«البودي قارد»

يتميز الطريق الدائري الغربي في مدينة الرياض بكثرة المواكب التي أراها كلما استخدمت هذا الطريق. ربطت الأمر بكثرة السفارات في المنطقة وطريق المطار الجديد الذي يتقاطع مع هذا الشارع، إلا أن العدد يتزايد باستمرار.
الكثير من هذه المواكب هي عبارة عن سيارتين أو أكثر من نوع "يوكون" باللون الأسود، تستخدم إضاءة "السيفتي"، ولا يبدو عليها أي أثر لارتباطها الوظيفي. الغريب أن هذه الإضاءة منتشرة في محال زينة السيارات. بمعنى أنه يمكن لأي شخص أن يقوم بهذه المغامرة دون أن يحاسب عليها.
أزعم أن كثرة المواكب هي من قبيل "الهياط العالم ثالثي". يلاحظ أي واحد منا أنه لو سافر إلى دولة من دول العالم الأول أو الثاني فهو لن يرى أي موكب، فالأمور تحكمها تنظيمات وتعليمات وقوانين "تقص المسمار".
قضيت في باريس فترة ليست بالقليلة، وعندما أبديت استغرابي لعدم وجود مواكب تزحم هذه المدينة، قال لي صديق يعمل في السفارة إن رئيس الوزراء كان له موكب ألغاه البرلمان، فلم يبق إلا موكب رئيس الجمهورية فقط.
عرض علي بعدها صديقي عدداً من المشاهد التي تعمر بها المدينة من المسموح به لمن يريده. أشهر تلك المظاهر هو "البودي قارد" أو الحارس الشخصي الذي يكون مفتول العضلات ويلبس النظارات الشمسية في عز الليل ويمتاز كذلك بـ "سماعة" في أذنه.
تزداد تجهيزات وفخامة الحارس كلما زادت المبالغ التي يدفعها "المحروس". وبحكم أنني لست ممن يخاف عليه أحد، إضافة إلى عدم توافر المال الذي يسمح لي بـ "هياط" من هذا النوع، سخرت من الفكرة أصلاً.
بالأمس اكتشفت أن "ما عندي سالفة" وأن في المملكة من يدفع 50 ألف ريال كل ثلاثة أيام مقابل الحراسة الشخصية، أي أن الواحد من الـ "بودي قاردين" يحقق 500 ألف ريال كل شهر.
قررت عندها أن أوظف ثلاثة من "عيال حارتنا" بعد تنظيفهم وتلميعهم و"تفتيل" عضلاتهم لأحصل على دخل شهري يبلغ مليونا و491 ألف ريال كل شهر، بعد حسم تسعة آلاف ريال هي رواتب الشباب. فمن يشاركني؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي