الأزمة الأوكرانية .. أوباما: تنظيم استفتاء حول انضمام القرم لروسيا سيمثل انتهاكا للقانون الدولي

الأزمة الأوكرانية .. أوباما: تنظيم استفتاء حول انضمام القرم لروسيا سيمثل انتهاكا للقانون الدولي

حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس من ان تنظيم استفتاء في القرم حول انضمام شبه الجزيرة الاوكرانية الى روسيا سيمثل انتهاكا للقانون الدولي وللسيادة الاوكرانية.
وقال اوباما في تصريح خصه للازمة في اوكرانيا ان الولايات المتحدة وحلفاءها متحدون في الوقوف ضد التوغل الروسي في الاراضي الاوكرانية، ولكنه اضاف ان حل هذه الازمة دبلوماسيا لا يزال ممكنا.

##الاتحاد الأوروبي يعلق المفاوضات مع روسيا ويهدد بفرض عقوبات
قال رئيس الاتحاد الأوربي هيرمان فان رومبوي أن الاتحاد قرر تعليق المفاوضات الخاصة بالتأشيرات والتعاون مع روسيا وسوف يبحث تجميد الاصول المالية وفرض حظر على السفر إذا لم تبدأ موسكو في التواصل مع السلطات الاوكرانية.

#أزمة أوكرانيا تتصاعد وبرلمان القرم يصوت لصالح الانضمام إلى روسيا

صوت برلمان القرم اليوم لصالح الانضمام إلى روسيا وحددت حكومة المنطقة المدعومة من موسكو موعدا للاستفتاء على القرار في غضون 10 أيام في تصعيد كبير للأزمة في أوكرانيا. ويأتي تسارع الأحداث المفاجئ بجعل القرم رسميا تحت الحكم الروسي بينما يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة طارئة بهدف إيجاد سبل للضغط على روسيا للتراجع عن موقفها. وتعيش أغلبية ناطقة بالروسية في القرم وسيطرت قوات روسية على المنطقة.
واتخذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطوات لمعاقبة المتورطين في تهديد سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا وأمر بتجميد أصولهم في الولايات المتحدة وحظر سفرهم إليها.

وأعلنت البحرية الأمريكية أن المدمرة تراكستون التي تحمل صواريخ موجهة في طريقها إلى البحر الأسود في إطار ما وصفته بأنه تدريب مقرر سلفا نافية أن يكون هذا استعراض للقوة.
وصوت برلمان القرم بالإجماع على "الانضمام الى روسيا الاتحادية."
وقال نائب رئيس وزراء القرم إن الاستفتاء على وضع المنطقة سيكون يوم 16 مارس آذار. وأضاف أن كل ممتلكات الدولة سيتم "تأميمها" وسيتم إقرار العملة الروسية الروبل كما ستعامل القوات الأوكرانية كقوة محتلة وتجبر على الاستسلام أو الرحيل.
وأثار الإعلان- الذي قال دبلوماسيون إنه لم يكن ليتم بدون موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- المخاوف في أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.
وهوت الأسهم الروسية وتفاقم ضعف الروبل بعد الاعلان. وقالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني إن المواجهة تضر بالجدارة الائتمانية لروسيا.

وقالت روسيا إنها ستسهل إصدار جوازات السفر للناطقين بالروسية ممن يعيشون في روسيا أو دول الاتحاد السوفيتي السابق. وكان بوتين قد أشار إلى خطر يهدد المواطنين الروس لتبرير العمل العسكري في جورجيا عام 2008 وأوكرانيا الآن.
وعوضا عن البحث عن سبيل دبلوماسي للخروج من الأزمة يبدو أن بوتين اختار خلق الحقائق على الأرض قبل أن يتفق الغرب على ما هو أكثر من الإجراءات الرمزية ضده.
ويعتزم زعماء الاتحاد الأوروبي تحذير روسيا وليس فرض عقوبات عليها بسبب تدخلها العسكري بعد أن رفضت موسكو جهودا دبلوماسية غربية لإقناعها بسحب قواتها من القرم وإعادتها إلى قواعها. ولم يتضح على الفور التأثير الذي يمكن أن تحدثه التحركات في القرم.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند للصحفيين لدى وصوله إلى القمة "سيكون هناك أقوى ضغط ممكن على روسيا للبدء في تهدئة التوتر وفي إطار الضغط هناك بالطبع لجوء للعقوبات في النهاية."

وقالت الحكومة الأوكرانية الجديدة إن الاستفتاء المزمع غير شرعي وفتحت تحقيقا جنائيا ضد رئيس وزراء القرم سيرجي اسكيونوف الذي عين في جلسة مغلقة لبرلمان المنطقة الأسبوع الماضي. ولا تعترف حكومة أوكرانيا بسلطة اسكيونوف ولا بسلطة البرلمان.
وقال مسؤول برلماني في القرم إن الناخبين سيجيبون على سؤالين هما "هل تؤيد انضمام القرم الى الاتحاد الروسي لتصبح من رعايا الاتحاد؟. والسؤال الثاني هو "هل تؤيد عودة دستور القرم لعام 1992 ؟"
وقال سيرجي تسيكوف نائب رئيس برلمان القرم للصحفيين أمام مبنى البرلمان في مدينة سيمفروبول الرئيسية "لو لم تكن هناك تهديدات مستمرة من السلطات الأوكرانية غير الشرعية الحالية لربما اتخذنا مسارا مختلفا."
وأضاف "أعتقد أنه كان ضما للقرم من قبل أوكرانيا إذا أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها. وبسبب هذه الأجواء وهذا الشعور اتخذنا قرار الانضمام إلى روسيا. أعتقد أننا سنشعر براحة أكبر بكثير هناك."

وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي رفض لقاء نظيره الأوكراني أمس الأربعاء محادثات مع نظيره الأمريكي جون كيري في روما.
والتقى كيري في وقت سابق بنظرائه في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا لمناقشة أزمة أوكرانيا وإبلاغهم باعتزام الولايات المتحدة معاقبة أفراد ومسؤولين.
وقال البيت الأبيض إن القرار "أداة مرنة ستسمح لنا بمعاقبة من يتورطون بشكل مباشر للغاية في زعزعة استقرار أوكرانيا بما في ذلك التدخل العسكري في القرم ولا يحول دون اتخاذ خطوات أخرى إذا تدهور الوضع."
لكن من غير المرجح أن تتخذ قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل إجراءات تتجاوز الإجراءات الرمزية ضد روسيا أكبر مورد للغاز لأوروبا لأن ألمانيا وبريطانيا لا ترغبان في هذا المسار.
وستركز قمة الاتحاد الأوروبي القصيرة وغير الرسمية غالبا على تقديم الدعم لحكومة أوكرانيا الجديدة الموالية للغرب ويمثلها في محادثات بروكسل رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك الذي سيحضر رغم أن كييف ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا مرشحة رسمية للحصول على العضوية.

وأعلنت المفوضية الأوروبية حزمة مساعدات بقيمة 11 مليار يورو (15 مليار دولار) لأوكرانيا خلال العامين المقبلين شريطة أن تتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي يستلزم إجراء إصلاحات صعبة مثل إلغاء دعم الغاز.
وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة سيدين على أقصى تقدير سيطرة روسيا على المنطقة المطلة على البحر الأسود في أوكرانيا وسيعلق المحادثات مع موسكو بشأن تخفيف القيود على التأشيرات والتعاون الاقتصادي وسيهدد باتخاذ إجراءات أخرى إذا لم يقبل بوتين عاجلا جهود الوساطة.
لكن من المتوقع أن قادة الاتحاد الأوروبي سيمتنعون عن اتخاذ خطوات أخرى على أمل حدوث انفراجة دبلوماسية لتخفيف حدة التوتر في أوكرانيا وخوفا من تبادل توجيه الضربات مع روسيا الشريكة الاقتصادية الرئيسية لأوروبا.

فقد أبرمت فرنسا اتفاقا لبيع سفن حربية لروسيا ولا تعتزم حتى الآن إلغاء الاتفاق كما استفادت البنوك في لندن من تيسير الاستثمارات الروسية وتستثمر الشركات الألمانية 22 مليار دولار في روسيا.
كانت الأزمة قد بدأت في نوفمبر تشرين الثاني عندما أدار الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش ظهره لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي بضغط من روسيا وقبل حزمة إنقاذ من موسكو تبلغ 15 مليار دولار. وأدت ثلاثة أشهر من الاحتجاجات في الشوارع إلى الإطاحة بيانوكوفيتش يوم 22 فبراير شباط.
ونددت موسكو بالأحداث وقالت إنها انقلاب غير شرعي ورفضت الاعتراف بالسلطات الأوكرانية الجديدة.
لكن روسيا أبقت الباب مواربا للدبلوماسية وفقا لشروطها وأعلنت اليوم الخميس عن اجتماع لكومنولث الدول المستقلة وهي الدول السوفيتية السابقة ومنها أوكرانيا في الرابع من ابريل نيسان وقالت إن اجتماعا بين دبلوماسيين من روسيا وأوكرانيا قد يعقد قبل ذلك.
وقال وزير الخارجية الروسي إن محاولات الدول الغربية اتخاذ إجراءات إزاء أزمة أوكرانيا من خلال منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي لا تساعد على التعاون والحوار.
ورفض لافروف بعد يوم من المحادثات الدبلوماسية الشاقة يوم الأربعاء إجراء محادثات مع وزير الخارجية الأوكراني الجديد أندري ديشيتسا إذ لا تعترف موسكو بالحكومة الجديدة في كييف.
وقال ردا على سؤال عما إذا كان سيجتمع مع وزير الخارجية الأوكراني الجديد "من يكون ذاك؟".

ولافروف ملتزم بنهج بوتين -الذي يسخر منه الغرب- بأن موسكو لا تسيطر على القوات التي لا تحمل شارة تدل على هويتها والتي سيطرت على شبه جزيرة القرم وتحاصر القوات الأوكرانية هناك ومن ثم لا تستطيع أن تصدر أوامر لهذه القوات بأن تعود إلى قواعدها.
ويقول دبلوماسيون غربيون إنه لا يزال هناك أمل في أن روسيا ستقبل فكرة تشكيل "مجموعة اتصال" تضم موسكو وكييف والولايات المتحدة والقوى الأوروبية سعيا إلى حل حالما يعرض لافروف الفكرة على بوتين بعد عودته إلى موسكو.
وجمد الاتحاد الأوروبي أصول الرئيس الأوكراني المعزول يانوكوفيتش و17 مسؤولا آخرين منهم رئيس الوزراء السابق ميكولا ازاروف للاشتباه في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وإساءة استغلال أموال الدولة.

روسيا روسيا
وفي تزامن عجيب سافر زيجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الاقتصاد إلى موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي وبوتين فيما كان زعماء الاتحاد الأوروبي مجتمعين في بروكسل.
وفي تعبير عن القلق مما قد تسببه الزيارة التي كانت مقررة منذ فترة طويلة من حرج لأنها تتم أثناء احتدام الأزمة الأوكرانية تخلى الوزير الألماني في اللحظة الأخيرة عن خطط اصطحاب رجال الصناعة الألمان معه. وألمانيا متهمة من بعض الدوائر بتبني موقف متساهل إزاء العقوبات في ضوء علاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع روسيا.
وخارج القرم بدا أن الرأي العام يتحول لصالح كييف في المدن الجنوبية والشرقية التي خرجت فيها مظاهرات كبيرة مؤيدة لروسيا.

وطردت الشرطة الأوكرانية متظاهرين مؤيدين لموسكو متحصنين في مبنى البرلمان في مدينة دونيتسك في شرق البلاد اليوم ورفعت العلم الأوكراني بدلا من العلم الروسي الذي كان مرفوعا على المبنى منذ الأحد الماضي.
والمظاهرات المؤيدة لكييف أكبر الآن من تلك المؤيدة لروسيا في دونيتسك مسقط رأس يانوكوفيتش.
وقال بوتين إن روسيا تحتفظ لنفسها بالحق في التدخل العسكري في مناطق أخرى في أوكرانيا تتعرض فيها المصالح الروسية أو المواطنين الروس للخطر.
وتخلت وزارة الخارجية الأمريكية عن المجاملات الدبلوماسية ونشرت "ورقة حقائق" بعنوان "خيال الرئيس بوتين: عشر مزاعم زائفة عن أوكرانيا."
وقالت وزارة الخارجية في الورقة "بينما تنسج روسيا رواية زائفة لتبرير تصرفاتها غير الشرعية في أوكرانيا لم ير العالم مثل هذا الخيال الرائع منذ أعمال (الأديب الروسي فيودور) دوستويفسكي

الأكثر قراءة