إغلاق المحال في الـ 9 ليلاً .. قرار عملي مطلوب وفوائده كثيرة
تباينت مواقف قراء "الاقتصادية" من القرار المرتقب بإغلاق المحال التجارية عند الساعة التاسعة من كل يوم، ففي الوقت الذي أيّد فيه قراء القرار على اعتبار أنه مدعاة للتخفيف من النمط الاستهلاكي للمجتمع السعودي، رأى آخرون أن القرار ربما يؤدي إلى خلل في عادات المجتمع الشرائية.
وجاءت تعليقات القراء على الخبر المنشور في الصحيفة أمس تحت عنوان "ترقب حذر من التجار لقرار إغلاق المحال في التاسعة ليلا".
ورأى القارئ أبو غادة أن القرار صائب، وكان يجب أن يتخذ منذ مدة طويلة لكسر العادات السيئة التي نمارسها نحن السكان والمتمثلة في تركز الحركة والزحام بعد صلاة العشاء وغالبا في وقت يعتبر متأخرا من الليل بعكس معظم دول العالم.
واعتبر القارئ محمد أن من يسعون لعرقلة القرار هم التجار نظير تقليل أرباحهم المتوقعة جراء التنظيم
وأكد قارئ رمز لنفسه بالحياد أن الخطوة ممتازة متى ما طبقت بحكمة وعلى الجميع.
وأشار القارئ ناصر أحمد إلى أن موعد إغلاق المحال سيوجد ثقافة شرائية جديدة وسوف يتغير موعد ذروة الشراء تبعا لذلك.
وقال القارئ عبدالإله "قرار فاشل وارتجالي وتقليد أعمى للغرب فقط" ونشرت "الاقتصادية" أمس أن أصحاب المحال التجارية سجلوا اعتراضهم على القرار المزمع صدوره من وزارة العمل والقاضي بإغلاق المحال التجارية ومحال التجزئة عند الساعة التاسعة مساءً كل يوم. واعتبر رجال الأعمال وملاك المحال التجارية أن القرار غير ملائم مع العادات الشرائية للسعوديين كون الذروة الشرائية تكمن بعد صلاة العشاء، بينما يرى المحللون الماليون والاقتصاديون أن القرار يقع ضمن التنظيمات الجديدة لسوق العمل التي تصب في مصلحة العمال وتأثيراته السلبية وقتية حتى يعتاد الناس على الأوقات الجديدة.
وأبدى لـ "الاقتصادية" مصدر من الغرفة التجارية، فضل عدم ذكر اسمه، رفضه للخطوة، معتبراً أن القرار متعجل وبحاجة إلى المزيد من الدراسة والتنظيم على أن يتبع بالعديد من التنظيمات المجدية للتجار ورجال الأعمال، منتقداً صدور القرارات دون الرجوع لأصحاب المحال على اعتبار أن القرار الصادر على جهة قد يؤثر على أخرى.
وعلل المصدر عدم ارتياحه للنهج الجديد بأن معظم الأسر السعودية لديها طرق معتادة في الشراء مربوطة على نحو مباشر بساعات رب الأسرة وارتباط الأفراد بأوقات عمل تحول دون التسوق نهارا.
من جانبه، قال محيي الدين حكمي نائب الأمين العام لغرفة جدة إن الغرفة التجارية في جدة بصفتها الرسمية تفضل أن تأخذ موقف الحياد من قرار إغلاق المحال الساعة التاسعة مساء, مشيرا إلى أنه لا بد أن تأخذ خصوصية جدة في الحسبان، حيث يتوافد إلى مدينة جدة العديد من الحجاج والمعتمرين والسياح وهي مدينة نشطة ومثل هذه القرارات تحتاج إلى الدراسة والتحليل من الخبراء، مطالباً بأن يدرس القرار بتعمق شديد من جميع النواحي.
من جهته، اعتبر حسن القاضي المحلل المالي والاقتصادي أن القرار الذي يتوقع صدوره قريبا من وزارة العمل يعد صائبا، ويدخل ضمن تنظيمات سوق العمل وإعادة بناء السوق وعملية تطوير وسيظهر المردود على المدى البعيد ويصب في مصلحة العمال السعوديين والأجانب ويمنحهم نوعا من الارتياح ووقتا لقضائه مع الأسرة، مبيناً أن تأثيره الاقتصادي على القوة الشرائية سيكون وقتيا ولشهر واحد، فيما يتعلق بانخفاض المبيعات، مشيراً إلى أن المجتمع يقبل التطور الإيجابي وسرعان ما سيعود الاستقرار وتوازن المبيعات وتتعدل السلوكيات الشرائية.