الصريصري لـ"الاقتصادية" : الترسانات البحرية السعودية مناطق حرة لصناعة السفن
قال لـ "الاقتصادية" الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل إن الترسانات البحرية في موانئ السعودية تعتبر مناطق حرة، يتم فيها تنفيذ إجراءات ومتطلبات صناعة السفن.
وأضاف أن السعودية بفضل أنظمتها التجارية والاقتصادية والاستثمارية، وبفضل عدم وجود قيود على تحويل العمْلات الأجنبية؛ فإن ترساناتها تعتبر منطقة تجارة حرة، يستفيد المستثمرون من خدماتها في هذا المجال.
والترسانة البحرية هي حوض بحري لصناعة وترميم السفن. وتابع رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ في السعودية حديثه، بأن المؤسسة قدّمت جميع أشكال الدعم لتطوير صناعة السفن في المملكة؛ حيث تجلى هذا في الدعم المتواصل لشركة الزامل للخدمات البحرية، التي أثبتت قدرتها وكفاءتها في هذا المجال.
وأضاف: "تم تأجير قطعة أرض في ميناء الملك عبد العزيز في الدمام لصالح الشركة، وتمكنت من تصنيع قاطرات وزوارق بحرية، وتم بيع عدد منها لصالح المؤسسة وشركة أرامكو السعودية".
وأكد وزير النقل، أن المجال مفتوح أمام الشركات التي تمتلك قدرة مالية وتصنيعية وتقنية، من أجل الاستثمار في هذا المجال، "خاصة هذه الصناعات تجعل السعودية من الدول المنافسة" بين الدول العالمية، وتحقق "قيمة مضافة للاقتصاد الوطني". وقال لـ "الاقتصادية" المهندس سفيان الزامل، رئيس شركة الزامل للخدمات البحرية: إن صناعة السفن بحاجة إلى مزيد من الدعم، لتسريع تطورها، وذلك عبر معاملة الترسانة البحرية كمنطقة حرة داخل الميناء، مع وجود تشريعات جديدة تسهل إصدار تراخيص وشهادات السفن الجديدة، بما فيها تراخيص الأجهزة الملاحية واللاسلكية.
وأضاف أن شركة الزامل بدأت خطوات تمهيدية لافتتاح ترسانتها البحرية الجديدة في ميناء الدمام؛ "حيث تم تدشين سفينة من نوع "Rolls Royce Synchrolift" وتعويمها بنجاح كامل".
وتابع أن الترسانة الجديدة تم تصميمها لتستوعب إصلاح معظم سفن، وخدمة حقول البترول البحرية والسفن التجارية، واليخوت والسفن الحربية العاملة في الخليج، وبناء جميع أنواع السفن حتى وزن سبعة آلاف طن.
كما ستضاعف الترسانة الجديدة إمكانات الشركة، بإضافة تسعة أرصفة جافة، تستوعب بناء وإصلاح تسع سفن في وقت واحد؛ وفقا لقوله.
وقال الزامل: "رغم الإنجازات والنقلات المهمة التي تحققت في هذا المجال، إلا أن صناعة السفن في المملكة لا تزال في طورها الأول"، وأضاف أنه يتم الإعداد لمرحلة ثانية في هذه الصناعة، عبر إكمال إنشاء الترسانة البحرية لشركة الزامل، التي يتم بناؤها حالياً في ميناء الدمام، ويُتوقع افتتاحها في الشهور المقبلة.
وأضاف أن شركة الزامل تستثمر ثلاثة مليارات ريال في صناعة السفن، وأنه يُتوقع ارتفاع حجم الاستثمارات "في حال ما تم إقرار بناء ترسانة أخرى في ينبع". وعلى خلفية هذا الاستثمار، توقع نشوء صناعات صغيرة ومتوسطة لتصنيع تجهيزات السفن، مثل كبائن المعيشة، والأثاث، والمطابخ، والطلاء، والأبواب، ومواد العزل.
وتابع: "صناعة السفن (في السعودية) تمر بمرحلة التوسيع والترسيخ، وهى مُكْلفة وتحتاج إلى استثمارات كبيرة وطويلة الأجل، لشراء التصميمات والمعدات والخامات، مرورا بمراحل البناء والاختبارات، ثم التسليم النهائي".
وأوضح، أن الشركة في السنوات العشر الماضية، منذ إنشائها، تمكّنت من بناء وتسليم 45 سفينة متوسطة وصغيرة، أما بالنسبة إلى السفن الكبيرة، فتقوم الشركة حاليا باستكمال دراسة إنشاء ترسانة كبيرة على البحر الأحمر.
وذكر أن الشركة تتعاون حاليا مع القوات البحرية الملكية السعودية، وحرس الحدود، في دراسات ومفاوضات يُتوقع أن تسفر لاحقا عن صناعة العديد من السفن الحربية والحراسة الساحلية، بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة، من أجل نقل التكنولوجيا المتطورة.
وكشف أن "الزامل" فازت أخيرا في منافسة مع ترسانات عالمية، في بناء خمس سفن حراسة ساحلية لدولة الكويت.