الأزمة الأوكرانية: حلف الناتو يدعو إلى نشر مراقبين دوليين.. وبوتين يوافق على بدء حوار سياسي
اعلنت الحكومة الالمانية الاحد بعد اتصال هاتفي اجرته المستشارة انغيلا ميركل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الاخير وافق على اقتراح لميركل بتشكيل "مجموعة اتصال" بهدف البدء ب"حوار سياسي" في شأن اوكرانيا.
وقالت الحكومة في بيان ان "الرئيس بوتين وافق على اقتراح المستشارة بتشكيل فوري لبعثة تحقيق اضافة الى مجموعة اتصال يمكن ان تكون برئاسة منظمة الامن والتعاون في اوروبا للبدء بحوار سياسي".
من جهته دعا حلف شمال الاطلسي الاحد روسيا واوكرانيا الى السعي ل"حل سلمي" للازمة بينهما عبر "الحوار" و"نشر مراقبين دوليين"، بحسب ما اعلن الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن.
واوضح راسموسن ايضا ان الحلف ينوي التحاور مع روسيا عبر اداة التعاون بين الجانبين، اي مجلس الحلف الاطلسي وروسيا.
وقال مسؤول أمريكي كبير اليوم الأحد إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيسافر إلى العاصمة الأوكرانية كييف يوم الثلاثاء للتأكيد على دعم الولايات المتحدة السياسي والاقتصادي بعد استيلاء روسيا على منطقة القرم الأوكرانية.
وفي ذات السياق هدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الأحد بتوقيع عقوبات على روسيا ومنها عقوبات اقتصادية وحظر سفر بسبب التحركات الروسية في جمهورية القرم ذاتية الحكم والتابعة لأوكرانيا.
وفي مقابلة مع قناة (سي إن إن) الأمريكية ، قال كيري اليوم إن تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم "عمل عدواني لا يصدق" ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية.
وأوضح الوزير أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" ، وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن عقوبات محددة ، أجاب كيري بالقول "بالقطع".
وأضاف الوزير الأمريكي أن هناك "إمكانية واضحة" لمقاطعة اجتماع لمجموعة دول الثماني كان مقررا له أن يعقد في حزيران/يونيو المقبل في سوتشي بروسيا.
وتابع كيري حديثه قائلا إنه على روسيا أن تفهم أن هذا الأمر "جاد ونحن نعني أنه جاد للغاية".
في الوقت نفسه أشار كيري إلى أن روسيا لديها إمكانية اتخاذ خطوات صحيحة لنزع فتيل الأزمة وأكد أن بلاده على استعداد للتعاون إذا كان الأمر يتعلق بأخذ المخاوف والمصالح الروسية بشكل قانوني في عين الاعتبار.
من جهته اعلن قائد سلاح البحرية الاوكرانية الاميرال دنيس بيريزوفسكي الاحد ولاءه للسلطات الموالية للروس في شبه جزيرة القرم، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة اركان الاسطول الروسي في سيباستوبول.
وكان الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف عين الاميرال بيريزوفسكي الجمعة على راس سلاح البحرية الاوكرانية.
بدت اوكرانيا الاحد "على شفير الكارثة" واتهمت روسيا ب"اعلان الحرب" عليها مع فقدان سيطرتها سريعا على شبه جزيرة القرم، فيما واصلت الدول الغربية مساعيها لايجاد حل لاحد اخطر النزاعات مع موسكو.
وقال رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الاحد اثر توعد روسيا بالتدخل عسكريا في اراضي بلاده "اذا اراد الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين ان يكون الرئيس الذي بدأ حربا بين بلدين جارين وصديقين، فانه على وشك تحقيق هدفه. نحن على شفير كارثة".
واضاف متحدثا بالانكليزية لاسماع ندائه بوضوح للغرب "انه الانذار الاحمر. هذا ليس تهديدا انه في الواقع اعلان حرب على بلادي".
من جهته، كرر الرئيس الاوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف الاحد ان كييف تامل بالتوصل الى حل "سلمي" للازمة. لكن مسؤولا كبيرا اعلن تعبئة جنود الاحتياط الاوكرانيين بهدف ضمان "امن الاراضي وسلامتها".
وفي كييف، تجمع نحو خمسين الف شخص ظهر الاحد في ساحة الميدان وفق مراسل فرانس برس. وهتف هؤلاء مخاطبين روسيا "لن نستسلم"، فيما حمل بعضهم لافتات تحمل شعارات مناهضة للرئيس الروسي.
وقال ميروسلاف ستوروجنكو (27 عاما) رجل الاعمال المتحدر من منطقة كييف "نحن مستعدون للدفاع عن اوكرانيا بالسلاح".
وخاطب الرئيس الجورجي السابق الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي الحشد من على المنصة قائلا "لقد تدخل بوتين في بلادكم، هذا ليس دليل قوة بل دليل احتضار".
واثار توعد موسكو السبت بالتدخل عسكريا في اوكرانيا موجة رفض دولية.
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاحد قبيل بدء اجتماع ازمة لاعضاء الحلف في بروكسل "ما تقوم به روسيا في اوكرانيا ينتهك مبادىء شرعة الامم المتحدة. هذا الامر يهدد السلم والامن في اوروبا".
واضاف "على روسيا ان توقف انشطتها العسكرية وتهديداتها".
واعلنت دول اوروبية عدة استدعاء سفرائها في روسيا فيما علقت فرنسا وبريطانيا مشاركتهما في التحضيرات لقمة مجموعة الثماني المقررة في مدينة سوتشي الروسية في حزيران/يونيو.
وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا الاحد بانها قد تخسر عضويتها في مجموعة الدول الثماني للدول المتقدمة بسبب ارسالها قوات الى منطقة القرم، ملوحا بعقوبات اقتصادية بحقها.
بدوره، حذر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير موسكو الاحد من اي تدخل عسكري في اوكرانيا، وحملها مسؤولية اي انقسام جديد لاوروبا الذي اعتبر انه "لا يزال من الممكن تفاديه".
ودعا رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الاحد الغربيين الى ممارسة "ضغط حازم" على روسيا و"التشدد" في التعاطي مع تهديداتها لاوكرانيا.
وسيصل الى كييف الاحد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره اليوناني ايفانغيلوس فينيزيلوس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.
والسبت، طالبت الولايات المتحدة روسيا بان تسحب قواتها المنتشرة في شبه جزيرة القرم لئلا تتعرض لعزلة دولية.
وفي مكالمة هاتفية استمرت تسعين دقيقة، اكد الرئيس باراك اوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين انه انتهك القانون الدولي عبر نشره جنودا روسا في القرم بجنوب اوكرانيا، وحضه على التعبير في شكل سلمي امام سلطات كييف عن قلقه حيال كيفية التعامل مع الناطقين بالروسية في البلاد، وفق ما اعلن البيت الابيض في بيان.
وابلغ اوباما بوتين ان التحركات العسكرية الروسية هي "انتهاك واضح لسيادة اوكرانيا ووحدة اراضيها، ما يشكل تجاوزا للقانون الدولي وما يتضمنه من موجبات لروسيا بموجب شرعة الامم المتحدة "، مؤكدا ان "الولايات المتحدة تدين التدخل الروسي في الاراضي الاوكرانية".
واضاف الرئيس الاميركي ان "الولايات المتحدة تدعو روسيا الى خفض التوتر عبر سحب قواتها الى داخل قواعدها في القرم والامتناع عن اي تدخل في منطقة اخرى من اوكرانيا".
وابدى وزير الخارجية الاميركي جون كيري حزما اكبر، منتقدا "الاجتياح والاحتلال" الروسي لاوكرانيا، الامر الذي يهدد "السلام والامن" في المنطقة.
من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد الى القيام ب"وساطة" في اقرب وقت.
ولم ترد روسيا في شكل مباشر على هذه الاتهامات لكنها بدأت حربا اعلامية عبر دعوات اطلقتها وسائل الاعلام العامة الى الوحدة الوطنية في وجه "الفاشيين الذين استولوا على السلطة في كييف".
وبثت وكالات الانباء الروسية الاحد معلومات مفادها ان عددا كبيرا من الجنود الاوكرانيين في القرم فروا من وحداتهم التي باتت تدريجا تحت سيطرة قوات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا التي تعمل على توفير النظام في المنطقة. لكن هذه المعلومات غير الواضحة نفتها وزارة الدفاع الاوكرانية.
ولكن بدا الاحد ان التوتر يتصاعد في القرم بين الجانبين رغم عدم تسجيل اي مواجهات.
واعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية ان نحو الف مسلح يغلقون مدخل مقر وحدة لخفر السواحل الاوكرانيين في بيريفالني قرب سيمفيروبول، كبرى مدن القرم، وذلك بهدف اجبارهم على تسليم اسلحتهم.
وكان الرئيس الانتقالي تورتشينوف اوضح صباح الاحد ان ضابطا روسيا امهل الجنود الاوكرانيين في القرم "حتى الساعة 5,00 (3,00 ت غ)" الاحد لتسليم الاسلحة، لكنهم رفضوا ذلك.
وذكرت وسيلة اعلامية محلية ان نحو 400 عنصر من البحرية الاوكرانية كانوا محاصرين صباح الاحد داخل قاعدتهم في ميناء فيودوسيا الذي يبعد حوالى 200 كلم من العاصمة سيمفيروبول، وذلك من جانب جنود روس طالبوهم ايضا بالاستسلام.
وفي عاصمة القرم، كانت الشوارع المؤدية الى وسط المدينة مقطوعة فيما توارى المسلحون الذين كانوا استولوا على مبنى البرلمان الخميس، لكنهم بقوا قرب مبنى الحكومة المحلية الذي رفع عليه العلم الروسي.
وسعيا الى تهدئة الوضع في مناطق شرق اوكرانيا الناطقة بالروسية والتي شهدت السبت اضطرابات وتظاهرات، افادت وسائل الاعلام الاوكرانية ان الحكومة المركزية ستعلن تعيين رجلي الاعمال الاوكرانيين سيرغي تاروتا وايغور كولومويسكي حاكمين لمنطقتي دونيتسك ودنيبروبيتروفسك.
في المقابل، اعتقلت شرطة موسكو الاحد مئات الاشخاص اثناء مشاركتهم في تظاهرة مناوئة للتدخل العسكري في اوكرانيا، بحسب ما افادت جماعة حقوقية.
#2#
#3#
#4#
#5#
#6#
#7#
#8#
#9#
#10#