بعد «لمى الروقي»..تساؤلات عن الضحية القادمة للآبار المكشوفة
رفع عدد من القراء دعوات الرحمة والغفران على الطفلة “لمى الروقي” بعد أن تم دفن أجزاء من رفاتها والصلاة عليها في مدينة تبوك، فيما تساءلوا عن الضحية القادمة للآبار المكشوفة ومن يتحمل مسؤوليتها؟
وجاءت تعليقاتهم على الخبر المنشور في الصحيفة أمس، بعنوان “أهالي تبوك يشيّعون رفات «لمى الروقي» “، حيث قال القارئ أبو نايف: “الله يرحمها يارب”، وطالب آخر بأخذ العظة من قضية “لمى” ويتم قفل الآبار المهملة في المناطق كافة، كما قال القارئ مساعد السلمان: “الله يرحمها ويصبر أهلها .. المفروض يتم الاتعاظ من قضية لمى ويتم قفل كل الآبار المهملة في كل المناطق، يكفي وفيات وفواجع وفقدان للضحايا”. وتساءل أحد القراء عن هوية الضحية القادمة في ظل تكرار ضحايا الآبار المكشوفة وذكر القارئ رشيد السالم: “الله يرحمها .. لمى توفت يا ترى من الضحية القادمة؟ وإلى متى تحدث قضايا مشابهة ولا يتم التعامل معها بسرعة؟ أذكر قبل فترة توفت امرأة في الطائف وحدثت المعاناة نفسها”. بدورها قالت القارئة نجوى: “الله يرحمها ويجعلها شفيعة لوالديها، والله قصتها مرة تكسر الخاطر، بس قهر لحد الآن مو عارفين من المتسبب في بقاء البئر الخطيرة مكشوفة بلا أي حواجز أو إرشادات”.
وكان أهالي تبوك قد شيعوا يوم أمس الأول، رفات الطفلة “لمى الروقي” التي سقطت في بئر وادي الأسمر، وذلك بعد استنفار دام طويلاً في عمليات البحث عن رفات الطفلة ذات الستة أعوام.
واكتظ جامع الدعوة في تبوك بالمصلين الذين حضروا للصلاة على أجزاء من جسد الطفلة “لمى”، متعاطفين مع أسرة الصغيرة، حيث حقق وسم الطفلة “الروقي” في وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر” حتى إعداد الخبر البارحة بقائمة الأكثر الهاشتاقات نشاطاً، منذ سقوطها في البئر، حيث عبّر المغردون عن دعائهم لذوي الطفلة، وأن يجعلها شفيعة لهم.
ويأتي قرار الصلاة على أجزاء من جسد “لمى” بعد أن استفتى والدها أهل العلم الذين أفتوه بالصلاة على رفاتها ودفنها، وشهد تشييعها والصلاة عليها في جامع الدعوة بتبوك حضور غفير من المتعاطفين مع أسرة لمى.
من جهة أخرى قال لـ “الاقتصادية” مسؤول في المديرية العامة للدفاع المدني، إن جميع الجهات الأمنية مخولة ومكلفة باستقبال البلاغات عن وجود آبار ارتوازية مكشوفة، تشكل خطراً على السلامة العامة، وذلك للتسهيل على المبلغين، وحماية للأرواح.
وأوضح العقيد عبد الله الحارثي الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني، أنه تم التنسيق مع الجهات الأمنية باستقبال مكالمات جميع المبلغين عن وجود آبار مهجورة في المزارع أو خارجها، وتمريرها لغرفة العمليات في جهاز الدفاع المدني، وذلك لتحويلها للجنة المشكلة في كل منطقة ومحافظة في السعودية الخاصة بالآبار للتعامل معها.
وأشار العقيد الحارثي في حديث سابق إلى اجتماع ضم ثلاث جهات حكومية ضم وزارتي الزراعة والمياه والكهرباء إضافة إلى الدفاع المدني للنظر في تراخيص حفر الآبار الجديدة، وكذلك لوضع آلية مراقبة وحصر الآبار القائمة، وآليات التعامل مع الآبار التي تشكل خطراً على سلامة المواطنين والمقيمين، إضافة إلى النظر في الوضع القائم للآبار في جميع مناطق السعودية.
يأتي ذلك وسط استدعاء اللجان المشكّلة لرصد الآبار العشوائية والمهجورة، أصحاب الآبار الخطرة وغير الملتزمة بتعليمات السلامة، وأخذ تعهد عليهم للقيام بتسويرها أو ردمها مباشرة، وتحويل غير المتجاوبين لإمارات المناطق.