1.12 تريليون ريال استثمارات قطاع البناء والإنشاء في السعودية بحلول 2016
توقع مستثمرون سعوديون مختصون في قطاع البناء والتشييد، أن يرتفع حجم القطاع في السعودية من 750 مليار ريال إلى 1.12 تريليون بحلول عام 2016, في حال شهدت السوق السعودية دخول شركات متخصصة خليجية وعربية للمساهمة في تنفيذ المشاريع العملاقة التي تطرحها الدول بشكل سنوي.
وأكدوا توافر جميع المواد المطلوبة في السوق السعودية من حديد, وأسمنت, وخزانات المياه, والأبواب والشبابيك الخاصة في عمليات البناء والإنشاء حتى عام 2020, مضيفين أن أكثر من 60 في المائة من المواد الأساسية المطلوبة في عمليات البناء متوافرة بسهولة في السوق السعودية بصناعة وطنية، باستثناء بعض المواد الصحية والكهربائية.
وقالوا إن القطاع يعد من أكثر القطاعات الاستثمارية رواجاً، ويشكل مستودعاً للفرص الوظيفية والاستثمارية وأكثرها مساهمة في الناتج الإجمالي بعد قطاع النفط, حيث بلغت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2012م نحو 16.5 في المائة مقارنة بنسبة نمو القطاع الخاص 11.5 في المائة، وبلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 8.6 في المائة، مضيفين أن حجم قطاع الإنشاءات في السعودية يتجاوز حالياً حاجز الـ200 مليار دولار. وتوقعوا أن يصل حجم قطاع الإنشاء والبناء إلى 300 مليار دولار في عام 2016، خاصة أن القطاع يستحوذ على أهمية متزايدة في الآونة الأخيرة نظراً لارتفاع الطلب وارتفاع عدد وحجم المشاريع الجاري تنفيذها, مبينين أن المشاريع العملاقة التي طرحتها الدولة في الميزانية الأخيرة ستنعش السوق من جديد, مبدين تخوفهم من عدم قدرة الشركات الوطنية من تنفيذ تلك المشاريع بسبب قلة الأيدي العاملة وتكدس الكثير من المشاريع السابقة التي لم تنجز حتى الآن، بسبب بعض العراقيل التي حملوا فيها المقاولين والجهات الحكومية وبعض القطاعات الأخرى ذات الصلة.
وقال علي فهمي المدير الإقليمي لشركة الزامل للصناعة في الشرقية، والمشاركة في معرض البناء والإنشاء بالدمام الذي يستمر حتى غد، إن السوق السعودية تتميز بوجود شركات وطنية متخصصة في الصناعة والبناء والإنشاء, وأسهمت بشكل كبير في تنفيذ العديد من المشاريع العقارية السكنية والتجارية.
وتوقع فهمي أن تشهد السوق دخول شركات خليجية وعربية السوق السعودية للتعزيز للشركات الوطنية في تنفيذ المشاريع الكبيرة مثل مشاريع وزارة الإسكان ومشاريع بعض الوزارات الحكومية الأخرى, متوقعاً دخول شركات قطرية وكويتية وإماراتية السوق عطفا على كثرة المشاريع وقلة الشركات الوطنية المنفذة لتلك المشاريع.
وقال أحمد الحسيني مدير مبيعات التسويق في مؤسسة الحسيني للتجارة إن هناك أكثر من 15 شركة وطنية متخصصة في صناعة خزانات البولي اثيلين, بالإضافة إلى أكثر من 90 شركة وطنية متخصصة في صناعة الخزانات الفيبر قلاس, مضيفا أن تلك المصانع قادرة على تغطية احتياج السوق السعودية من الخزانات بنسبة 80 في المائة.
وبين الحسيني أن قطاع البناء والإنشاء يعد من أهم القطاعات بعد النفط, وهذا القطاع في تزايد مستمر والطلب أكثر من العرض.
مشيرا إلى أن هناك مشكلة تواجه قطاع البناء والإنشاء تتمثل في قلة الأيدي الوطنية العاملة التي تكون السبب الرئيس في زيادة الإنتاج في حال توافرها رغم أن الشركات الوطنية ترصد مبالغ كبيرة للشباب السعودي إلا أن الشاب السعودي ما زالت تنقصه ثقافة العمل الميداني في مجال الصناعة, مضيفا أن المعارض المتخصصة تعتبر من أهم أسباب جذب الاستثمار العالمي للسوق الوطنية والتعريف بالمشاريع المحلية, خاصة أن المملكة تشهد طفرة تنموية كبيرة متنوعة, مما يشجع الشركات العالمية للدخول للسوق السعودية للاستثمار في مجال البناء والإنشاء والتطوير.
من جهته، شهد معرض البناء والإنشاء الذي انطلقت فعالياته أمس الأول في مقر شركة معارض الظهران الدولية بالدمام العديد من الندوات المصاحبة من قبل المتخصصين والمهتمين ناقشت محاور أوراق العمل للأكاديميين من كلية تصاميم البيئة وقسم العمارة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذين قدموا البرنامج العلمي للندوات أبرز التحديات التي تواجه التعليم المهني في قطاع التشييد والبناء، بالإضافة إلى بحث أهم التصاميم والحلول التي شهدها قطاع البناء والتشييد وأهم المشاريع القائمة في المنطقة فضلا عن تبادل الآراء والتجارب والخبرات والتطبيقات الخاصة في هذا القطاع.
كما شهد المعرض كل ما يتعلق بالمعدات الثقيلة والرافعات، إضافة إلى العروض المباشرة التي تشرح كيفية عمل المعدات سعيا لتحقيق عدة أهداف أهمها إبراز الدور الفاعل والتطور الحقيقي الذي يشهده القطاع في المملكة وتسليط الضوء على تطور الصناعة والتقنية المحلية في هذا المجال.