"الإسكوا" تطلق مؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة
استضافت القمة الحكومية في اليوم الأول لانطلاق فعالياتها (أمس الإثنين) مؤتمراً صحفياً للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) أطلقت خلاله مؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة، الذي يقدم أداة دقيقة لقياس مستوى التقدم الالكتروني (الذكي) والتطوير في تقديم الخدمات الحكومية للجمهور.
شارك في المؤتمر محمد ناصر الغانم المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات في دولة الامارات العربية المتحدة، والدكتور حيدر فريحات مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمنظمة "الإسكوا"، بحضور عشرات الصحفيين وممثلي وسائل الاعلام العربية والعالمية، الذين وفدوا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتغطية فعاليات الدورة الثانية القمة الحكومية التي تعقد خلال الفترة من 10 – 12 فبراير الجاري.
وتهدف المنظمة من خلال إطلاق هذا المؤشر إلى قياس مستوى نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة، من خلال التركيز على مدى تطور تقديم الخدمات تطوير نوعيتها وجودة تقديمها وتحديد العوامل المؤثرة في رضا المتعاملين عند تقديم الخدمات الحكومية الذكية، كما يبرز الحاجة إلى مجموعة متكاملة من الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة ويشجع على تطويرها.
ويستخدم المؤشر أدلة دقيقة لتقييم تقديم الخدمات الإلكترونية الحكومية (الذكية) للجمهور من خلال قياس 24 مؤشر أداء رئيسي تغطي 84 خدمة حكومية، 57 منها خدمات للأفراد و27 للمؤسسات تتراوح بين الصحة والتعليم والأسرة ومباشرة الأعمال. ويسمح بقياس دقيق للخدمات الحكومية الرقمية، ومن المقرر أن يجري تعميم المؤشر في عدد من بلدان الإسكوا في العام 2015، على أن يشمل جميع دول المنطقة في 2016، وبعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في العام 2018.
ورحب سعادة محمد ناصر الغانم المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات بمشاركة منظمة (الاسكوا) بفعاليات القمة الحكومية واختيارها لهذه المنصة العالمية لإطلاق مؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة عبرها هو تأكيد عالمي على أهمية القمة وانسجام أهدافها مع أهداف الإسكوا في العمل على الارتقاء بالخدمات الحكومية في العالم ما يعود بالفائدة على المتعاملين مع الجهات الحكومية.
وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص بشكل دائم على التعاون مع جميع المنظمات الدولية التي تعمل على تطوير الخدمات الحكومية بما يتناسب مع احتياجات المتعاملين، حيث أطلقت خلال القمة الحكومية الاولى مبادرة الحكومة الذكية، التي تستشرف المستقبل وتصل الى المتعاملين اينما كانوا وفي أي وقت عبر هواتفهم المحمولة لتقدم لهم خدماتها، وهي بذلك تلتقي مع أهداف منظمة الأسكوا في تحسين الخدمات وتطويرها إلى خدمات ذكية باستخدام التقنيات الحديثة كوسيلة فعالة لتقديم الخدمات الحكومية بشكل مبتكر وفريد.
وأكد الدكتور حيدر فريحات مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالإسكوا، أن الدول العربية تعمل وتبذل ما بوسعها لتقديم أفضل الخدمات لمواطنيها، حيث تزايدت أهمية تقديم تلك الخدمات الحكومية إلكترونياً لرفع كفاءتها وضمان وصولها إلى شريحة أوسع من الأفراد.
وأضاف: "تتعدد قنوات ووسائل تقديم الخدمات وقد أصبح بعضها متاحاً على شبكة الانترنت، وامتدت لتنتقل عبر الهواتف النقالة لإتاحة هذه الخدمات بطريقة مبتكرة وسهلة الاستخدام، ما يعكس ضرورة متابعة التقدم المحرز في الدول العربية، وفي العالم عموماً، بوسيلة فعالة لقياس مدى نضوج تلك الخدمات، ورصد تطورها في مختلف القطاعات الحكومية الخدمية".
وأوضح أن الإسكوا حققت خطوة أساسية في إطلاق مؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة على أساس تصميم مرن وتنفيذ مخطط من الناحية العملية، غير أن المؤشر ونجاحه يعتمد على مشاركة البلدان وتقديمها معلومات صحيحة وتضمينها المؤشر في مقاييسها الخاصة وإجراءات صنع القرار، لذلك تدعو (الإسكوا) جميع البلدان إلى دعم هذا البرنامج الرئيسي لتمهيد الطريق للمرحلة التالية من تحديث الخدمات الحكومية في العالم العرب وخارجه.
وأوضح أن الاسكوا، ممثلة بإدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تتطلع إلى تكريس التعاون الإقليمي بين الدول العربية، وإلى الوصول إلى ما يفي بتطلعات تلك الدول من حيث تقديم أفضل الخدمات الحكومية لجميع الأفراد، كما انها تنتهز هذه المناسبة لتشكر منظّمي القمة الحكومية في دولة الإمارات على كافة التسهيلات ووسائل الدعم المقدّمة لإنجاح هذا الحدث.
ويأتي المؤشر استجابة لطلب الحكومات التي أصبحت تواجه توقعات كبيرة في سعيها إلى تقديم خدمات ذات جودة للمواطنين ومؤسسات الأعمال في عصر بات كل شيء فيه يتجه نحو الرقمية وارتفع سقف طموحات الشعوب لإنجاز المعاملات مع حكوماتها بشكل ملائم وخالٍ من التعقيدات شبيه بطريقة إنجاز المعاملات مع خدمات المصارف والقطاع الخاص عموماً.
واستجابة لهذا التوجه في تسعى الحكومات حول العالم لتقديم خدمات حكومية الكترونية وتنفق مبالغ طائلة على برامج التحول الرقمي الواسعة النطاق، ودفعت هذه البرامج لتطوير عوامل ممكنة رئيسية على غرار البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقدرات البشرية لضمان امتلاك الحكومات القدرات المناسبة لتنفيذ آخر التكنولوجيات وتشغيلها.
وأشار إلى أن تطور الوسائط الذكية تحتم على الحكومات التجاوب المستمر لمواكبة هذا التطور، فظهور وسائل الإعلام الاجتماعي وسواها من التكنولوجيات يشكل تحدياً مستمرأً بالنسبة إلى الحكومات، وتحتم التكنولوجيات الجديدة الناشئة توظيف استثمارات كبيرة لتطوير الخدمات الحكومية بطريقة فاعلة وتحقيق رضا المتعاملين.
وأوضح أن العديد من المنظمات قد طورت مقاييس لتحديد كيفية مواجهة التحديات المستقبلية، وقياس المؤشرات والتقارير الناتجة النضوج الرقمي للبلدان وحكوماتها عبر تطوير البنية التحتية، والخدمات الإلكترونية والخدمات الذكية.
يهدف المؤشر إلى تحسين نوعية الخدمات ودعم ودعم تطويرها، وتحديد العوامل المؤثرة في رضا المتعاملين عند تقديم الخدمات الحكومية الذكية، ويتم قياس مؤشر نضوج الخدمات في ثلاثة مجالات تتمثل في توفر الخدمة وتطورها عبر البوابة الإلكترونية أومن خلال تطبيقات الجوال، وما مدى تطور هذه الخدمات الرقمية، وإلى أي مدى يمكن ولوج بيانات الحكومة من خلال هذه القنوات.
وتتضمن المقاييس الخاصة بالمؤشر مستوى تحول الخدمات الى خدمات ذكية عبر البوابة الإلكترونية أو الجوال وإمكانية الدخول لكل خطوة في عملية سهلة ومريحة، والمستوى الذي يتيح للمستخدمين تكييف التجربة الرقمية مع احتياجاتهم الشخصية، واستخدام الخدمة ومامدى استخدام هذه الخدمات الرقمية ومامدى رضا المواطنين حيال التجربة.
وتتضمن المقاييس أيضاً مستويات الاستخدام عبر البوابة الإلكترونية والجوال للخدمات الرقمية ذات الأولوية، ورضا المستخدمين حيال هذه الخدمات الرقمية على أساس مراجعات المستخدمين وعدد الشكاوى، وما الذي فعلته الحكومات لتوعية المواطنين بالخدمات الذكية وكيف دعمت مواطنيها في استخدام هذه الخدمات.