المستهلك السعودي .. غنيمة
يصدق على المستهلك السعودي اعتباره: غنيمة مباحة للجميع. لأنه في الغالب خجول، ولديه كبرياء، ويتنازل غالبا عن حقوقه، رغم إدراكه أنه مغلوب. تتحكم في هذه الأمور عزة نفس وقضايا أخرى، يدركها الآخر ويتعامل معها بمنتهى الجشع.
يدلف إلى محل الحلاقة، يأخذ مكانه على الكرسي، يسأل عن السعر وهو خارج، ويدفعه عن طيب خاطر، وأحيانا يضيف بخشيشا، مع أنه يعرف أن التسعيرة المعلقة على جدار المحل أقل من السعر الذي طلبه منه الحلاق.
يسافر من الرياض إلى جدة أو الدمام، ويأخذ الشقة المفروشة بسعر يراه مبالغا فيه، ويتأكد من ذلك من التسعيرة المعتمدة من الهيئة العامة للسياحة والمعلقة على الباب الخارجي للشقة، لكنه مع ذلك لا يجد أي ضير في الصمت، فالخير كثير؛ ثم إن الأمر زيادة 100 أو 200 لا يستحق تضييع الوقت.
يتجه إلى الخارج؛ فيكتشف أن جاره العربي أو الأوروبي في الفندق يسكن بسعر أقل، وعندما يسأل يقال له: أنت خليجي. والمعنى النهائي: ما حاجتك للتخفيضات ... ادفع فقط.
حتى العروض الإلكترونية في الفنادق والسلع، تتباين من منطقة جغرافية إلى أخرى. والأسعار التي تقدمها مواقع السفر والسياحة لك أعلى.
والحقيقة أن وكلاء السيارات ومحال التأجير والمدارس الخاصة والعقارات السكنية المعروضة للتأجير... إلخ. في كل هذه الأماكن وسواها أصبح المستهلك السعودي يدفع لهم أكثر من الأجنبي، لأن القناعة أن هذا الكائن هو ماكينة صرف آلي، تتحرك على الأرض.