هجر.. إلى العلا
لم يكن يوم الجمعة 21 مارس الحالي يوما عاديا في تاريخ الهجراويين، بل سيكون يوما خالدا في الأذهان ومدونا بمداد من ذهب، كيف لا وفريقهم يعانق السماء والأضواء ويمضي إلى العلا بكل كبرياء وخيلاء.
هجر الذي صارع الصعاب، وناطح السحاب، عاد عودا حميدا مستطاب إلى دوري الكبار، عاد إلى مكانه الطبيعي، عاد مرفوع الرأس، يحكي قصة كفاح اكتملت فصولها على ملعب الأمير عبدالله بن جلوي في الأحساء، بفوز مستحق على الجيل 2/ 1.هذا الفوز لم يأت بمحض الصدفة، ولم يأت هينا أوسهلا، بل جاء نتاج قتال 11 لاعبا داخل الملعب ومعهم زملاؤهم ومن خلفهم جهاز فني مقتدر يقوده التونسي المنصف البياري عرف من أين تؤكل الكتف، يسندهم مجلس إدارة واع برئاسة سامي الملحم.
333 يوما فقط لم تنقص أو تزيد قضاها هجر ضمن فرق دوري ركاء عقب سقوطه من دوري زين قبل أن يتحول إلى دوري عبد اللطيف جميل، وخلالها خاض مشوار العودة بكل منعة واقتدار، لم يركن أو يضيع زمنا، وضع هدفا أمامه وهو العودة إلى مكانه الطبيعي، وقد كان حتى قبل انتهاء ركاء بجولتين جامعا رصيد 54 نقطة محتلا المركز الأول، تاركا البطاقة الثانية لفريقي الخليج والوحدة يتصارعان عليها، وهو يؤدي دور المتفرج.
هجر خاض حتى الآن 28 مباراة، كسب منها 15، فيما تعادل في تسع، بينما خسر أربعة فقط، وتبقت له مباراتان، أمام حطين في جيزان، والوطني في الأحساء، سجل رماته 41 هدفا، واستقبلت شباكه 24 هدفا.
#2#
هجر هذا الموسم قرر الاستغناء عن الكثير من اللاعبين والاعتماد على فريق شاب امتلك الطموح والإرداة وطوع الصعاب لصالحه، ليكتبوا أسماءهم بأحرف من نور في سجل التاريخ.
ضربة البداية كانت منذ أن تسلم سامي الملحم دفة النادي خلفا للمهندس عبد الرحمن النعيم الذي قدم استقالته، وجاء معه شباب حملوا على عواتقهم تقوية جميع الألعاب على رأسها كرة القدم وهي الواجهة الحقيقية للنادي، وأصروا على أن يكون الفريق من الشباب وإبعاد بعض اللاعبين الكبار في السن بهدف تجديد دمائه.
وساهمت عودة اللاعب خالد الرجيب صاحب الإمكانيات العالية والخبرة الثرة في الملاعب، في أحداث نقلة نوعية في أداء الفريق ومثل دفعة قوية في خط المقدمة وشكل ثنائية رائعة مع زميله فيصل الجمعان، كانت لها بصماتها على شباك الخصم في المباريات الأخيرة.
الدعم
الجميع لن ينسى الدور الكبير الذي لعبه رجال أعمال الهفوف، الذين استجابوا لنداءات سامي الملحم رئيس النادي التي أطلقها عبر جولات لهم، ودعموا النادي ماليا، ما أسهم في حل الكثير من إشكالياته المالية، على رأسهم سليمان الحماد رئيس هيئة أعضاء شرف النادي، وصالح النعيم رئيس المجلس التنفيذي في النادي، وأسامة النعيم وإبراهيم الملحم، إضافة إلى محمد الملحم والد رئيس النادي، وكان آخر دعم قد وصل للإدارة من عبد العزيز الدوسري رئيس الاتفاق تشجيعاً منه لصعود الفريق إلى دوري جميل.
يعتبر هذا الصعود الرابع لفريق هجر لدوري جميل (الممتاز سابقاً) حيث سبق أن تأهل في موسم 1988م و1997م و2011م واستمر لموسمين قبل أن يعود أدراجه من جديد إلى دوري جميل ليعود الموسم المقبل 2014م، والنية كما يريده جمهور الفريق أن يبقى لمواسم عدة ضمن الأقوياء.
مدرب شاب
وكما اعتمدت إدراة نادي هجر على لاعبين معظمهم من الشباب، فقد استقطبت المدرب التونسي الشاب المنصف البياري، ومنحته الثقة الكاملة لتجهيز الفريق هذا الموسم، وهذا المدرب الشاب يعتمد في تدريبه على الحماس الزائد ولا تجده يجلس في مكانه إلا نادرا مما أعطى ثقة كبير للاعبي الفريق، والبعض يطالب ببقاء المدرب حتى مواسم أخرى ليكون الثبات في مستوى الفريق، وقد يكون لتجربة جاره فريق الفتح في بقاء التونسي الآخر فتحي الجبال خير مثال لما وصل إليه النادي في المواسم الماضية.