فلكيون يدربون الشباب على «الظواهر الكونية»
بعد انتشار شائعات مضللة حول المظاهر الفلكية عبر برامج التواصل الاجتماعي، يكثف عدد من الفلكيين دورات تدريبية موجهة للشباب والفتيات للتصدي لهذه الشائعات التي تضر بمفاهيم المجتمع وتنشر معلومات مغلوطة عن الفلك.
وقال لـ "الاقتصادية" توفيق الجصاص نائب رئيس جمعية الفلك في محافظة القطيف، إن "دور الجمعية يتمثل في التصدي للشائعات الفلكية التي تنتشر عبر وسائل التواصل كان آخرها أن القمر سيلتف حول الكعبة وستكون السماء بلون البحر في ظاهرة لا تتكرر إلا كل 100 ألف سنة وهي طبعاً معلومات غير صحيحة، لذا جاء أهمية نشر الوعي الفلكي بين الأفراد من خلال إقامة الدورات الفلكية المتنوعة التي يدخلها شريحة واسعة من أفراد المجتمع صغارا وكبارا ونساء ورجالا".
وأضاف أن الجمعية دأبت على استقبال الجمهور بمختلف شرائحه من مهتمين ومختصين وطلاب مدارس ومعاهد وعلماء الدين ومثقفين وأكاديميين وإعلاميين في زيارات ذات برنامج معد يبدأ بعرض فيلم فلكي وينتهي بالتعرف على السماء والنجوم والكواكب من خلال عدسة التلسكوب، لافتا إلى أنها تنشر الوعي الفلكي من خلال المشاركة في المهرجانات والفعاليات المتنوعة التي تقام في المنطقة، وذلك بعمل أركان فلكية يعرض فيها أدوات ومجسمات وصور فلكية، ويستخدم فيها التلسكوب ويجاب فيها عن استفسارات الزوار.
وتابع الجصاص: بلغ عدد الذين تدربوا في الدورات ما يزيد على 700 متدرب ومتدربة من كلا الجنسين وأسهم في تقديم هذه الدورات أكثر من عشرة من المدربين الفلكيين، كما أن الجمعية تسعى لرفع عدد الأرقام وزيادتها في السنين المقبلة من أجل أن ينشأ الجيل والأجيال القادمة بمعرفة جيدة عن الفلك والكون والسماء والتفكر في خلق الله. والبعد عن الشائعات، ومن الأنشطة والبرامج التي يجرى تنفيذها للتصدي للشائعات الفلكية هي إقامة دورات ومحاضرات وندوات تعريفية بالفلك وبرنامج رصد ومتابعة الأحداث والظواهر الفلكية وتصويرها. خصوصاً هلال بداية الشهر. وإصدار تقويم قمري سنوي يتضمن أهم أنشطة الجمعية وأهم الأحداث الفلكية.
وتنظيم زيارات للمدارس والجهات العلمية، والمشاركة في المؤتمرات والمعارض الفلكية التي تقام في الدول الخليجية والعربية، وتنظيم الزيارات إلى الهيئات والمراصد الفلكية، وتنظيم رحلات ومعسكرات فلكية، وكذلك الاستفادة العملية للصيادين قبل دخولهم البحر من خلال تحديد الاتجاهات ومعرفة مواعيد المد والجزر وفارق التوقيت وأشار الجصاص إلى أن لكثرة المقبلين الراغبين في الالتحاق بالدورات بلغ عدد الدورات التي تم تنفيذها 30 دورة فلكية.
من جانبها، بينت رباب القديحي أول مدربة فلكية تنال جائزة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية أنه للأسف لا يوجد للبنات تخصص علم الفلك إلا في جدة، ولا يمكن الالتحاق به إلا عن طريق دراسة البكالوريوس لتخصص الرياضيات أو الفيزياء ومن ثم يمكن الالتحاق بقسم الفلك وعلوم الفضاء في جامعة الملك عبد العزيز على الرغم من أن هذا التخصص يلقى إقبالا كبيراً في الآونة الأخيرة، خاصة مع تداول الناس للكثير من الشائعات الفلكية التي تنتشر عبر الواتساب إضافة إلى اهتمام الإعلام بالأخبار الفلكية وتزويد الناس بالمعلومات الصحيحة بدل التنبؤات الخاطئة التي قد تؤثر سلباً على المجتمع.