القدرة التنافسية للنصر 2014
في مقالة الأسبوع الماضي تحدثت عن الترجمة العربية لكلمة إنجليزية بمعنى القدرة التنافسية، وتم تحديد شروط وأُطر المنافسة العادلة وكيفية التعامل معها للوصول إلى أعلى فرص التنافس وتحقيق البطولات والنتائج المخطط لها.
أفضل مثال لكل ما ذُكر فى المقال السابق هو ما يحدث هذا الموسم في كرة القدم السعودية من قدرة كبيرة على التنافس وانفراد بالأفضلية لنادي النصر وارتفاع مستوى المنافسة ليصل لتحقيق الأرقام القياسية في عدد الانتصارات وقوة الدفاع والحراسة وعدد النقاط، وبالطبع عدد الجمهور الحاضر والمتابع والقادم من أنحاء الخليج لمشاهدة متصدر المنافسة، يقدم فنون اللعب ويسجل أعلى قدرة على المنافسة والاستمرار فيها بالشكل القوي.
لكن لنعد للموسمين السابقين حين نجد النصر يصل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أمام النادي الأهلى وخسر بأربعة أهداف مقابل هدف، ولكن النصر فى ذلك الموسم وصل إلى مستوى عالٍ من التنافسية ليصل إلى نهائي البطولة على الرغم من الخسارة، وفي الموسم السابق وصل النصر بقدرة تنافسية جيدة لنهائي كأس ولي العهد أمام الهلال وحتى الوصول لركلات الترجيح في قمة التنافس والحماس أيضاً على الرغم من الخسارة. ليأتي هذا الموسم ومع عدد من الانتدابات المميزة للاعبين والحصول على فريق مميز واحتياطي قوي، والوصول إلى تنافس قوي وصل إلى التنافس مع النصر نفسه في الأرقام القياسية، ولهذا الإنجاز عمل كبير كان من قبل الجميع في نادي النصر لاعبين وعاملين وإدارة وجماهير بالطبع الذين بشكل علمي وعملي استطاعوا الإبهار هذا الموسم بكل المعاني، كأننا نشاهد إحدى البطولات الأوروبية.
وللتركيز على بعض أصحاب الإنجاز ممن يتمتعون بميزة كبيرة ومهمة في نادي النصر جعلت النصر في هذا الموسم المنافس الأوحد والأقدر على الانتصار في جميع المراحل، حيث لا نلغي عامل الروح والحماس وقوة الشخصية التي يتمتع بها عدد من المنتمين لنادي النصر؛ ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر القائد الكبير حسين عبدالغني واللاعب المهم والخبير محمد نور، فقد انتقلت الروح التنافسية المهمة عند هاذين اللاعبين إلى باقي المجموعة النصراوية لتتكامل الروح وتصل إلى أعلى المستويات.
خلف هذا كله الأورجوياني خوسيه دانييل كارينيو الذي أظهرت العديد من اللقطات له كيفية تفاعله مع اللاعبين وتوجيهه لهم بقوة وحزم وبعصبية في بعض الأحيان، فهي مطلوبة في المدرب الكبير صاحب الحماس المتوقد والقادر على قيادة فريقه إلى الانتصارات، ومن لقطاته المشهورة تبديل الجيزاوي في مباراة الهلال في الدور الأول من الدوري، ولقطة التبديل الذي كان من المفترض أن يحدث لمحمد حسين بمحمد عيد في النهائي لكأس ولي العهد ورميه لقارورة الماء في محاولة لتوصيل وجهة نظره للاحتياط في فريقه.
المدرب صاحب الروح والقوي مطلب كبير للأندية ولنا فى أمثلة أوروبية مثل فيرجسون الملقب (مجفف الشعر) لأنه من كثرة صراخه على اللاعبين والهواء الخارج من فمه أصبح مثل لقبه أعلاه، مثال آخر جوزيه مورينهو وصراخه الدائم، جوارديولا وحماسه وصراخه الدائم على اللاعبين أيضاً، ومحلياً جاء كارينيو من بعد البارد ماتورانا فحدث الفارق الكبير في الروح والدعم المعنوي للاعبين، وهناك مدرب الأهلي البرتغالي فيتور بيريرا يبث حماساً كبيراً في اللاعبين، وعصبيته تنبع من حماسه ورغبته في الفوز، سينجح مع اللاعبين، مع إكسابهم الخبرة وقدرة التنافس أكثر وعودة المصابين والعنصر غير السعودي المؤثر.
وبالطبع للوصول لأكبر قدر من التنافس الذي وصل إليه نادي النصر لا بد من ذكر رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بن ناصر الذي منذ تسلمه للرئاسة النصراوية صرف الكثير من الجهد والمال، وصبر ليصل إلى هذا الفرح واستحق هذا الحب الكبير من جمهور النصر ومن جماهير الكرة السعودية.