عبدالله فؤاد !!

حي " عبدالله فؤاد " يبدو مألوفاً لدى جميع ساكني و زائري مدينة الدمام و لكن قد تكون نسبة ضئيلة مِن من يعرف سيرة صاحب ذلك الحي و ما جرت عليه من أحداث مُحبطة حولها إلى مستقبل مشرق.

عبدالله بن عبدالعزيز بوبشيت ولد في بيت جدته بمدينة الدمام و لقب نفسه بإسم " عبدالله فؤاد " تيمناً بعمه الذي كان يعمل لدى إحدى الأسر في البحرين و كانت جميع عقوده و أملاكه تحمل ذلك الاسم.

أتفق عمه مع أحد الأمريكان الذين كانوا يعملون في شركة أرامكو على أن يخدمه عبدالله في منزله مقابل أن تعلمه زوجته اللغة الإنجليزية، كلفته الزوجة بغسيل الصحون و تنظيف المنزل و تقوم بتعليمه كلمات إنجليزية بعد الإنتهاء من أعماله حيث أستمر على ذلك الوضع قرابة أربعة أشهر ؛ بعد إنتهاء عقد الأمريكي في شركة أرامكو السعودية.

ألتحق " عبدالله فؤاد " بشركة أرامكو بوظيفة مأمور سنترال نظراً لإجادته اللغة الإنجليزية و شعر ذات يوم بتعب و نام نوماً عميقاً و لسوء حظه سقط ذراعه على صافرة الإنذار التي أرعب دويها جميع العاملين بالموقع، أستيقظ " عبدالله فؤاد " على لطمة قوية من مديره الأمريكي الذي أمر بفصله حالاً و عدم توظيفه مستقبلاً في الشركة.

توجه " عبدالله فؤاد " إلى شركة نفط البحرين ( بابكو ) حيث تم تعيينه فيها براتب يقدر بـ 45 روبية و في ذات يوم غلبه النعاس و توجه إلى مكتب رئيس الشركة و أخذه النوم هناك و لم يستيقظ إلا بوجود أمن الشركة التي أتهمته بسرقة قلم المدير و لذلك مكث ثلاثة أيام رهن التوقيف حتى تم إطلاق سراحه بعدما وجد المدير قلمه في بدلته السوداء ! ليعتذر من عبدالله عن ذلك الاتهام الباطل .

عاد عبدالله إلى السعودية و بدأ مشروعه الخاص بغسيل سيارات شركة أرامكو حتى أصبح هذا المشروع انطلاقة لمشاريع و إستثمارات أخرى سواءاً في السعودية أو خارجها.

لم يستسلم رجل الأعمال و الوجه الاجتماعي " عبدالله فؤاد " إلى واقعه المُر بل أستغل فرصة خدمة الأمريكي مقابل التعليم و المعرفة حتى زرع الورود الجذابة في طريق الأمل و قلص دائرة الفشل بنجاحه المتتالي على الصعيد الشخصي أو الإجتماعي ببناءه للمساجد و المستشفيات حتى تم تكريمه بتسمية أحد أكبر أحياء الدمام بإسمه.

عزيزي القارئ .. أستغل كل سحابة ممطرة بالتعليم و المعرفة لتروي واقعك و لتسعد برؤية ورود مستقبلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي