جدل ساخن حول حرق الكتب والمخطوطات العربية في غرناطة

جدل ساخن حول حرق الكتب والمخطوطات العربية في غرناطة

تحولت ندوة "المخطوطات العربية في إسبانيا" التي انطلقت أمس ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، إلى جدل ساخن حول حرق مخطوطات وكتب عربية في غرناطة قبل انتهاء حكم المسلمين في الأندلس قبل قرون.
وتحفظ خواكين بيريث توريبيا سفير إسبانيا لدى الرياض على ورقة الدكتور عبد الله عسيلان أستاذ المكتبات في فرع جامعة الإمام في المدينة المنورة، التي قدمها في الندوة، حيث أشار إلى أن الملوك الإسبان كانوا سببا رئيسا في فقدان الكثير من الكتب والمخطوطات العربية وحرقها على مدى القرون الماضية.
ودللت الورقة على ما شهدته ساحة باب الروضة في غرناطة عندما دخلتها قوات الملكة إيزابيلا وزوجها فرناندو وقاموا بحرق جميع الكتب والمخطوطات في المدينة عام 1492.
وقال لـ "الاقتصادية" خواكين بيريث السفير الإسباني إنه لو كان حديث المحاضر صحيحا 100 في المائة لما حصلنا على المخطوطات العربية التي هي عنوان هذه المحاضرة، حيث إن لدينا في إسبانيا آلاف من المخطوطات"، مشيراً إلى أنه بالفعل كان هناك حكام إسبان تخلصوا من بعض المخطوطات مثلما تخلص حكام عرب من مخطوطات بلدانهم التي كانت موجودة لديهم، موضحاً أن التاريخ الإسلامي كان حاضرا في إسبانيا مدة 700 عام، وحصل فقدان بعض المخطوطات بسبب بعض الصراعات التي حصلت عند توحيد الدولة، مبينا أنه عندما رحل العرب من إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر حينها لم تعتبر إسبانيا دولة، وإنما كانت عبارة عن عدة ممالك"، مضيفاً: "ومن محاسن الصدف أنه كان هناك بعض الحكام العرب في تلك الممالك قد ترافقوا مع الملوك الإسبان ضد أشقائهم العرب وهذا ما يذكره التاريخ وتحليله صعب جداً".
وقال الدكتور عبد الله عسيلان عميد المكتبات في جامعة الإمام وعضو هيئة التدريس في فرعها بالمدينة المنورة في ورقته التي قدمها للندوة إن الأمة العربية تملك من التراث في كل فن من الفنون والمعرفة والعلم مما لا يوجد مثيله لدى الأمم الأخرى، مشيراً إلى أنه من يتأمل حركة التدوين في التاريخ الإسلامي الحضاري سيقف على ضخامة ذلك التراث الذي ألفه نخبة من العلماء المسلمين، قائلاً: "لاشك أن الحضارة الأندلسية تناطحت مع الحضارة المشرقية واستفاد علماء الأندلس كثيراً من العلماء في المشرق، ومن يتأمل تلك الكتب التي ألفها علماء من المشرق وترجمها الأدباء الأندلسيون نجد أن هناك كماً هائلا من الكتب التي ترجمت لكسب معارف وعلوم الشرق".
وبين عسيلان أن العلماء المسلمين أثروا الحضارة الإسلامية في الأندلس بكتبهم ومؤلفاتهم، مشيراً إلى أنه مع ذلك كانت كتب المسلمين ومخطوطاتهم مضطهدة في فترة من الفترات، ومن يقرأ عن واقع المخطوطات والكتب في إسبانيا لا بد أن يمر ويسمع عن مخابئ المواطنين الإسبان الذين كانوا يخبئون الكتب العربية والمخطوطات في الجدران وفوق الأسقف أو تحت الأرضيات، لأن الحكام الإسبان وشرط التفتيش كانوا يعاقبون من يحتفظ بهذه الكتب أو المخطوطات العربية وتحرقها، مؤكداً أن الأندلسيين أصروا على اقتناء تلك الكتب وكانوا يخفونها في مخابئ عديدة، حيث وجدت تلك الكتب بعد حين من الزمان عندما تم هدم تلك المنازل.
وأشار عسيلان إلى أن أول عمل قامت به قوات الملكة إيزابيلا وزوجها فرناندو عند دخول غرناطة عام 1492 هو حرق المخطوطات العربية، حيث شهدت ساحة باب الروضة في غرناطة أكبر عملية لحرق الكتب العربية، ولكن الإسبان تنبهوا بعد ذلك إلى أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة جراء حرقهم الكتب فراحوا يتداركون ما بقي من المخطوطات للاحتفاظ بها.

الأكثر قراءة