مادة كيميائية تلوث بحر سيهات وتحول لونه لـ «الوردي»
في الوقت الذي تفاجأ فيه رواد كورنيش سيهات الممتد على ساحل الخليج العربي في المنطقة الشرقية بتحول لون مياه البحر إلى اللون الوردي الداكن مصحوباً بروائح كريهة، قال لـ "الاقتصادية" حسين القحطاني المتحدث الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة: "إن فريقا من الرئاسة عاين المنطقة وأخذ عينات من التربة والمياه وتم إرسالها إلى المختبر وسيتم الإعلان عن النتائج الأحد القادم".
واستغرب أهالي سيهات تحول مياه الكورنيش للون الوردي، فيما عمد بعضهم إلى منع أهله من ارتياد الكورنيش، خوفاً من أن تكون الرائحة المنبعثة تعود إلى مواد سامة وخطيرة على صحة الجسم أو تهدد الحياة.
وأكد حسين القحطاني أن تغير لون مياه البحر أو ما يعرف بـ "المد الأحمر" لشواطئ المنطقة الشرقية، يرجع عادة إلى كثرة الطحالب تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتابع: "إن المعطيات الأولية لتحول مياه البحر إلى اللون الوردي ناتجة عن تسرب لمادة كيميائية غير عضوية وذات رائحة كريهة، والمواد الكيميائية عادة تكون سامة وخطرة على المياه والحياة البحرية، لكن لم يتم رصد أي نفوق لكميات كبيرة أو لافتة للأسماك، كون التسرب بعيدا عن مناطق وجود الأسماك، ونحتاج إلى معرفة نوعية هذه المادة التي سربت عبر أنابيب الصرف الصحي كون المنطقة بها تصريف مياه المجاري ومن ثم معالجة المشكلة".
فيما قال جعفر المسكين المتحدث الإعلامي لبلدية محافظة القطيف إنه تم إرسال فريق من البلدية مكون من طبيبين بيطريين، وأخذ عينة من المياه الوردية اللون وإرسالها إلى مختبر الأمانة المركزي لفحصها والتأكد من مكوناتها؛ لكن من الفحص الأولي الذي أجراه البيطريان استبعدا أن تكون مادة بترولية لعدم احتوائها على زيوت ولا تسبب أي تحسس أو تهيج، ونحن في انتظار النتائج النهائية.
وتوقع جعفر الصفواني نائب رئيس جمعية الصيادين في القطيف أن يكون تسربا ناتجا من معامل المعالجة الثنائية الذي لم يعد يتعامل به عالمياً بسبب عدم استيعاب الكمية الكبيرة من مياه التصريف فتعالج 30 في المائة فقط من الكمية والباقي يصب في مياه البحر دون معالجة، بعد أن يضاف إليها نسبة كلور عالية، الأمر الذي قد يتسبب في تغيير لون المياه إلى الأحمر.
وأضاف أن محافظة القطيف سجلت وجود أعلى نسبة من المواد السامة والكيميائية في مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد بأمراض للبشر وللأحياء البحرية، مناشدا باستبدال معامل المعالجة الثنائية في المنطقة بأخرى ذات معالجة ثلاثية مطورة وحديثة حتى لا تتكرر مثل هذه الظواهر.