تجمع سنوي للأسر البديلة ودعمها اجتماعيا ونفسيا
قالت لـ "الاقتصادية" منيرة الربيعة مشرفة قسم الأسر البديلة في مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي في الرياض، "توجد خطة لإقامة تجمع سنوي للأسر المنتجة من الأسر البديلة، في خطوة تستهدف دعم تلك الأسر اجتماعيا ونفسيا وزيادة التقارب بينها، الأمر الذي يتيح للأطفال حياة مشابهة لحياة العائلات الحقيقية".
جاء ذلك خلال اللقاء الشهري للأسر البديلة، الذي كان له دور في تقوية العلاقة بين مكتب الإشراف وتلك الأسر، ومساعدتهم على التعامل مع الحالات التي لديهم، والتغلب على مشكلة إخبار الفتيات لأول مرة بأنهن لسن عائلاتهن الحقيقية وإكسابهن مهارات التعامل مع الصدمة الأولى لمعرفة الخبر، حيث إن من الحالات من ترغب في العودة إلى مركز الإشراف، ومنهن من تنعزل اجتماعيا وتقل قدرتها على التحصيل الدراسي.
واستعرضت الربيعة خلال اللقاء الذي ضم نحو 30 أسرة بديلة سبع قصص نجاح لفتيات من أسر بديلة، إنهن يخططن لجعل لقاء النجاح بشكل دوري، للتعريف بالنماذج الناجحة لفتيات تربين لدى أسر بديلة، وتعريف الآخرين بالنجاح الذي وصلن إليه، لبناء صورة ذهنية لدى الأسر والأطفال أن النجاح متاح وأن الماضي لا يؤثر في المستقبل.
وشددت على أن مكتب الإشراف يقوم بمتابعة الحالة الدراسية لكل حالة لديهن، حتى بعد انتقالهن إلى منازل الأسر البديلة، كما أنهن يقدمن المساعدة الدائمة لهن في حال رغبتهن في التوظيف أو استكمال الدراسة أو افتتاح مشروع خاص بهن.
من جهتها قالت سلمى إبراهيم إحدى فتيات الأسر البديلة التي تعمل إخصائية اجتماعية، "إنها تفكر في كتابة كتاب يحكي عنها وعن أخواتها"، مضيفة "إننا يجب ألا نخجل من الأمس وأن نقتنع بأنفسنا وقدرنا لنكون قادرين على النجاح، ونكون نماذج مضيئة في سماء الأيتام"، وأضافت "إن الأسر البديلة يجب أن تربي الأطفال التي تضمها لها مثلما تربي أولادها، وألا تبالغ في الدلع أو الخوف عليهم لأنهم أيتام أو لا أهل لهم، فالمسؤولية تقتضي أن تقوم الأسر بتربيتهم مثل أولادهم".
وحذرت هند عبد الله الحاصلة على بكالوريوس كيمياء مع مرتبة الشرف، الحالات المشابهة لحالتها من أن تعاني الحزن الشديد، ولا تفكر في أن الكون لا يتوقف لحزنها ولا لكونها تشعر بالألم، قائلة "إن جلد الذات والتفكير الدائم في كلمة لماذا أنا؟ لن يفيد، وإن وصفة النجاح تتلخص في الثقة بالله ثم ذواتهن فقط".
وتشير زهوة إبراهيم التي تعمل في التجارة وتصميم الأزياء، إلى أنها مثل بقية الفتيات المشابهات لحالتها، "كان من الصعب عليها تقبل الحقيقة في البداية"، معتبرة أن لحظة انكشاف الحقيقة هي أصعب لحظة تمر بحياة الأطفال، "ولكن عليهن أن يتجاوزنها سريعا وأن يثقن بأن الألم لن يغير شيئا، لكن إرادتهن في تحقيق النجاح وأن يكن مميزات هي التي تغير نظرة الناس لهن".
وأشارت أمل عبد الكريم التي تعمل إخصائية أشعة، إلى أن مشكلة غرابة الاسم وعدم وجود عائلة ستظل تلاحق الحالات التي تشبهها في الظروف، لكن الحزن والعزلة لن تحلها بل الإصرار على النجاح سواء في الدراسة أو العمل هو الذي سيجعل المجتمع يغير نظرة الشفقة إلى فخر وإعجاب، مضيفة أنها "تقابل كثيرا من نظرات الاستغراب في مقر عملها، لكن عليها تقبل الأمر والمضي في حياتها، ثم النجاح في ذلك وهو ما يسبب إعجاب كثيرين بنجاحها وتشجيعهم الدائم لها، حتى إنها تمكنت من تغيير سكن وحياة الأسرة البديلة لها للأفضل".