أنشيلوتي ومارتينو .. تحت الحصار
عندما يلتقي ريال مدريد وبرشلونة اليوم في أول كلاسيكو بين الفريقين في 2014، ستحمل المباراة في طياتها معاني وأهدافا مختلفة لكل من المدربين الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال والأرجنتيني خيراردو مارتينو المدير الفني لبرشلونة.
ويقع العبء الأكبر في مثل هذه المباريات على مدربي الفريقين نظرا لأهمية الأداء الخططي في هذه المواجهات.
ويضاعف من هذا العبء أن لكل من المدربين أسبابه الخاصة للبحث عن الفوز الذي سيلعب دورا كبيرا في شكل المنافسة على اللقب هذا الموسم.
ويحتاج أنشيلوتي للفوز من أجل تعزيز موقفه في قيادة الفريق الملكي وضمان الاستمرار بشكل كبير في الموسم المقبل خاصة أن الفريق خسر بقيادته أمام برشلونة 1/ 2 في الدور الأول للبطولة هذا الموسم.
وفي المقابل، يحتاج مارتينو للفوز لترك بصمة أخرى مع الفريق والتأكيد على جدارته وسط أنباء عن رحيله نهاية الموسم الحالي لتدريب المنتخب الأرجنتيني بعد كأس العالم أو للعمل بمنطقة الشرق الأوسط.
كما يبدو الفوز في هذه المباراة هو طوق النجاة والفرصة الأخيرة لبرشلونة ومارتينو لأنه سيقلص الفارق مع الريال إلى نقطة واحدة ويعيده بقوة للمنافسة على اللقب بينما ستكون الهزيمة مؤشرا على خروجه من صراع الفوز باللقب الذي قد ينحصر بين قطبي العاصمة مدريد.
وإذا خسر برشلونة هذه المباراة، سيتسع الفارق مع الريال إلى سبع نقاط كما ستتسع الفجوة بين مارتينو وجماهير برشلونة.
ويمر مارتينو بأيام صعبة كما بدأت وسائل الإعلام في ترديد أسماء المدربين المرشحين لخلافته في تدريب الفريق.
وبدأت الانتقادات المتبادلة بين مارتينو والإعلام الإسباني منذ وصوله إلى برشلونة، حيث يرى مارتينو أن وسائل الإعلام تتدخل بشكل كبير في محاولة لفرض التشكيل على الفريق بما يعارض مبدأ "المداورة" الذي يتبعه.
وبينما يبدو مارتينو مقتنعا بمشاركة نيماردا سيلفا في المباراة، أظهرت العديد من استطلاعات الرأي التي تجريها وسائل الإعلام أن المشجعين يفضلون الدفع باللاعب بدرو رودريجيز أو أليكسيس سانشيز.
ولجأ مارتينو في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها فريقه إلى تغيير طريقة اللعب من 4/3/3 التي تعتمد على كثرة التمرير لخلخلة دفاع المنافس إلى 4/4/2 مع وجود سيسك فابريجاس ضمن لاعبي خط الوسط على أن يكون لزميله الأرجنتيني ليونيل ميسي شريك واحد فقط في الهجوم.
وخاض مارتينو المباريات الكبيرة لبرشلونة بطريقة اللعب 4/4/2 وقد يراهن عليها مجددا في الكلاسيكو.
ويختلف موقف أنشيلوتي تماما عنه بالنسبة لمارتينو، حيث عانى المدرب الإيطالي لشهور طويلة حتى وصل إلى التشكيلة المناسبة لفريقه، ولم تعد الاختيارات تمثل مشكلة بالنسبة له خاصة أن نتائج الفريق في الفترة الماضية ساعدته على إيجاد الاستقرار في التشكيل.
وكانت آخر مباراة خسرها الريال في الموسم الحالي هي مباراة الدور الأول أمام برشلونة في عقر دار الأخير، حيث خسر الريال 1/ 2 في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ونال أنشيلوتي وقتها انتقادات حادة لأن "تجاربه" في اختيارات التشكيل لم تثمر وهو ما تغلب عليه أنشيلوتي ونجح في تصحيحه بعد هذه المباراة حتى وصل لتشكيلته المثالية الآن.
وأكد أنشيلوتي بشكل صريح الثلاثاء الماضي أنه سيواصل الاعتماد على التشكيل نفسه دون أي تغييرات جذرية في مباراة الكلاسيكو، حيث قال: "لن أعقد الأمور".
ورغم هذا النجاح الذي حققه الريال في الشهور الماضية وتصدره جدول المسابقة وبلوغه نهائي كأس ملك إسبانيا ودور الثمانية لدوري الأبطال، يبدو أنشيلوتي بحاجة ماسة إلى الفوز في هذه المباراة ليس فقط لتوسيع الفارق مع برشلونة والاقتراب خطوة نحو إحراز اللقب وإنما أيضا لتبديد الشكوك التي أثيرت حوله بأنه ليس قادرا على الفوز في مواجهة المنافسين الكبار.
ويحظى أنشيلوتي بسجل شخصي سيئ أمام برشلونة، حيث فاز في مباراة واحدة فقط في المباريات السبع التي خاضها في مسيرته التدريبية أمامه.