والد المصاب بـ «كورونا» في جدة: مجهول نقل الفيروس لابني
قال لـ "الاقتصادية" سالم الكثيري والد المصاب بندر، إن ولده انتقل إليه الفيروس من أحد المرضى الذين باشرهم من مجهولي الهوية، مشيراً إلى أن المستشفى يفتقر إلى كثير من إجراءات الوقاية والحماية من انتقال العدوى للعاملين.
ونفى والد المريض أن يكون الفيروس مستوطنا في القرية التي ينتمون إليها وزارها المريض "بندر" قبل نحو أسبوعين، وأكد أن اسم القرية التي جاءت في بيان الشؤون الصحية في جدة كتبت خطأ، إذ إن قريتهم "الطارق بالكثير" في منطقة "العُرضية الجنوبية"، إذ إن المنطقة يوجد فيها عُرضيتين، شمالية وجنوبية.
وبين الكثيري أنه تم منع جميع أفراد عائلته من زيارة ابنهم، باستثنائه هو "الوالد"، كما أن إدارة المستشفى ترفض توضيح الوضع الصحي لبندر، وترفض تسليمه التقارير الطبية الخاصة به لأكثر من خمسة أيام. وتحدى الكثيري إثبات إصابة أحد من أهل القرية أو من أقاربه بالفيروس، كما توعد سالم الكثيري، بالتوجه لحقوق الإنسان والجهات المختصة، للأخذ بحق ولده ــ على حد تعبيره.
من جهتها أكدت الشؤون الصحية في جدة ما نشرته "الاقتصادية" في عددها أمس الأول حول تأكيد التحاليل الطبية إصابة الشاب بندر الكثيري، أحد العاملين بقسم الطوارئ في مستشفى الملك عبد العزيز بجدة، بفيروس "كورونا"، وذكرت الشؤون الصحية، في بيانها الصحافي، الذي تلقت "الاقتصادية" نسخة منه البارحة، أن المُمَرض بندر انتقل إليه الفيروس في أثناء زيارته لأهله في قرية "العارضية".
وجاء في البيان الصحافي، على لسان الدكتور سامي محمد باداود، مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" في مستشفيات وزارة الصحة بجدة، لشاب سعودي يبلغ من العمر 27 عاما.
وفصل البيان الحالة الصحية للكثيري بأنه تعرض لالتهاب في الصدر وأدخل العناية المركزة في مستشفى الملك عبد العزيز بجدة وتم عمل الفحوص المخبرية الكاملة وتم التأكد من الفحوص في المختبر الإقليمي لفحص أكثر من احتمال الإصابة بفيروس للحالة، وثبت أخيراً أن الحالة تحمل فيروس كورونا.
وأضاف البيان أن فريقا طبيا قام بفحص جميع العاملين والمخالطين للكثيري من أقاربه وأصدقائه، يوم الخميس الماضي، بعدما امتنع العاملون عن مباشرة الحالات الوبائية خوفا من العدوى، وتبين أن جميع المخالطين كانت نتائج فحوصهم سلبية للفيروس، ولم تظهر نتيجة إيجابية واحدة حتى الآن.
وجاء في البيان الصحافي الذي كتب على لسان مدير الشؤون الصحية بجدة، أنه "اتضح أن المصاب قام بزيارة أقاربه بقرية العارضية منذ أسبوع، ويرجح حمله الفيروس من هناك"، وهو ما نفاه والد الشاب الكثيري.
وبالعودة للبيان الصحافي، أشار باداود إلى أنه تم توجيه استقصاء وبائي للقرية لرصد الوضع الوبائي هناك، واتضح بعد فحص أقارب المريض خلوهم من الفيروس، كما تم التنسيق مع مستشفى الملك فيصل التخصصي لتكوين فريق طبي مشترك من استشاري عناية مركزة واستشاري أمراض وبائية لمتابعة الإجراءات العلاجية للمريض، والمشاركة في أي توصيات علاجية لحالته.
وأوضح باداود أنه تم استنفار العاملين في المختبر الإقليمي للعمل على مدار الساعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك لاستكمال فحوص جميع العاملين الموجودين في المستشفى، حيث تبين سلبية نتائج المخالطين المباشرين للحالة وجار العمل على استكمال بعض الفحوص الأخرى، علماً بأن المستشفى يتخذ التدابير الاحتياطية الوقائية كافة وفق المعايير الدولية لمثل هذه الحالات.
من جهة أخرى، نفى باداود ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن وجود حالة سابقة لمريض صومالي الجنسية، مؤكداً أن حالة المريض بندر هي الأولى المسجلة في مستشفيات الوزارة بجدة، كما نفى كذلك صحة ما تردد عن عدم توافر الأقنعة N95، الخاصة بمثل هذه الحالات حيث إنه يوجد أكثر من عشرة آلاف قناع في مستودع مستشفى الملك عبد العزيز.
وبالمقابل أكد العاملون في المستشفى قلة الأقنعة ،N95 مشيرين إلى أنها لا تتوافر طوال الأيام، وقد تمر أيام دون أن يتم توفير الأقنعة الخاصة مما يضطر العاملين لاستخدام الأقنعة العادية، التي لا تفي بالغرض، أما فيما يخص نفي الشؤون الصحية مسألة انتقال المرض إلى الكثيري عن طريق أحد المقيمين، أكد العاملون في الطوارئ أنهم يستقبلون يومياً حالات لمجهولي الهوية، ومن أحدهم انتقل المرض لبندر.