أزمة أوكرانيا تهوي بالأسواق الروسية والآسيوية .. وتصعد بأسعار الذهب

دفعت الأزمة الأوكرانية أسواق الأسهم في روسيا وآسيا إلى التراجع أمس، فيما فتحت بورصة وول ستريت الأمريكية تعاملاتها دون تغير يُذكر، وحقق الذهب أكبر مكسب أسبوعي في أربعة أسابيع بدعم من تراجع أسواق الأسهم، وارتفع خام برنت نحو 108 دولارات بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات من روسيا.
وهوت أمس أسواق الأسهم في روسيا، وارتفعت تكلفة التأمين على ديونها، في آخر يوم للتداول، وذلك قبل أن تجري السلطات الموالية لموسكو في القرم استفتاءً على انضمامها إلى روسيا؛ وهي خطوة ستؤدي -على الأرجح- إلى فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات بعد غد.
وسجّلت بورصة موسكو أمس، تراجعاً تجاوز 4 في المائة، وفقد مؤشرا بورصة موسكو "ميسيكس" و"آر تي إس" على التوالي 4.22 في المائة و4.58 في المائة. وبذلك انخفض المؤشران إلى مستوى لم يسجل منذ أيلول (سبتمبر) 2009م لمؤشر "ميسيكس"، ومنذ آب (أغسطس) 2009م لمؤشر "آر تي إس".
وأوضح مصرف ألفا في مذكرة، أن المستثمرين يسعون للتخلص من أسهمهم الروسية قبل الاستفتاء في القرم.
وهذه المخاوف، مقترنة بالمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أدت إلى تراجع في البورصات العالمية الأخرى. وهبط مؤشر "نيكّي" للأسهم اليابانية أمس 3.3 في المائة، مسجلاً أدنى مستوى في شهر.
وتكبد المؤشر أكبر خسارة أسبوعية في تسعة أشهر، بعدما حدّت المخاوف بشأن أوكرانيا، وتباطؤ النمو في الصين، من إقبال المستثمرين على المخاطرة، ودفعت الباحثين عن الملاذات الآمنة إلى الين.
وخسر "نيكّي" 488.32 نقطة، مغلقاً عند 14327.66 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 14 شباط (فبراير). وفقد المؤشر 6.2 في المائة خلال الأسبوع، وهي أكبر خسارة أسبوعية منذ حزيران (يونيو).
وأقبل المتعاملون على شراء الين أمس، لتتجه العملة اليابانية لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر مقابل الدولار. وهبط اليورو بعد سلسلة تصريحات لمسؤولي السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، بخصوص أسعار صرف العملة، القريبة من أعلى مستوياتها في عامين ونصف.
لكن الأسهم الأمريكية لم يطرأ عليها تغير يذكر عند الفتح أمس، بعد يوم من تسجيل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكبر انخفاض له منذ مطلع شباط (فبراير).
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم كبرى الشركات الأمريكية، 6.19 نقطة أو 0.04 في المائة، إلى 16115.08 نقطة.
وخسر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقاً 0.78 نقطة أو 0.04 في المائة، إلى 1845.56 نقطة، و"ناسداك" المجمع، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، 3.971 نقطة أو 0.09 في المائة، إلى 4256.449 نقطة.
وارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد في ستة أشهر أمس، متجاوزاً 1380 دولاراً للأوقية (الأونصة)، واتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي في أربعة أسابيع، بدعم من تراجع أسواق الأسهم بسبب أزمة أوكرانيا.
وارتفع المعدن النفيس أكثر من 2 في المائة في الأسبوع الماضي حتى الآن، محققاً سادس مكسب أسبوعي على التوالي.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت صوب 108 دولارات للبرميل أمس، بعدما أذكى تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا، المخاوف بخصوص إمدادات النفط الروسية، لكن الخام القياسي الأوروبي لا يزال في طريقه لتكبد خسائر للأسبوع الثالث على التوالي.
ودعم الصراع أسعار الخام العالمية في الأسابيع الماضية، حيث يخشى المستثمرون أن يؤدي إلى تعطيل الإمدادات من روسيا، أكبر منتج للنفط في العالم.