وزير الداخلية: نصرة الأشقاء ستواصل جهودها برعاية القيادة ودعم الشعب
أكد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الإغاثية السعودية، أن الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية ستواصل جهودها برعاية قيادتها، ودعم ومؤازرة الشعب السعودي.
وقال وزير الداخلية، خلال رعايته، مساء أمس، بحضور الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمراء، حفل يوم التضامن مع الأطفال السوريين الذي وجه بإقامته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إن ما يعانيه أطفال الشعب السوري من أوضاع صعبة في ظل ظروف في غاية القسوة وحصار شديد وآلة حرب ظالمة يستوجب منا مد يد العون والمساعدة لهم والمساهمة في إنقاذ حياتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية.
وبدأ وزير الداخلية كلمته بالترحيب بالحضور، وقال: إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن أكون معكم في هذه المناسبة المباركة، مناسبة التضامن السعودي مع أطفال الشعب السوري الشقيق، وهي المناسبة التي وجه بإقامتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في إطار دعمه السخي ورعايته الكريمة ونصرته الأخوية لأبناء الشعب السوري، هؤلاء الأخوة الذين حلت بهم أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر، ويأتي هذا الملتقى وفق ما دأبت عليه المملكة العربية السعودية من مواقف إنسانية مشرفة يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتوجبها الأخوة الإنسانية، وتستدعيها ظروف واحتياجات من يحتاجون إلى العون والمساعدة من أبناء المجتمع الإنساني دون مفاضلة أو تميز.
#2#
وأردف: إن ما يعانيه أطفال الشعب السوري الشقيق من أوضاع صعبة في ظل ظروف في غاية القسوة وحصار شديد وآلة حرب ظالمة يستوجب منا مد يد العون والمساعدة لهم والمساهمة في إنقاذ حياتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية، وسوف تواصل الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية جهودها برعاية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، وبدعم ومؤازرة الشعب السعودي الكريم".
وحمد الله على ما تحقق لهذه الحملة من إنجازات، متطلعا إلى الأكثر، والأفضل- إن شاء الله- حتى يعود للشعب السوري أمنه واستقراره، وتتحقق بحول الله وقدرته تطلعاته وآماله.
وفي ختام كلمته قال وزير الداخلية: أشكر لكم حضوركم وتضامنكم مع أطفال الشعب السوري الشقيق كما هو معهود فيكم ومنكم، سائلا الله العلي القدير أن يجزل لكم الأجر والمثوبة إنه ولي ذلك والقادر عليه".
وكان أمير منطقة الرياض، ووزير الداخلية لدى وصولهما مقر الحفل في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، قد افتتحا معرض اللجان والحملات الإغاثية السعودية، حيث تجول الجميع في المعرض واطلعوا في بداية الجولة على جناح "الوفاء لأهل العطاء" الذي خصص لإبراز جهود الأمير نايف بن عبد العزيز- رحمه الله- في العمل الإنساني والإغاثي والخيري، والجوائز العالمية التي منحت له- رحمه الله، منها جائزة المانح المتميز المقدمة من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
#3#
كما شاهد الجميع في المعرض أجنحة لجان الحملات الإغاثية السعودية في عدد من دول العالم التي أبرزت أعمال وبرامج ومشروعات اللجان في تلك الدول، شملت المشروعات الإسكانية والمشروعات التنموية والبرامج والمشروعات التعليمية ومشروعات إعمار بيوت الله والبرامج والمشروعات الصحية، والبرامج الإغاثية، إضافة إلى البرامج والمشروعات الاجتماعية، والمبالغ الإجمالية التي صرفت على تلك البرامج.
وشاهد الجميع كذلك مجسمات لمشروعات البرامج الإيوائية والإسكانية التي قدمتها اللجان الإغاثية السعودية في عدد من دول العالم.
عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وشاهد الجميع فيلما عن يوم التضامن مع الأطفال السوريين.
ثم ألقيت كلمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونسيف" ألقاها الدكتور إبراهيم الزيق المدير الإقليمي للمنظمة، قدم خلالها لمحة عامة عن الشراكة طويلة الأمد مع اللجان الإغاثية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقال الدكتور الزيق: إن اليونيسيف تتطلع الآن إلى إنشاء صندوق ائتمان باسم الأمير نايف بن عبد العزيز- رحمه الله- بمسمى صندوق الأمير نايف العالمي للأطفال، نظير جهوده في العمل الإنساني والإغاثي المشهود له في شتى بقاع العالم.
وأثنى على دعم المملكة المتواصل، وتعهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز بصفة شخصية بدعم برامج تسهم بشكل ملحوظ في إنقاذ حياة العديد من أطفال العالم، تأسياً بخطى والده الأمير نايف بن عبد العزيز- رحمه الله.
بعد ذلك قدم الدكتور إبراهيم الزيق باسم أطفال العالم درعًا لوزير الداخلية عرفانًا بدعمه ومؤازرته.
بعدها؛ ألقيت كلمة وزارة الشؤون الاجتماعية، ألقاها الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة، وزير الشؤون الاجتماعية بالنيابة، أوضح فيها أن وزارة الشؤون الاجتماعية تدرك تماماً حجم الجهود المبذولة من المملكة قيادة وشعباً لإغاثة الأشقاء السوريين، وتشعر بفخر واعتزاز تجاه هذا الموقف النبيل الذي يتناسب مع الدور الريادي للمملكة وتصدرها للعمل الإنساني على مستوى دول العالم.
وقال: إن من تمام فضل الله علينا أن جعلنا أبناء وطن كريم استمد بنيانه من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وأنعم علينا بقادة اتخذوا كتاب الله شرعا ومنهجا، وتحملوا أعباء الأمة وهمومها مقتنعين بأن من واجبات المملكة أن تتفاعل بكل إمكاناتها وطاقاتها مع أغلب القضايا التي تهم الأمة وتوظف مركزها وقوتها الدوليين لصالح الشعوب العربية والإسلامية.
إثر ذلك، ألقى الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية، كلمة أكد فيها أن البعدين العقدي والإنساني يحكمان أفعال المملكة قيادة وشعبًا، ليس فقط في الداخل، ولكن في الخارج، مؤكدًا أن ما يحل بالأمة، كارثة طبيعية كانت، أو بفعل البشر، إلا وتكون المملكة حاضرة تغيث المحتاج، وتساعد المنكوب أينما كان، انطلاقا من عقيدتها الإسلامية، وقيمها الإنسانية، وأخلاقها السامية، وهي بذلك لا تبتغي إلا رضا الله, ونصرة المنكوب, وإقالة عثرة المحتاج.
وأشار إلى أنه امتداد لعطاءات هذه الحملة المباركة، نتشرف الليلة بوجودكم في هذا الملتقى الإنساني .. لوحة تتوحد فيها المشاعر من مملكة الخير, وشعب العطاء للوقوف مع أمتنا في يوم التضامن مع الأطفال السوريين.
وأشار إلى أن هذا اليوم يأتي تواصلا للوقفة الإنسانية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين مع الأشقاء السوريين للتخفيف من أثر هذه الكارثة الإنسانية، حيث هناك مئات الآلاف من الأطفال السوريين يعيشون في أوضاع مأساوية، فقدوا فيها ذويهم وأصبحوا في وضع مأساوي خطير، يحتاجون فيه إلى الرعاية الغذائية والطبية والاجتماعية والتعليمية.
عقب ذلك، ألقى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، كلمة أشار فيها إلى أن الإنفاق في هذا السبيل مخلوف إن شاء الله، وإعطاء شيء من الزكاة لهؤلاء أمر مطلوب؛ لأنه شعب منكوب شرد عن بلده، ويجب على المسلمين أن يقفوا صفا واحدا في سبيل دعم إخوانهم، وهذا أمر مطلوب شرعا، مؤكدا أن المسلم في بذله لا يرجو رضا الخلق، بل يرجو ما عند الله قال تعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا".
فالمؤمن يبذل ما يبذل لا يريد عرض الدنيا بل يريدها عند الله منزلة رفيعة يوم القيامة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
وقال المفتي: ليس هذا الموقف بغريب على المملكة، فالدولة تقدم المساعدات لكل مسلم وتعينه وتضمد الجراح وتنصر المسلم وتبذل المعروف له، وقال: "إن هذه البلاد التي أنعم الله عليها بنعم ليس لأحد عليها منّة، رأت بفضل الله عليها أن تجود بخير لا تمن به على أحد، بل تريد به وجه الله والدار الآخرة، قال تعالى: "ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَة أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ".