوير منطقة استثمارات حرة نفوذها التجارة والصناعات التحويلية وربط علامة صنع بالمدينة بالسلع التي تنتج بالمدينة أو السلع التي تستوفي معايير المدينة، وكان الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية قد خاطب رجال وسيدات الأعمال في المدينة المنورة خلال محاضرة تحت عنوان "المدينة المنورة بين الحاضر والماضي" ضمن احتفالية المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013م قائلاً: "لعلكم تتفقون معي على أن الأعداد الكبيرة التي يتوقع أن تأتي لزيارة المدينة المنورة خلال العقود القادمة "30 مليون زائر حتى عام 1444هـ"، يتطلعون جميعهم إلى شراء هدايا يكون لها وقعها الخاص في نفوس من يتم تقديمها لهم في بلدانهم، أو أنهم يتطلعون إلى اقتنائها لتذكرهم بزيارتهم لهذه المدينة المباركة".
ولفت رئيس البنك الإسلامي حينها بالقول: "لا يجوز بتاتا، واسمحوا لي أن أستخدم العبارة التالية (أنه من المخجل) أن نقدِّم لهم أشياء مصنوعة في الصين وتايوان وخلافها، يجب أن نقدم لهم هدايا تذكرهم دوماً بزيارتهم لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ممهورة بـعبارة "صنع في المدينة المنورة".
وختم محمد علي تلك المحاضرة البارزة بالقول: "لذا فإنني أتوجه إلى رجال الأعمال والمستثمرين في جميع أنحاء المملكة للتخطيط للاستثمار في المدينة المنورة، ودعم جهود التنمية الصناعية فيها، وعلى الأخص الصناعات التقليدية، ولاسيما تلك التي تتلاءم مع سيدات الأعمال بما في ذلك الصناعات المنزلية، والتعرف على احتياجات الزائرين مع الأخذ في الاعتبار الأعداد الكبيرة لأولئك الزائرين ومستواهم الثقافي والعلمي في العقد المقبل - إن شاء الله".

الأكثر قراءة