الخليجيون يرفعون نسب إشغال فنادق «الشرقية» .. وتضخم الأسعار يضعفها في جدة
تشهد الفنادق والشقق السكنية في المنطقة الشرقية ارتفاعا ملحوظا في نسب الإشغال منذ بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، حيث استقبلت المنطقة زواراً وسائحين من مناطق الرياض والقصيم ومدن خليجية مجاورة.
لكن في النقيض الآخر، سادت حالة "هدوء كامل" في مدينة جدة بالمنطقة الغربية، وانخفاض في نسبة الإقبال السياحي مقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي، بسبب تضخم في الأسعار تشهده الوحدات السكنية حالياً؛ وفقا لما ذكره عاملون في القطاع.
وقال لـ "الاقتصادية" مسؤول في الهيئة العامة للسياحة والآثار، إن الهيئة حرّرت مخالفات لـ 30 وحدة سكنية في المنطقة الشرقية في اليومين الماضيين، بسبب مخالفات رفع أسعار وانتهاء تراخيص وعدم إعلان تصنيف الوحدة في موقع واضح.
وقال المهندس عبد اللطيف البنيان، المدير التنفيذي لفرع الهيئة في المنطقة الشرقية: إن ثلاث مخالفات تم تحريرها لوحدات سكنية في حاضرة الدمام، بسبب تجاوزها الأسعار الرسمية المحددة من الهيئة، والبقية عملت دون ترخيص أو لم تعلن تصنيفها للعملاء بشكل واضح.
وأكد عدم تهاون الهيئة مع الوحدات السكنية والفندقية المخالفة، "حيث سيتم تحرير مخالفة في المرة الأولى، ثم غرامة مالية وإغلاق مؤقت في حال التكرار، ثم الإغلاق النهائي"؛ وفقا لقوله.
ويوجد في المنطقة الشرقية أكثر من 700 وحدة سكنية، 80 في المائة منها مصنفة، والبقية لم يتم تصنيفها؛ ما أدى إلى شطب 50 وحدة سكنية مفروشة وخروجها من السوق، بسبب عدم تحقيقها متطلبات السلامة وأنظمة الهيئة.
ودعا البنيان الفنادق العاملة في المنطقة، (يبلغ عددها 94 فندقاً)، وبقية الوحدات السكنية المصنفة، إلى عدم تجاوز الأسعار المعتمدة، وقال: الهيئة تسمح للفنادق برفع الأسعار 30 في المائة، والوحدات السكنية 50 في المائة؛ وذلك في فترات المواسم.
وتشهد "الشرقية" إقبالاً من السائحين والزوار في الفترة الحالية، بعد بدء إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، التي تستمر لمدة أسبوع واحد. وبلغت نسبة إشغال الفنادق والشقق السكنية مع بدء الإجازة 90 في المائة، لكنها ارتفعت إلى 100 في المائة أمس؛ وفقا لرئيس فرع هيئة السياحة في المنطقة.
وأضاف: "هناك خط ساخن يربط تلك الفنادق والوحدات السكنية بالهيئة، كما أن هناك فرقاً ميدانية على مدار الساعة لرصد المخالفات والتجاوزات".
وعن زوار المنطقة؛ أوضح أنهم من مناطق الرياض والقصيم وبعض دول الخليج، وقال: إن هذا الإقبال بسبب كثرة وتنوع الفعاليات في مدن الدمام والخبر والظهران والأحساء. مؤكداً أن كثرة السائحين والزوار في المنطقة، شجّع المستثمرين على بناء الفنادق والمدن الترفيهية.
وأضاف: "ستشهد المنطقة في الفترة المقبلة بناء 12 فندقا من فئة "خمس نجوم"، ليصل العدد الكلي لفنادق المنطقة إلى 112 فندقا"، مضيفاً أن "الشرقية" تسجّل ثاني أعلى مُعدَّل إشغال فندقي بعد منطقتي مكة والمدينة.
وقال لـ "الاقتصادية" أحمد عنتابلي، مدير فندق "دبل تري هيلتون" في مدينة الظهران: إن المنطقة الشرقية باتت أخيراً تنافس مدناً خليجية مجاورة، مثل دبي والمنامة؛ حيث أسعار الفنادق والوحدات السكنية، وتوافر المدن الترفيهية والمجمعات التجارية.
وأضاف، أن وجود الفنادق ذات النجوم الخمسة "خلقت تنافسا كبيرا وشريفا لجذب السياح القادمين إلى المنطقة"، وأن نسبة إشغال الفنادق ذات النجوم الأربعة والخمسة بلغت 100 في المائة منذ يوم الخميس الماضي.
وتوقع استمرار الإشغال حتى مساء يوم الخميس المقبل، معتبرا الإجازة الجارية فرصة للفنادق، من أجل تعويض خسائر فترة الركود في الأيام العادية. وقال: "أسعار الغرف في فنادق أربعة وخمسة نجوم قبل الموسم تراوح بين 400 و500 ريال، وفي المواسم ترتفع إلى 650 ريالاً، مع وجبة إفطار وخدمات أخرى".
أما في المنطقة الغربية؛ فتشهد مدينة جدة انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الإشغال والحجوزات في الفنادق والشقق السكنية، أرجعها عاملون في القطاع إلى تضخم الأسعار، وذلك في فترة تعتبر موسماً للربح وتعويض خسائر فترات أخرى من العام.
وقال الدكتور عبد الرزاق الوافي، رئيس لجنة الفنادق والشقق المفروشة في غرفة جدة: إن نسبة الحجوزات في الشقق المفروشة منخفضة بشكل ملحوظ في أول أيام إجازة منتصف الفصل الدراسي، بسبب تضخم الأسعار التي ارتفعت في الأشهر الماضية.
وأضاف: "لا نريد أن نحكم على الموسم من أوله. علينا العمل والانتظار أملاً في أن ترتفع الحجوزات والإشغال وتكون كما نطمح"، متوقعاً حدوث تغير في مستوى الحجوزات في نهاية الأسبوع الجاري.
وأشار إلى اجتماع يعقده قريبا ملاك الوحدات السكنية بحضور أعضاء لجنة الفنادق والشقق في غرفة جدة، لمناقشة آخر مستجدات القطاع، وقال: "سنخرج بأرقام على أسس علمية وأكاديمية محددة عن حجم ونسبة الإشغال حالياً ومقارنته بالفترة الماضية".
وقال عبد الإله جمجوم، عضو اللجنة ومدير فندق عبد الإله جمجوم في جدة: إن الفنادق البعيدة عن البحر، خاصة تلك التي تكون في وسط البلد؛ لا تتأثر كثيرا في مواسم الإجازات؛ لأن الإقبال عليها يرتفع وينخفض سريعاً.
وأضاف، أن فنادق وسط البلد تشهد إشغالاً كاملاً في مواسم العمرة، لأنها تكون وجهة المعتمرين القادمين من خارج المدينة، مضيفا أن الأسر السعودية ترتاح في الشقق المفروشة أكثر من الفنادق، خاصة أولئك القادمين من خارج جدة، لا سيما الأسر التي يرتفع عدد أفرادها.
من جهته، أكد حاتم الشهري، عضو لجنة الفنادق والشقق المفروشة في غرفة جدة، وجود حالة "هدوء كامل" في الوقت الحالي، من حيث عدد الزوار ونسبة الإشغال، بسبب مشكلات يعانيها القطاع السياحي في جدة.
وكشف تقرير صادر أخيراً من فرع هيئة السياحة والآثار في منطقة مكة المكرمة (قسم التراخيص في جدة)، عن إغلاق 21 منشأة سياحية مخالفة للاشتراطات؛ وذلك في الربع الأول من العام الجاري.
وأصدر الفرع في تلك الفترة 53 رخصة جديدة، 29 منها لشقق مفروشة، وواحدة لفندق، وأخرى لنزل سياحي، وتسع لوكالات سفر، وخمس لمنظمي رحلات، وثمان مشاركات في الوقت.