البساطة ..!
قُل شيئاً لطيفا .!
كلمة تعني الكثير لدى البعض, بينما لا تعني شيئاً عند الآخر, في وقت سابق شاهدت مقطع على موقع اليوتيوب في نظري أن قمة البساطة والإبداع, والفكر الحسن اجتمعت في هذه الفكرة – رغم سوء استخدام البعض – الفكرة بمجملها العام كانت أكثر من رائعة, حيث أنها تتمحور حول وضع أحد مكبرات الصوت, على أحد المنابر ثم إرفاق عبارة "Say Something Nice" والتي تعني قُل شيئاً لطيفاً, إذ إنها أعطت البعض حرية في التعبير عن أي شيء يدور في خُلده, كما أن البعض فضّل أن يقول شيئا مرحاً, وهناك من اكتفى بإلقاء التحية فقط.
هذا المقطع ذكرني بتلك اللحظات التي أتمنى فيها أن أعتلي أحد المنابر, أو المسارح لأتكلم بكُل أريحية, هُناك العديد من الأفكار والأمور التي تُزعجني عند التفكير فيها, هناك العديد من الأفكار لا تكتفي بأن تكون مُجرد فكرة في رأسي بل تُريد أن تخرج للعيان, هناك أيضاً العديد من الأمور التي أريد أن أعبر عنها أمام الملأ لكن غالباً ما أؤثر السكوت على أن أتكلم بها.
عندما شاهدت هذا المقطع عزمتُ على تطبيق هذه الفكرة, لكن بمُجرد أن فكرت بردة فعل من حولي من مجتمعي, جائتني كمية من الإحباط لا يعلمها إلا الله, حيث أن كلمة "وش هالمهبول" اعتلت قائمة ردات الفعل المتوقعة, ولا أنسى كلمة "وش يحس به" فيبدو أن إيقاعها علي مسمعي وبنفس تلك النبرة التي يُفهم منها أن الشخص الذي أمامك الآن هو في وضعية استهجان لما تفعل كما أنه يُحاول السخرية مما تفعل, لذلك لزمت مكاني واكتفيت باعتلاء مسرح غرفتي المتمثل في سريري والتحدث بصوت رقيق على مكتبتي وعدداً من عطوري ولا أنسى صاحبة السمو ساعتي, فهذه هي من ستسمع لأفكاري بلا كلل وملل.
حاولت أن أجاهد نفسي مرة واثنتين وثلاث علني أعمل بهذه الفكرة متناسياً ومتجاهلا ماقد يقوله البعض فوجدت نفسي أفكر بما سيفعلونه, وجائني الجواب كالصاعقة, حتماً سأجلس الساعة والساعتين وأنا أراقب المنبر ومكبر الصوت, إذ أنه لا أحد سيتحدث فيه أو يقول شيئاً, عفواً نسيت فقد يأتي أحد الأطفال الصغار مُسرعاً ويُسقطه عن غير عمد بسبب أنه كان يلهو ولم ينتبه له, ربما هذا هو ما سيكون الحدث الأبزر إلى جانب استهجانهم لي.
مجتمعي العزيز أنا لا أنتقدك تقليلاً منك فأنا بالنهاية أحد أفرادك, لكن نقدي ماهو إلا نقد بناء أحاول فيه تطوير ما حولي, قد تكون هذه الفكرة لا تحمل من التطوير الشئ الكثير لكنها فعالة في الترويح عن النفس أحيانا أو رُبما كلمة متفائلة من أحدهم تجعل من الآخر الذي سمعها شخصاً ناجحاً, بالإضافة إلى أنني أريد طرد تلك العادة السيئة والمتمثلة في استهجان كل فكرة جديدة ونبذ صاحبها واستحقاره, فلنتطور ونُقدر الأفكار رغم بساطتها, فمن البساطة يولد الإبداع.