«أرامكو» تعتزم إنشاء أكبر محمية طبيعية في صحراء الربع الخالي
تعتزم إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية إنشاء أول محمية طبيعية في صحراء الربع الخالي تحت مسمى "منطقة التنوع الإحيائي" بمساحة 600 كيلو متر مربع وإعادة الحياة إليها.
وقال هشام المسيعيد مدير إدارة حماية البيئة ورئيس منتدى البترول والبيئة التقدمي 2014م المنعقد حالياً في محافظة الخبر أن أرامكو ستعمل على إعادة الغطاء النباتي والغزلان إلى ما كانت عليه في السابق، وإعادة بعض الأشجار التي كانت موجودة عن طريق إعادة زراعتها، إضافة إلى نشر عدد من الغزلان والمها العربي من أجل التكاثر وإعادة إحياء المنطقة التي انقرضت فيها الحياة الفطرية.
وأوضح أن أرامكو قامت بدراسة عن الحياة النباتية والإحيائية في المنطقة التي تنتشر فيها الرواسب الرملية بشكل واسع في المملكة، خاصة في مناطق الرف العربي حيث تغطي نحو ثلث أراضي المملكة.
وأضاف يقول: إن بحار الرمال الرئيسة في المملكة تشمل النفوذ في الجزء الشمالي، والدهناء في الجزء الأوسط الشرقي، والجفور في الجزء الشرقي, موضحاً أن أكبر المساحات الرملية بالمملكة هي تلك الموجودة في الربع الخالي، وتختلف الوحدات الرملية في التكوين، والشكل، واللون.
وأبان المختصون المشاركون في المنتدى أن الربع الخالي يكاد يكون خاليا من الحياة البشرية، وذلك بسبب درجة الحرارة العالية جداً هناك، وندر هطول الأمطار، وقلة الأراضي الصالحة للزراعة، وقلة المياه.
وأوضح هال ماكلور الخبير الجيولوجي أن الربع الخالي كان وادياً طمياً تكون خلال عصر الباليوسين خلال الـ 65 مليون سنة الماضية، وانحصرت فيه الكثبان الرملية التي تشكلت أثناء الفترات الجافة في نهاية عصر البليستوسين قبل مليوني سنة.
من جانبه أشار الجيولوجي جون ويتني عضو البعثة الجيولوجية الأمريكية إلى أن مناطق الكثبان الرملية في الربع الخالي ظهرت من نهاية عصر الميوسين قبل 25 مليون سنة وحتى عصر البليستوسين المتأخر، حيث تمثل منطقة الربع الخالي حوضاً رسوبياً يمتد في المنطقة الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية بين جبال الحجر في سلطنة عمان، إلى ظفار ومرتفعات حضرموت في الجنوب، وإلى جبال السروات وجبال طويق في الجنوب الغربي، والشمال - الشمال الغربي على التوالي.
وأكد هشام أن التحديات في مجال صناعة البترول والبتروكيماويات تزداد يوماً بعد يوم مع تزايد التقدم الذي تشهده صناعتنا وهو ما يحتم التجديد باستمرار, الأمر الذي لا يتحقق إلا من خلال الابتكار في كل ما نقوم به، لافتاً النظر إلى أن الدور يكمن من خلال إقامة المنتدى الذي يعد أداة مهمة في عملية التجديد ووسيلة للارتقاء بصناعتنا من خلال الابتكار والإبداع وحماية البيئة, ووسيلة للتغلب على التحديات التي لا تواجه صناعة النفط فحسب، بل مختلف الصناعات المتعلقة بها.
من جانبه، قال المهندس سمير الطبيب نائب رئيس أرامكو إنه من حق المجتمع النابض بالطاقة والحركة والفعالية أن يساعد بيئتنا الاجتماعية في الشركة على الازدهار في حماية البيئة الاجتماعية، مؤكداً أن أرامكو السعودية، إدراكا منها لأهمية ازدهار المجتمعات، منحت الأولوية لمساندة صحة البيئة والمجتمعات وسلامتها وانخراطها في العمل والبناء منذ نشأة الشركة قبل نحو 80 سنة.
وأشار الطبيب خلال المنتدى، إلى أن المملكة شهدت تطوراً اجتماعياً واقتصادياً مذهلاً في العقود الماضية، إلا أن مستقبل بيئاتها الاجتماعية يتطلب التركيز على البيئة والصحة واللياقة وتخفيض مستويات التلوث وتحسين العادات الغذائية وتشجيع النشاط البدني إلى جانب تعزيز سلامة الطرق السريعة وبرنامج السلامة المرورية يعمل على تخفيض الوفيات المرورية بتحسين هندسة الطرق وتثقيف السائقين وتشديد تطبيق القوانين وتحسين الاستجابة للحالات الطارئة.
من جانبه أشار زياد اللبان الرئيس التنفيذي لشركة صدارة في كلمته إلى أن الشركة تولي اهتماما بالبيئة والمجتمع من خلال الجهود التي تقوم بها في مشروعاتها كافة, منوهاً بأن الشركة تعد مشروعا فريداً من نوعه سيمكنها من تحقيق النجاح والنمو على مدى أجيال.
وقال إن نطاق مشروع صدارة وما تحتوي عليه من إمكانات هائلة، بما تضمه كل وحدة تصنيع من وحداتها الـ 26 مشروعًا كبيرًا في حد ذاتها وتعد واحدًا من أكبر مجمعات الكيماويات المتكاملة في العالم وأكبر مرفق من نوعه يتم بناؤه في مرحلة واحدة ويمثل بطبيعة الحال إضافة كبيرة إلى الصناعة البتروكيماوية في المملكة التي تمثل بالفعل عنصرًا رئيسًا في الصناعة العالمية.
من جهته، شدد المهندس حمود العتيبي، رئيس جمعية إدارة وتقنية البيئة ETMA على أهمية المنتدى الذي يعقد لأول مرة في المملكة، مبينا أن جذب اهتمام رواد البيئة في مجال البترول وصناعة البتروكيماويات سيحقق نتائج إيجابية في مجالات البترول والبيئة والخروج بحلول وتوصيات مفيدة.
وأفاد بأن المنتدى سيحقق هدفين رئيسين, الأول يتمثل في تقديم منتجات وتقنيات صديقة للبيئة ذات جودة عالية وبأقل التكاليف، والثاني تحقيق أفضل القيم المضافة بما يتعلق بالجودة والإبداع والتطور المستدام.
وقال رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدكتور خالد العبد القادر أن البرنامج العلمي تم إعداده عن طريق لجنة فنية مكونة من توليفة من مختصي البيئة في مجال البترول بدعم من هيئات علمية وأكاديمية محلية وعالمية، وحرصوا على تغطية جميع الموضوعات الرئيسة في قطاعات النفط وصناعة البتروكيماويات, موضحاً أن أعمال المنتدى تناقش 15 محورا في مجال البيئة والبترول وصناعة البتروكيماويات, إضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف حول المواضيع البيئية الأكثر أهمية التي تواجهها صناعات النفط والبتروكيماويات.